خطوات في الاتجاه الصحيح

> حسن بن حسينون:

> لاشك أن قرار انتخاب المحافظين كان قراراً صائباً وقد جاء في الوقت المناسب وفي الاتجاه الصحيح على طريق الحكم المحلي الكامل الصلاحيات الذي أكد عليه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في أكثر من مناسبة وطنية وفي لقاءاته الجماهيرية والحزبية قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتم تثبيته في برنامجه الانتخابي بعد انتخابه رئيساً للجمهورية وأصبح اليوم ساري المفعول على أرض الواقع لأول مرة في تاريخ اليمن ويعود الفضل في ذلك إلى وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م وإلى خيارها الديمقراطي الذي أصبح انتخاب المحافظين ثمرة من ثمراته بكل مكوناته في التعددية السياسية والحزبية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة، وبه ومن خلاله يتساوى جميع المواطنين ويحصلون على كامل حقوقهم في المواطنة المتساوية وفي الحقوق والواجبات، متساوون أمام العدالة والقضاء، متساوون في الثواب والعقاب.

وإذا كانت هذه البداية في جميع المستويات والمراحل الانتخابية غريبة على البعض في الوقت الحاضر وأنها سوف تقلل من هيبتهم ونفوذهم ومكانتهم الاجتماعية ويصعب تقبلها، إلا أنهم سوف يتقبلونها مع مرور الوقت بالممارسة الديمقراطية وتطورها وتطور المؤسسات الديمقراطية التي تعد نقيضاً لمؤسسات الأنظمة الشمولية التي سادت في اليمن في جميع مراحله التاريخية، لم ينتج عنها سوى التخلف والصراعات وانعدام الأمن والاستقرار.

وبالرغم من وجود الكثير من المشاكل والصعوبات الناتجة عن ثقافة موروث الماضي المتخلف الذي لا يستطيع أن ينكر كائن من كان، وعلى سبيل المثال طغيان نفوذ القبيلة وشيخ القبيلة الذي يتحكم بالبشر ويتلاعب بقضاياهم ويقوم بإذلالهم، بل وتعذيبهم والزج بهم في السجون الخاصة حتى وصل الأمر إلى أن أحدهم لديه سبعة سجون في محافظة إب لوحدها، وهو الشيخ أحمد محمد منصور شيخ الجعاشن فما بالكم بالآخرين من أمثاله، فهؤلاء بالتأكيد هم أعداء ألداء للخيار الديمقراطي الذي سوف يضع حداً نهائياً لنفوذهم وطغيانهم في المستقبل ونفوذ وطغيان الآخرين من المتنفذين الفاسدين في جمع المؤسسات ومرافق الدولة بما في ذلك المؤسسة القبلية التي سوف تظل تقاوم بكل ما تمتلكه من نفوذ وإمكانات مادية وبشرية أية توجهات وممارسات ديمقراطية، ومع ذلك وحتى لا يتمادوا في خداع أنفسهم وخداع الآخرين نقول لهم بأن قطار الإصلاح والتغيير الديمقراطي قد انطلق ولا يمكن أن يوقفه دعاة التخلف والجمود بالأسطوانات المشروخة التي أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد صالحة للاستخدام.

إن قرار انتخاب المحافظين كأحد أجندة البرنامج الانتخابي للرئيس قد أصبح واقعاً ملموساً يطبق على الأرض غالبيتهم من أبناء المحافظات نفسها قد نقل اليمن إلى مواقع متقدمة في الممار سة الديمقراطة. إضافة إلى تلك الخطوة الصائبة هناك خطوة أخرى تزامنت معها، التي تمثلت في اختيار وتعيين رؤساء الجامعات اليمنية بحيث يكونون من المحافظة نفسها، ومن الأمثلة على ذلك العديد من محافظات الجمهورية. وبالنسبة لجامعة عدن فمن المعروف في أنحاء العالم المتحضر كافة أن ينتخب أو يعين رئيس الجامعة من الجامعة نفسها التي درس وتخرج فيها، وهنا فالأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور قد درس وتخرج في جامعة عدن سبق له أن عمل فيها بعد التخرج وشغل العديد من المناصب فيها وقدم العديد من الدراسات والأبحاث الثقافية والتعليمية، فكان قرار تعيينه رئيساً لها قراراً صائباً وحكيماً.. فهنئياً لشعبنا هذه الإنجازات الكبيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى