ما زال للإثارة موعد

> «الأيام الرياضي» فرانز بيكنباور:

> باعتباري ألمانياً ، لم يكن بوسعي بالطبع حين سدد مايكل بالاك الضربة الحرة إلا أن أتنفس الصعداء لأن النمسا لم تخرجنا من البطولة..ففي المجموعة الثانية للبطولة ، لم تكن النمسا سوى قزم كروي.

وبطبيعة الحال أيضا ، أرفع قبعتي لكرواتيا التي هزمت ألمانيا لتصبح بطلة لهذه المجموعة وكذلك لأن الكروات فازوا أيضا في مباراتهم الثالثة أمام بولندا رغم أنهم لعبوا بالبدلاء..وبصفة خاصة أهنئ إيفان كلاسنيتش الذي أصبح أول لاعب يحرز هدفا في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية وهو يلعب بكلية مزروعة.

وبالطبع فكرت كثيرا بشأن البرتغال ، بطلة المجموعة الأولى ، وما إذا كان منطقيا بالنسبة لهم إراحة غالبية التشكيلة الأساسية التي بدأوا بها البطولة للعب المباراة الثالثة التي خسروها بهدفين نظيفين أمام سويسرا.. لم يلحق ذلك الضرر بأحد باستثناء ربما البرتغال نفسها إذ أن ذلك قد يوقع الخلل في تناغم الفريق.

وشعرت بالأسف بالطبع حيال حارس مرمى فريق التشيك بيتر تشيك عندما ترك الكرة تسقط من بين يديه ، ليفضي ذلك إلى أن يسقط بلد بأسره في حالة حداد.

ولكنني أيضا كنت سعيدا لما رأيته من روح معنوية عالية أبداها الأتراك محولين هزيمتهم بهدفين للاشيء إلى انتصار بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة عاد خلالها نهاد قهوجي ليحرز هدفين بعدما كان قد أصيب بقطع في الرباط الصليبي.. وفوق كل ذلك فإن ما جرى في مباراة التشيك وتركيا أضفى طابعا مثيرا على البطولة.

ولكننا الآن أصبحنا بإزاء الأمور الأكثر أهمية.

ففي المجموعة الثالثة التي يطلق عليها إسم «مجموعة الموت» ، كانت المفاجأة بالنسبة لي تتمثل في السرعة والثقة بالنفس التي تبدت في الطريقة التي تغلب بها الهولنديون على إيطاليا بطلة العالم ووصيفتها فرنسا..كما فوجئت بتذمر الإيطاليين والفرنسيين من أن هولندا استعانت ببدلائها في مباراتها الأخيرة في المجموعة أمام رومانيا.

ولكن من هو اللاعب البديل في الفريق الهولندي؟ لا يمكن القول إن هولندا أراحت نجومها مثلما فعل البرتغاليون مع نجميهما الأكثر شهرة كريستيانو رونالدو وديكو ، أو كما فعلت كرواتيا عندما خاضت مباراتها الثالثة دون إشراك لوكا مودريتش ونيكو كرانيكار.

ونظرا لأن اليويفا لا يسقط البطاقات الصفراء التي حصل عليها اللاعب سوى بعد الوصول لدور الثمانية، بات من واجب المدربين ألا يخاطروا بفقد أحد لاعبيهم بسبب إيقافه مباراة نتيجة حصوله على البطاقة الصفراء الثانية..وبالنسبة لهولندا كان هذا الأمر ينطبق على نيجل دي يونج وأندري أوير.

ولاشك في أن أيا من المدربين المشاركين في البطولة الأوروبية كان سيرقص طربا إذا ما كان بوسعه أن يدفع بلاعبين مثل روبن فان بيرسي وأريين روبن مثلما فعلت هولندا. الأمر نفسه يسري على كلاس يان هانتلار رغم أن رود فان نستلروي أصبح الآن خارج التشكيلة الأساسية.

وأظهر الهدفان اللذان أحرزهما هانتلار وفان بيرسي وتغلب بهما الفريق الهولندي على رومانيا أن الهولنديين هم أصحاب الكفة الراجحة..وبفضل هولندا ، وصلت إيطاليا بطلة العالم إلى دور الثمانية ، وبجدارة أيضا.

وتأهل الإيطاليون أيضا لأن الفرنسيين افتقدوا جهود فرانك ريبيري..ففي مباراة رومانيا كان أداؤه مخيبا للآمال بشكل كامل عندما تعين عليه اللعب في الناحية اليمنى من خط الوسط التي لا يفضلها ، ثم تم الدفع به في قلب خط الوسط ضد هولندا ، وفي نهاية المطاف لعب في الناحية اليسرى من خط الوسط المفضلة بالنسبة له في مباراة فرنسا ضد إيطاليا..ولكن لسوء الحظ لم يستمر ذلك سوى بضع دقائق إلى أن أصيب إصابة خطيرة.

وجاءت هذه الإصابة ككارثة حلت بفريق بايرن ميونخ (يرأس بيكنباور نادي بايرن ميونخ حاليا)..فريبيري يحظى بشعبية مماثلة لتلك التي كان يحظى بها محمد شول في السابق..إنه بمثابة الروح بالنسبة لنا ، والآن قد قوضت روحنا للأسف.

وعانت فرنسا من غياب الكثير من لاعبيها عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة مثل إريك أبيدال الذي تسبب في ضربة الجزاء التي احتسبت للوكا توني.

وفي المقابل ، أظهرت إيطاليا أنه على الرغم من كل المشكلات التي عانتها في البداية ، فإنها استعادت مستواها المعهود في الوقت الملائم..ومن الآن فصاعدا، بات يتعين اعتبار إيطاليا في مصاف الفرق المرشحة للفوز بلقب يورو 2008 ، فمهاجمها توني يقترب من قمة مستواه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى