ثمد فوق الألف..وطماط فوق الميتين

> سعيد عولقي:

> جلسنا نتكلم عن موضوع الوساطة في كل شيء في مجتمعنا.. لقينا أنه ما فيش حاجة تمشي ولا تجي إلا بالوساطة.. لو كانت لك وساطة عمل تشتيها تمشي فما معك يا أبو علي إلا تشوف أول شيء وسيط معتمد في المنطقة أو في نطاق الشرق الأوسط وعلى وكنة.. وبعدين يا أبو علي ياحسن فرور قدك أنت وأصحاب الجسة كلهم تعرفوا ذا الخبر والخبيرة والدبر والدبيرة.. فكيف يُعرَّف العارف؟ عاده إلا أمس صاحبك سطيح النجار سمعناه يقول لك «خلاص بس اتفقنا على بكرة» أيش في مشاريع تمشيها من ورانا يا عميد؟. قال حسن وهو يرفع كوفيته المهندمة منشان يحك رأسه: «لا ما فيش شيء، إلا ما أدريش أيش إللي قبصنا». اسمع وقل لنا الصدق بلا قبصنا بلا جدمنا.. اسمعوا يا جماعة.. العميد الله يعلم أيش من زقرة معه.. سمعته يتفق مع صاحبه سطيح النجار على وعد بايتمموه إن شاء الله بكرة!. ارتفعت الأصوات من كل مكان: اتكلم يا حسن أيش مخبي علينا؟. وبعد إلحاح نطق حسن فقال: «لا ما فيش شيء.. إلا هذا جارنا وصاحبنا سطيح النجار اترجانا زيما تقولوا أكلم له المخضري علي حنش.. وهنا قاطع الكلام أحمد العرشي في مرح ساخر قائلا: «النجار يشتي فرور يتوسط له عند الحنش ما يقبصوش.. أها.. ها.. هاي!».

يوسف المرفدي حبه جلسة وحبة نوم (ولكن هذي قصة مش دلحين مكانها ولا وقتها) قال: «أنتم ليش كذا يا جماعة تعصدوا الكلام عصد.. ليش الواحد ما يخليش الثاني لما يخلص كلامة وبعدين يتكلم بنظام.. متى نتعلم النظام؟!»، طيب خلاص اتكلم يا عميد.. اتكلم يا بن فرور غلق كلامك.. قال حسن وهو لايزال يمسك الكوفيه بيده: «لا ما فيش شيء إلا بس ما أدريش أيش اللي قبصنا». قال حسن اللحجي: «ما فيش شيء كل يوم ونحن نتقبص بين الزرع، أنته لما تروح خلي البيت يفحسوا مكان القبصة تمام!.. بعدين ملس عليها زناوي.. قصدي ملس عليها بحنا.. ووحدة بوحدة». يبان يا جماعة أننا خرجنا من الخضرة والحنش.. أيوه وبعدين ياعم حسن؟ قال حسن فرور: «والله قد نسيتونا إلى فين وصلنا.. هاه، أيوه إلى عند النجار سطيح يشتينا أتوسط له عند المخضري علي حنش». قال اللحجي: «ليه الخضرة عادها تبا لها وساطة؟!». قال فرور: «هاه وأيش ببالك، والرجال مسكين، الله يعلم بحاله طلب مني أتوسط له عند علي حنش زيما قلنا يشتي يخفض له سعر الطماطة». قال سالم باحميد: «ليش من كم الطماطة؟». تطوع صوت بالرد بأن سعر الطماط طلع لما وصل إلى ميتين، وعاده يقولوا ميتين وخمسين.. الله شايزيلهم.. وبعد آخر شيء استقر السعر عند الميتين.. دلحين صاحبنا حاله ما يحملش ويشتينا أتوسط له في ثلاثة كيلو طماط بسعر كده مناسب، وإن شاء الله نتوفق.. وقال العرشي: «ذلحين القصة هذه بطولها وبعرضها علشان ثلاثة كيلو طماط؟». أجاب: «أيوه هي ذي القصة كلها موتحسبوا معانا بوابير بانحمل بردين ونيس!». الأخ سالم باحميد قضم أظافره بأسى وهو يقول: «للأسف وصلت أحوال المنجاريا إلى هذا المستوى يا عيباه!». وكلمة (منجاريا) (إيطالية) يستخدمها الأخ باحميد اختصارا لكل شيء له علاقة بالأكل.

المصيبة أنه كل شيء في حياتنا ما يمشيش إلا بالوساطة طماطة، كوسة، بدنجان وخيار، تعلم شغل من العمل كبائع (سرِّيح) على جاري إلى مهندس في محطة توليد الطاقة، وإذا الباب كمان يشتي له وساطة بايسووا له وساطة أو بايكونوا قد سووا وساطة، ولاعاد بقوا مكان الله شايزيلهم ويبعد عنا البلاء والظلم.. آمين يا رب العالمين!.

جزع فواز الليد اللي يشتغل بالحراج حق الصيد ووقف أمامي مخاطبا بوضوح: «يقول لك بسام أنه عاده جالس بسوق الحراج إذا كان تشتي صيد بايهب لك الكيلو الثمد بألف وثلاثمائة ريال، واتصل به من شان تتفاهموا بالتلفون». شكرته وقلت له في نفسي الله يلعنا إذا كان اتعشى الليلة صيد وسعره قد تجاوز سعر اللحم.. أزيد من الألف، تقتص يده اللي يأكل صيد!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى