استنكارا للحادث الإجرامي.. على أبناء أبين الالتفاف حول محافظهم المنتخب

> د. هشام محسن السقاف:

> جوهر الأشياء في عملية انتخاب المحافظين التي شهدتها البلاد مؤخرا هو إتيانها فعلا تغييرا نفاد منه على صعيد محاربة الفساد، وفك الارتباط البيروقراطي المعقد بين المركز والوحدات الإدارية المختلفة على المستوى الوطني.. لذلك كان الرهان على مثل هذه الأعمال على الصعيد الإداري العام، وبمبادرات حكيمة تأتي في ظروف وطنية معقدة مازال للحرس القديم ولو بالفساد المالي والإداري ومراكز القوة والنفوذ في الوطن باع وذراع فيها، وهي تتم الآن بمستويات معينة، ويعتمد نجاحها على التفاف المواطنين وتفاعلهم الإيجابي مع القيادات المنتخبة في المحافظات، واعتبار أن نسبة النجاح العام في هذه الخطوة مكسب للوطن يمكن التأسيس عليه لمراحل قادمة والتأصيل لمنهجية جديدة في الحكم المحلي تعتمد الليبرالية والديمقراطية منطلقا للبناء الوطني.

ولقد تابعت بأسى وحزن ما تعرض له منزل محافظ أبين م.أحمد بن أحمد الميسري من عمل إجرامي شائن باستهدافه بقذيفة (آر. بي. جي) فجر يوم الإثنين الماضي، الذي لولا عناية الله سبحانه وتعالى وستره لكانت عواقبه وخيمة.. ومثل هذا العمل الدنيء والممقوت لايقوم به إلا من تجرد من ضميره ووازعه الديني والأخلاقي، ومثله يعبر عن إفلاس أصحابه وخروجهم عن جادة الصواب، ناهيك عن انتهاكهم للقانون والدستور وإقلاقهم للسكينة العامة وأمن الوطن وسلامته.

لقد كانت وجهات نظر الأخ أحمد الميسري متميزة على صعيد رؤيته الوطنية لإصلاح الأوضاع المتردية، وكانت جرأته في الطرح تنم عن وعي وإدراك لسبل العلاج للكثير من الاعوجاج السائد بحسب المواطن الغيور على وطنه.

وهو دافعه الأساس بالرغم من مكانته الرفيعة في الحزب الحاكم.. ومع الجدل الذي أحدثته أراؤه ومجموعة من زملائه في الحزب الحاكم (وهو ما أحب أن أطلق عليه تيار التغيير في المؤتمر الشعبي) إلا أن الأمر لم يظل عبارة عن جدل بيزنطي لايجني المواطن منه بلح الشام ولا عنب اليمن، بقدرما وجدت مثل هذه الأراء وبكاريزما أصحابها ثغرة للنور في الجدار الصلب عندما تمخضت عن المبادرات الوطنية خطوة انتخاب المحافظين التي كانت- رغم النواقص- انعطافا جوهريا في مسيرة المشاركة الشعبية في الحكم، لن يظل عند النقطة الإفاضية التي تمت بها مؤخرا بقدر ما ستشهده من تغيير وإضافة إيجابيين في المستقبل من صنيع وإرادة شعبنا اليمني.

وإذا كنا نظن أن محاربة الفساد سوف تتم بنثر الورد على رؤوسنا فذلك هو الخطأ بعينه!.. فالفساد مؤسسة ودولة في الدولة، وإصلاح الأوضاع يجب أن يتم ضمن رؤية وطنية وإستراتيجية يتشارك كل أبناء الوطن في صياغتها، وحسبنا الآن أن يلتف أبناء أبين البواسل- كما في المحافظات الأخرى- حول مشاريع البناء والتنمية التي يضطلع بها المجلس المحلي وعلى رأسه الأخ المحافظ م.أحمد بن أحمد الميسري، ويكفي هذه المحافظة الرائدة التي قدمت الكثير من التضحيات والأعمال الوطنية الجليلة على طول مراحل الثورة والوحدة أن يكون على رأسها واحد من أبنائها الشباب المثابرين الطامحين إلى غد أفضل يشرق على ربوع أبين من كل الجهات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى