الساعة العملاقة في المكلا

> د.سمير عبدالرحمن شميري:

> تخزن ذاكرتي صورا ومواقع وأسماء لها وقع أليف في نفسي، ومن الصور الجميلة في ذاكرتي أني التقيت في أسبوع الفعاليات العلمية الثقافية للجماعات اليمنية في رحاب الجامعات السعودية (جدة) للفترة من 23 فبراير 2008 بأعزاء وأفاضل تركوا أثرا عزيزا في سويداء القلب.

وأشد ما أبهجني أني تعرفت على شاب مبدع اسمه هاني محمد باجعالة، مسكون بقلق العلم والمعرفة والاختراع، ويعيش حياة زاخرة بالعطاء وفي حراك دائم مع الزمان والمكان، يعارك الحياة وينتصر على المحاجزات والإحباط، ويتجاوز أسوار الكآبة والتقوقع والهواجس السوداء.

وإلى جانب هاني باجعالة تعرفت على الصحفي المرموق علي سالم اليزيدي، وعلى الشاب علي باعقيل، والدكتور خالد عوض الرباكي، والدكتور سالم بن سلمان.. تعرفت على أصدقاء من الجامعات اليمنية ملأ العلم قلوبهم وعقولهم، ومتضلعون في حقول العلوم الاجتماعية والتطبيقية.

فمشروع الساعة العملاقة في المكلا هو من اختراع الشاب هاني محمد باجعالة، حيث ستقام على أعلى قمة في جبل المكلا، وسيكون ارتفاعها 60 مترا، والشاب هاني باجعالة طالب في المستوى الرابع - كلية الهندسة والبترول (جامعة حضرموت)، وفي الوقت عينه يعمل مهندسا في الإذاعة والتلفزيون في المكلا.

وفي غير مرة كتبت صحيفة «الأيام» عن هاني باجعالة، والساعة العملاقة في المكلا، ويستبد بنا السؤال: لماذا تجمد مشروع الساعة العملاقة والمرشد السياحي الإلكتروني للطالب علي باعقيل؟ ولماذا لاتنفذ توجيهات الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الواضحة كمقلة شمس؟ وهل وزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة والسياحة جادتان في تنفيذ هذين المشروعين؟ وما دور محافظ حضرموت الأستاذ سالم أحمد الخنبشي، هل هو قادر على تحريك المياه الراكدة وتنمية سنبلة العطاء؟.

لقد سمع الشابان هاني باجعالة وعلي باعقيل الوعود الكثيرة، ولانريد من الطيبين أن يزينوا حياتنا بحزم من العواطف والتمنيات والوعود الفاتنة، وهل يعلم هؤلاء أن هاني باجعالة في (المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط) الذي أقيم في الكويت في أكتوبر 2007 قد تحصل على ثقة المحكمين الدوليين القادمين من جنيف، وأن هذا الاختراع قد تم تسجيله في مجلس التعاون الخليجي.

وبكثير من اللهفة والفضول أسأل: ما دور المجلس المحلي لمحافظة حضرموت في الدفع بمشروع الساعة العملاقة في المكلا، والتي ستصبح معلما سياحيا مدهشا لمحافظة حضرموت؟ أو ليس من الخير تنفيذ مشروع المرشد السياحي الإلكتروني للمبدع علي باعقيل؟.

إن عدم التفاعل مع المبدعين والمخترعين إهدار للثروة البشرية وقتل صريح للمواهب، فيصبح هؤلاء فريسة سهلة للكسل والقهر والكآبة والحزن والجنون، ولقد أشار العالم ديفيد رزنيك إلى أن «الإبداع يتيبس في البيئات الاستبدادية والسلطوية والمحكومة بصرامة».

وعندما يهاجر المخترعون والمتميزون والموهوبون للاشتغال في الأقطار الأخرى نعض أصابعنا ندما، وقد نرميهم بالنعوت القاسية، ولربما نحرقهم ونشكك في حبهم للبيئة الوطنية، ونطلق عبارات وشتائم وأطروحات بليدة ومبتذلة لاتطاق. «نحن مجتمع محبط.. بعض الناس يكرهون أن يحقق أي شخص نجاحا ما حتى لو كانوا لايعرفونه شخصيا، لأن نجاحه يلخبط لهم عادة الإحباط المزمنة..». (علاء الأسواني).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى