> عفراء الحريري:
لا أعرف ما الذي يجعلنا نطلق الأحكام على بعضنا البعض بدون أدلة إثبات؟ أصبحنا أيضا ندور في نفس فلك النظام وننتقده. إذ من السهل علينا أن نلفق الاتهامات رغم أنف الدستور والقانون، والقاعدة الفقهية تقول «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، ورغما عن شريعتنا السمحاء وتشريعنا السامي باحترامه وصيانته لكرامة وقيمة الإنسان فقد أصبح لكل فرد منا قانونه الخاص جدا والضيق جدا، لأنه لم يعد يحكمنا دستور أو قانون عام بل (مبادئ هي قمة الأخلاق)، إننا نعبث بكل شيء وأي شيء في كل مكان، المسكن، الشارع، المدرسة، المحكمة، المستشفى، طريق السيارات ورصيف المشاة، الجامع والجامعة، المنظمة والمرفق، المقهى والمطعم.. وغيرها من الأماكن. لم يعد لدينا تفكير بالغد. جيل بأكمله يهوي نحو المجهول المظلم، لا انتماء، لا إحساس بالوطن ولا بالآخرة ولابأنفسنا ولا بقيمتنا وقيمنا.. لذلك فإن المقياس الذي أنشئت وتأسست بموجبه هيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر (واسمحوا لي أن أسميها كذلك) ليس هو الصواب والخطأ أو الثواب والعقاب أو حتى الخير والشر، بل هو في الواقع نحن جميعا من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.
فإذا كان حالنا كما وصفته مسبقا فماذا ستفعل الهيئة إذا؟ وغول الفساد يلتهم قوت البسطاء، والرشوة تنخر كل مرافق الدولة وسكان المدن الزاخرة بالعطاء (نفط وبحر وبر..) يتسولون ويتكاثرون ويتزاحمون على مهنة التسول، وأصحاب النفوذ يطمسون ملامح تاريخ مدينة (كانت عروسا، وفي ليلة عرس زفت بثوب الحداد)، وأطفال يعملون بما لاطاقة للكبار على عمله، وشباب يتسكعون في أرصفة الشوارع، وسجون ملئت بالأبرياء وفتيات بعمر الورد تبيع الجسد لتسد الرمق وتخرس الجوع، وقصور تبنى وسيارات آخر موديل تسير عكس اتجاه السير، يقودها صبيان أباؤهم تخموا من عفة الفساد. وأباء تقدم بالمزاد فلذات أكبادها لعلها ترى شمس يوم جديد وأفواه تتشدق بالسب والقذف واللعنات، وتطاولت حتى على (المولى عز وجل) على خطوة أرجلها وأرجل غيرها، وسلطة قضائية من شدة استقلالها فسدت وسلطة أمنية من سمو أمانتها طغت فخانت وهكذا تلحقهم بقية السلطات.. فمن يا ترى يقف على هذا المنكر وأمامه وخلفه وفوقه وتحته؟ ترى ما هي تلك الظواهر (خزعبلات من بنات أفكاري؟)، ترى هل تتفق وشريعتنا الإسلامية؟، ونحن لاندري على اعتبار أن مسلسل التطهير بعد فيد 1994 قد بدأ مدبلجا، ولأنه مدبلج لابد أن يستمر ألف حلقة ونيف! أفتوني، ما ذلك وما هذا؟!.
إن تلك الظواهر ليست منكرات ومناكر ياقوم، بل كبائر! فنحن بحاجة لوزارة مناهضة للكبائر واستعادة الأخلاق وليس هيئة فقط (للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). نحن بحاجة إلى محبة تحكم كل شيء، فالناموس كله يبدأ بالرحمن الرحيم وينتهي بالله العظيم، وفي كل حرف من أسمائه جل جلاله محبة، وهي التي تحكم كل الوصايا بكل المسميات وهي التي تحكم السلوك، كما أنها لاتعني مشاعر الحب أو التسامح أو الغفران أو تحمل إهانة الغير أو أي من تلك المظاهر السلوكية الشائعة حول كلمة المحبة، وإنما هي أن تريد وتفعل الأفضل كل الأفضل للآخر «حب لأخيك ما تحبه لنفسك» ولجارك، «انصر أخاك ظالما أومظلوما».. إلخ. هكذا أوصانا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. وهنا نجد أن الأخلاق ليست مجموعة من القيم التي تحكم العلاقات مثل (الصدق والأمانة والوداعة) فحسب، بل إنها اتجاه عام من المحبة (من الأخلاق)، فلا مفر من إعادة النظر في مضمون كل تلك الظواهر التي شاعت وتلك القيم التي انقلبت إلى عكسها في السر والعلن.
أقترح على الهيئة إعادة النظر في منظومة الأخلاق السائدة كما ذكرت أعلاه، لا أن يتمحور عملها في صغائرالأمور، فقد يكون من يغلق باب دكانه رغما عنه في موعد الصلاة أفضل مليون مرة من قاض لايحكم بالعدل وعسكري مرتش (وكلاهما بأيديهما سبحة)، كما أن الكثير من السلوكيات القبيحة واللأخلاقية أصبحت تمارس علانية وجماعية حتى لم يعد يخجل منها أصحابها، بل إنها كادت تتحول إلى ميزات قد لايفخر بها أصحابها علانية ولكن أغلب من يتصفون بها يمارسونها بزهو ظاهر وخفي تحت أسماء متعددة، والله من راء القصد.
وأخيرا إليكم بعض الأمثلة في فضائل الأخلاق لإعادة النظر: الثبات على المبدأ، تقديس تراب الوطن، التضحية المثالية، وغيرها. ورذائل كادت تصبح فضائل: تمشية الحال، الاحتكار في التجارة، التعصب الديني، الشللية على حساب الآخرين، التزوير في الانتخابات، وغيرها. وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وقد جاء عليه الصلاة والسلام برسالته ودعوته إلينا بقوله في حديثه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وهكذا لفقت تهمة لي والآن الهيئة ستكفرني.. إن لله وإنا إليه راجعون.
فإذا كان حالنا كما وصفته مسبقا فماذا ستفعل الهيئة إذا؟ وغول الفساد يلتهم قوت البسطاء، والرشوة تنخر كل مرافق الدولة وسكان المدن الزاخرة بالعطاء (نفط وبحر وبر..) يتسولون ويتكاثرون ويتزاحمون على مهنة التسول، وأصحاب النفوذ يطمسون ملامح تاريخ مدينة (كانت عروسا، وفي ليلة عرس زفت بثوب الحداد)، وأطفال يعملون بما لاطاقة للكبار على عمله، وشباب يتسكعون في أرصفة الشوارع، وسجون ملئت بالأبرياء وفتيات بعمر الورد تبيع الجسد لتسد الرمق وتخرس الجوع، وقصور تبنى وسيارات آخر موديل تسير عكس اتجاه السير، يقودها صبيان أباؤهم تخموا من عفة الفساد. وأباء تقدم بالمزاد فلذات أكبادها لعلها ترى شمس يوم جديد وأفواه تتشدق بالسب والقذف واللعنات، وتطاولت حتى على (المولى عز وجل) على خطوة أرجلها وأرجل غيرها، وسلطة قضائية من شدة استقلالها فسدت وسلطة أمنية من سمو أمانتها طغت فخانت وهكذا تلحقهم بقية السلطات.. فمن يا ترى يقف على هذا المنكر وأمامه وخلفه وفوقه وتحته؟ ترى ما هي تلك الظواهر (خزعبلات من بنات أفكاري؟)، ترى هل تتفق وشريعتنا الإسلامية؟، ونحن لاندري على اعتبار أن مسلسل التطهير بعد فيد 1994 قد بدأ مدبلجا، ولأنه مدبلج لابد أن يستمر ألف حلقة ونيف! أفتوني، ما ذلك وما هذا؟!.
إن تلك الظواهر ليست منكرات ومناكر ياقوم، بل كبائر! فنحن بحاجة لوزارة مناهضة للكبائر واستعادة الأخلاق وليس هيئة فقط (للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). نحن بحاجة إلى محبة تحكم كل شيء، فالناموس كله يبدأ بالرحمن الرحيم وينتهي بالله العظيم، وفي كل حرف من أسمائه جل جلاله محبة، وهي التي تحكم كل الوصايا بكل المسميات وهي التي تحكم السلوك، كما أنها لاتعني مشاعر الحب أو التسامح أو الغفران أو تحمل إهانة الغير أو أي من تلك المظاهر السلوكية الشائعة حول كلمة المحبة، وإنما هي أن تريد وتفعل الأفضل كل الأفضل للآخر «حب لأخيك ما تحبه لنفسك» ولجارك، «انصر أخاك ظالما أومظلوما».. إلخ. هكذا أوصانا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام. وهنا نجد أن الأخلاق ليست مجموعة من القيم التي تحكم العلاقات مثل (الصدق والأمانة والوداعة) فحسب، بل إنها اتجاه عام من المحبة (من الأخلاق)، فلا مفر من إعادة النظر في مضمون كل تلك الظواهر التي شاعت وتلك القيم التي انقلبت إلى عكسها في السر والعلن.
أقترح على الهيئة إعادة النظر في منظومة الأخلاق السائدة كما ذكرت أعلاه، لا أن يتمحور عملها في صغائرالأمور، فقد يكون من يغلق باب دكانه رغما عنه في موعد الصلاة أفضل مليون مرة من قاض لايحكم بالعدل وعسكري مرتش (وكلاهما بأيديهما سبحة)، كما أن الكثير من السلوكيات القبيحة واللأخلاقية أصبحت تمارس علانية وجماعية حتى لم يعد يخجل منها أصحابها، بل إنها كادت تتحول إلى ميزات قد لايفخر بها أصحابها علانية ولكن أغلب من يتصفون بها يمارسونها بزهو ظاهر وخفي تحت أسماء متعددة، والله من راء القصد.
وأخيرا إليكم بعض الأمثلة في فضائل الأخلاق لإعادة النظر: الثبات على المبدأ، تقديس تراب الوطن، التضحية المثالية، وغيرها. ورذائل كادت تصبح فضائل: تمشية الحال، الاحتكار في التجارة، التعصب الديني، الشللية على حساب الآخرين، التزوير في الانتخابات، وغيرها. وإنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وقد جاء عليه الصلاة والسلام برسالته ودعوته إلينا بقوله في حديثه «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وهكذا لفقت تهمة لي والآن الهيئة ستكفرني.. إن لله وإنا إليه راجعون.