مباراة سجلت نفسها بما حملته للتاريخ

> «الأيام الرياضي» متابعات:

>
إنها مباراة تجسدت فيها مقولة «الساحرة المستديرة» في أبهى وأجمل صورها.. مباراة اشتد فيها الصراع حتى الثانية الأخيرة حيث لم تحسم نتيجتها إلا مع الصافرة الأخيرة للحكم..مباراة شملت كل فنون ودروس تلك اللعبة المجنونة المعروفة بكرة القدم.

إنها مباراة جمهورية التشيك وتركيا في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى ببطولة الأمم الأوروبية! .. كان لابد من أن يفوز أحد الطرفين لتصبح أول مباراة في دوري المجموعات تطبق عليها قواعد خروج المغلوب والسبب تعادل الفريقين في كل شيء قبل انطلاق المباراة وبالتالي كان تعادلهما يعني اللجوء مباشرة لركلات الترجيح لتحديد من منهما سيصعد لربع النهائي كثاني المجموعة خلف البرتغال ومن منهما سيحزم حقائبه ويغادر البطولة مبكرا!

سيطر التشيك على مجريات المباراة بصورة شبه كاملة وتقدموا بهدفين نظيفين وأبعد قائم الأتراك هدفا ثالثا وأصبح واضحا تماما أن أمنية مدرب كرواتيا – التي ضمنت صدارة المجموعة الثانية – قد تحققت، فقد أعلن أنه يفضل ملاقاة التشيك على تركيا في ربع النهائي، والسبب«الإصرار الكبير والحماس منقطع النظير الذي يميز الفريق التركي»!

لكن لأنها كرة القدم ولأنها لعبة «مجنونة» ولأن الأتراك بالفعل أثبتوا أنهم فريق لا ييأس أبدا – لا بسهولة ولا بصعوبة–انقلبت الأمور رأسا على عقب في نحو 13 دقيقة فقط وسجل الأتراك ثلاثية متتالية ليبدأ التشيك في البحث مجددا عن هدف التعادل وقد كاد أن يتحقق لهم بعد التهور والغباء الشديد من الحارس التركي الذي اعتدى بدون كرة على يان كولر فلم يتردد الحكم في طرده ليضطر لاعب الوسط تونجاي في أن يرتدي زي حارس المرمى بعد أن استنفذ الأتراك التغييرات الثلاثة ولكن الله سلم ومرت الدقيقتان على خير!!

بالإضافة للحماس والإصرار، الفريق التركي لا تنقصه المهارة ولا القوة ولا الجماعية وبالتالي هناك عناصر منطقية جعلت من الثقة بالنفس والقتال في الملعب حتى صافرة النهاية ميزة رائعة لهذا الفريق الذي يقوده مدرب محنك ورائع هو فاتح تيريم الذي أجرى تغييرا تكتيكيا داخل الملعب في هذه المباراة.

ربما لم يتنبه له الكثيرون وهو تغيير مكان المهاجم أردا من جانب الملعب الأيسر لجانبه الأيمن وذلك قبل نصف ساعة فقط من نهاية المباراة ليشكل مع الرائع ألتنتوب الظهير الأيمن لبايرن ميونيخ ثنائيا رائعا لم يفطن له التشيك وتسبب في الأهداف الثلاثة التي جاءت من تمريرات من نفس المكان تقريبا!!

المباراة التاريخية للأتراك أمام التشيك والتي قالوا كلمتهم فيها بحماس وطني ذكرت الجميع بنهائي أبطال أوروبا التاريخي أيضا والمثير جدا عام 1999بين بايرن ميونيخ الذي ظل متقدما بهدف نظيف معظم أوقات المباراة التي استضافها ستاد «كامب نو» ببرشلونه وحتى الوقت بدل الضائع حينما سجل مانشستر يونايتد هدفين متتاليين وسط ذهول كل من في الملعب ليحصد الشياطين الحمر لقبا كان بعيدا جدا عن أيديهم وقريبا جدا من البايرن حتى الدقيقة 91 من المباراة!

الحكم الإيطالي الشهير بيير لويجي كولينا الذي أدار ذلك اللقاء الأسطوري اعتبره «واحدا من المباريات التي لا يمكن أن ينساها أبدا بسبب زئير الجماهير في نهاية اللقاء»! وهذا الوصف أيضا ينطبق على الجمهور التركي الذي شاهد المباراة التاريخية من الملعب في سويسرا وعلى معظم – إن لم يكن كل – الجمهور العربي الذي شاهد المباراة على المقاهي .. مبروك للأتراك وهارد لك للتشيك ..والكروات أيضا الذين «خافوا من الأتراك..فطلعوا لهم في ربع النهائي» واللي يخاف من «العفريت يطلع له»!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى