منتدى صنعاء الثقافي يناقش (الحوار الوطني.. الحافز والمعوقات والمستقبل).. د.ياسين سعيد نعمان:المؤتمر أراد من المشترك أن يكون مرافق له في أخطائه ومشاكله

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
د. ياسين سعيد نعمان والشيخ بكيل الأحمر يتبادلان التحايا في المنتدى أمس
د. ياسين سعيد نعمان والشيخ بكيل الأحمر يتبادلان التحايا في المنتدى أمس
عقدت عصر أمس في مبنى منتدى صنعاء الثقافي بمنزل المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وبرعاية نجله الشيخ بكيل بن عبدالله بن حسين الأحمر ندوة حول (الحوار الوطني.. الحاضر، المعوقات، المستقبل) افتتحها د.ياسين سعيد نعمان الأمن العام للحزب الاشتراكي الذي استهل القول في بداية محاضرته بأن «الحوار من أجل الأمة والشعب هو واجب ديني قبل أن يكون سياسيا»، مشيرا إلى أن «الحوار يحمل خيارين هما خيار التصادم وخيار التفاهم». وأكد أن «الحوار الوطني الشامل هو ما سيخرج البلاد من أزماتها».

وأكد ياسين أيضا أن الحوار الذي لايصاحبه فرض إرادة من طرف على آخر هو حوار التفاهم.

وتساءل ياسين عن الحاجة والمضمون للحوار والهدف منه.

وقال: «أولا يجب تحديد الحاجة للحوار السياسي ثم الهدف المراد الوصول إليه من خلال الحوار، وبهذا يصبح للحوار هدف وقيمة، وكنا في اللقاء المشترك نعتقد أن هناك جدية للحوار في اليمن، وعموما حوار التفاهم يحتاج إلى وقت طويل وهو أسلم وأحصن من استخدام القوة، لأن نفاد الصبر في ظل عدم وجود ثقافة الحوار يسهم في وجود القوة، وفي واقعنا اليمني جميع القضايا التي حسمت بالقوة وإقصاء الآخر تؤدي إلى مشاكل أكثر، والشرط الأساسي لنجاح الحوار هو عدم استخدام القوة».

وأضاف أمين عام الاشتراكي «كان جوهر حوارنا مع الحزب الحاكم طوال الفترات الماضية هو كيفية أن نمكن الناس من اختيار قادته بدون أي ضغط، وبعد ذلك وصلنا إلى طريق مسدود.

نحن لانريد أن نعمل ثورة، ولكن نريد أن نعمل إصلاحا، والإصلاح بحاجة إلى وقت وجهد، والقوى السياسية من خلال الحوار قبلت بتسويات سياسية ولكنها وصلت في الأخير إلى طريق النضال السلمي للتغيير بالتدريج وقبول الآخر بالحوار والتنازل لبعضنا البعض، وليس التصادم والمواجهة».

وأضاف أن «عدم تقديم التنازلات والاستجابة لمصالح المجتمع وعدم احتكارها هو الذي سيجنب المجتمع اليمني التصادم، لذلك نبحث من مصالح متكاملة ومتناسقة وليس مصالح متصادمة».

وأضاف أيضا أن «اجتماع اللقاء المشترك في أربعة أحزاب سياسية مختلفة هو ناتج مفاهيم سياسية جديدة للحوار الذي أصبح من أنجح الحوارات السياسية في اليمن.. سيظل لدينا أمل كبير بأن الحوار هو طريق اليمن للخروج من نفق الصراعات، صحيح كان حوارنا السابق مع المؤتمر حول إصلاح النظام الانتخابي.

ومنذ عام 93م وللأسف أن كل دورة انتخابية تأتي أسوأ من سابقتها، وكنا نأمل إيجابيتها أكثر وأصبحنا نمشي للوراء، وما لم يكن هناك موقف جاد لإصلاح النظام الانتخابي فلا معنى لنا أن ندخل الانتخابات، والحزب الحاكم للأسف حوارنا معه على أساس أنه تشاور، بدليل أنه قال لنا إنه وقع على اتفاقية الاتحاد الأوروبي من أجل إرضائه فقط، ولم ينفذ بنود الاتفاق بعد ذلك».

وأشار ياسين إلى أن «الحوار بين الأحزاب السياسية في اليمن لم يأخذ قيمته الحقيقية في تقرير الحياة السياسية في اليمن»، مؤكدا بالقول: «إذا طلبنا الحوار من المؤتمر الشعبي العام وكأننا نستجدي الحوار منه فأوضاع الجنوب نشأت بسبب قضية طالما طلبنا مناقشتها، وهي قضية تصفية آثار حرب 94م التي أنتجت آثار اجتماعية وسياسية ونفسية كثيرة، وأصبح أبناء الجنوب الآن لاعبين أساسيين في الميدان السياسي، أما قضية صعدة فقد نتجت أيضا عن أزمة وطنية في البلد، وبهذا لم نقف موقف المتفرج للأزمة اليمنية، وأصبحت البلاد تعيش ظروفا سياسية واجتماعية ووطنية تنذر بمخاطر حقيقية، لذلك نحن بحاجة لوفاق وطني لفهم طبيعة المشكلة، وواجبنا الديني والوطني يحتم علينا أن نقول ما الذي يعانيه البلد».

وأضاف: «أصبحنا نشعر أننا أمام مفترق طرق، وإذا أرادت السلطة أن تجبرنا على خيار المشاركة أو المقاطعة فلماذا لاتوصف المشكلة الأصل للبلد، لكي يكون حوارنا مفهوما ويعكس حاجة المجتمع، علينا أن نبحث عن المشكلات الحقيقية وأن ينضج حوارنا ويفتح مع المجتمع.

إذا أراد البعض أن يجعلنا متفرجين على الأزمة فهو واهم، فلن يبقى أحد متفرجا على وطنه وهو ينهار، فمثلا هذه الأيام شبح الأسعار أصبح مخيفا والقضية الجوهرية الأن لدى المشترك هي أنه آن الأوان أن يفتح المجتمع والسلطة المعارضة على فضاء ذهني أوسع للخروج من الأزمة الوطنية».

وفي معرض تعقيبه على محاضرة د.ياسين أكد الأخ علي العمراني عضو مجلس النواب أن ثقافة الحوار في حياة العرب ثقافة ضيقة، مشيرا إلى أن الحوار يتطلب إجماعا وطنيا، وأن خطاب المعارضة الذي وصفه بالغضب يشكل غطاءً لبعض الجماعات لأفعالها.

أما د.عبدالقوي الشميري نقيب الأطباء اليمنيين فأشار إلى أن «الحوار الوطني وصل إلى مرحلة الانسداد والخواء»، مشيرا بالقول: «للأسف المعارضة تجلس مع أشباح في المؤتمر الشعبي العام وتحاورهم، وإذا أرادت السلطة حوارا وطنيا فلابد أن يكون رئيس الجمهورية هو الطرف الشخصي فيها والحاضر».

أما الأستاذ فؤاد دحابة فقال: «المشترك متهم باتهامات كثيرة هي أصلا موجودة في المؤتمر، وبيانات المشترك للأسف تخاطب المؤتمر ولاتخاطب الشارع».

وأجاب د.ياسين على المداخلات: «لايمكن أن يكون لدينا حل غير الحوار، وهذا بمسئولية كاملة أقولها التفكير بغير الحوار لحل الأزمة والأوضاع الصعبة هو خطأ تاريخي».

وأضاف: «بحوار صادق وجاد وأمين وبعيدا عن الصفقات الذاتية، بعيدا عن الطريق الآخر أو العودة للماضي بالمواجهات، وهذا أعتقد أنه أورثنا مشاكل كبيرة، ومن يفكر بهذا أعتقد أنه يرتكب خطأ تاريخيا قاتلا، أما الحوار الذي ينتج عن صفقات فهو حوار مغلق لاينتج إلا مصالح سياسية ضيقة».

وأضاف معلقا على العمراني حول غضب خطاب المعارضة: «أتفق معك في الخطاب الغاضب، والمثل يقول أن تغضب خير من أن تكره، فنحن عندما نغضب نحاول أن نتجنب الكراهية وتحاشي الصدام، لأننا نؤمن بالحوار كمخرج للأزمة الوطنية الراهنة».

إن ما وصلنا إليه من وضع صعب سيولد البديل وهو شيء آخر، ونحن لانريده، ونريد أن نتوجه بالتفاهم والحوار، وخطابنا عموما فيه قصور ويبحث عن معالجة، والحوار مع المؤتمر وصل إلى طريق مسدود، بالتالي لابد أن نتوجه للناس لأن المؤتمر الشعبي العام أراد أن يكون المشترك مرافقا له في مشاكله وأخطائه، ونقول لا، اليوم نحن ندعو لحوار وطني شامل، وهو الطريق الصحيح لإدراك أن المشكلة هي مشكلة الوطن كله، وعموما غدا أو بعد غد لن يذهب المشترك لأي حوار مدعيا أنه يحمل هموم الشعب، نقول إن على المجتمع أن ينتج قواه ويحاور بها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى