ونحن على أبواب الامتحان

> راهيلا حسين ناصر:

> وأبناؤنا مقدمون على الامتحان، نجدهم كما لو أنهم مقدمون على سفر، وعليهم أن يستعدوا ويجهزوا أنفسهم لذلك، فإن مهارة الاستعداد للامتحان عملية مهمة جدا، ولطالما عرفنا أن الامتحان جزء من العملية التعليمية وامتداد لعملية الدراسة، وكلاهما تعلم، وهذا وذاك يستلزم منا حسن إدارة الوقت، وحسن الأداء، والتفاؤل، وتجنب التوتر والقلق.

فالاستعداد للامتحان يرتبط عند بعض الطلاب بالسهر وشرب الشاي والقهوة بكثرة وغيرها من المنبهات، وهذه الأمور غير طبيعية، فبقدر ما توفر لهم- كما يتخيلون- القدرة على السهر، لاستيعاب وحفظ المادة الدراسية، بقدر ما تأخذ من قدرتهم وتركيزهم واستيعابهم وتثبيتهم للمعلومات، وتقلل من قوتهم الجسمية والعقلية، وتقلل من تحصيلهم، وتصيبهم بالاضطراب وعدم الاستقرار النفسي تدريجيا ودون أن يدرون.

وليتهم يجربون بأنفسهم السلوك السوي، فمثلا أن يأخذوا قسطا كافيا من النوم، وينهضون مستريحين ويغتسلون، ثم يؤدون واجبهم الديني، ومن ثم يتناولون غذاءهم، ويعد لهم مكان مناسب ووقت كافٍ، ويكونون مهيئين نفسيا للمذاكرة، حيث إن التهيئة النفسية تساعد على التعامل الجيد والفعال مع موقف الامتحان، وأن تكون لديهم كذلك الدافعية والإرادة القوية للمذاكرة أو المراجعة، وأن يبتعدوا عن المشتتات والمضايقات، وتشجيع أنفسهم إيجابيا بإمكانياتهم وقدراتهم، وأن يستفيدوا من تشجيع الوالدين والمعلمين لهم، وأن يذاكروا باعتدال، بحيث يقل ضغط المذاكرة عليهم، فعند ملاحظتهم نشاطهم وتحصيلهم، سيجدون أنهم يكونون أحسن بكل تأكيد.

فهذا الاستعداد يجب أن يبدأ من أول العام الدراسي، وصحيح أنه في الأسابيع الأخيرة يكون الاستعداد للامتحان أكثر تركيزا، وهذا أمر طبيعي، وليتنا نعرف أن الاستعداد للامتحان أمر سهل جدا.

نحن لدينا امتحانات سابقة موجودة في الكتب وفي المكتبات، وتوجد كتب الأسئلة النموذجية التي أعدتها وزارة التربية والتعليم، وهذه يجب أن نتدرب عليها. والامتحانات السابقة لاتختلف عنها كثيرا، وقد تكون بنفس النظام وبنفس الأسلوب، لذلك يجب التدرب على الامتحانات السابقة حتى تدخل الامتحان وأنت مطمئن تماما.

ويجب أن تعرفوا أن بعض الامتحانات يكون فيها نوعان من الأسئلة، فمنها أسئلة المقال، حيث يُطلب أن يكتب الطالب كتابة حرة في موضوع كذا، أو ما يعرفه عن كذا.. إلخ.

وهناك امتحانات موضوعية، وهي تحتوي على أسئلة الاختيار من متعدد، أسئلة الصواب والخطأ، وغيرها، ويلاحظ أن بعض الامتحانات تشتمل على هذين النوعين من الأسئلة معا، لذا عليهم أن يتدربوا على ذلك ويكونوا مستعدين لها.

وقبل الامتحان بأسبوع أو على الأقل بيوم أو يومين، على الطالب أن يتأكد من تاريخ الامتحان بنفسه، ويعتمد على نقل جدول الامتحان من زملائه، وعليه أن يعد أدواته بعناية، وتكون صالحة للاستخدام، مثل الأقلام والمسطرة والأدوات الهندسية وغيرها حتى لايحتاج إلى أخذها من زملائه.. وقد يساء فهمه بأنه يحاول الاستعانة بزملائه أو الغش منهم.

وليلة الامتحان مهمة جدا، ففيها خلاصة المراجعة النهائية، وفيها لابد أن ينام الطالب نوما هادئا وكافيا بالنسبة له.. وهناك بعض الطلبة يسهرون حتى الصباح، ثم يتوجهون مباشرة إلى لجنة الامتحان، وهذا أمر خطير للغاية، حيث يكون مرهقا جسميا وعقليا، ويكون كذلك متوترا انفعاليا، فعلى أبنائنا أن يحذروا الوقوع في هذا الخطأ.

صباح يوم الامتحان على الطالب أن يستيقظ مبكرا، ويقف بين يدي الله ويسأله التوفيق، ويتناول طعام الإفطار، ويذهب مبكرا إلى لجنة الامتحان، فلا يذاكر ولا يراجع حتى يكون هادئا وواثقا من نفسه.

وعندما يصل إلى لجنة الامتحان، قد يجد مجموعة من زملائه يتكلمون عن الامتحان، ويتوقعون بعض الأسئلة، ويؤكد بعضهم أسئلة معينة ستأتي في الامتحان.

فعليه أن يتأكد أنهم طلاب مثله، وكل ما يسمعه هو مجرد تخمين، فهذا يمكن أن يربكه، لذلك ننصحه أن يتجنب مثل هذه التجمعات وما يتخللها من مناقشات لاتفيد وقد تضر، المهم أن يحتفظ بهدوئه، ومادام قد أدى واجبه في الدراسة والمذاكرة والتحصيل والاستعداد للامتحان، فإن الله عز و جل سوف يوفقه.

معيدة في كلية التربية ـ عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى