مديرية شقرة/ الخبر .. وعد طال انتظاره

> عبدالله أحمد الحوتري:

> على هذه المنطقة بالذات قامت السلطنة الفضلية قبل امتدادها إلى بقية المناطق، وكانت شقرة هي العاصمة بعد الصرّية الواقعة إلى الشرق من شقرة في جبل الدولة المجاور لجبال المراقشة المكونة للسلسلة الجبلية الممتدة إلى مناطق باكازم في مديرية أحور. هذه المنطقة (شقرة/ الخبر) عبارة عن شريطين جبلي وساحلي بحرها يكتنز أغنى ثروة بحرية على الإطلاق وشريطها الجبلي تسكنه القبائل التي لا يستطيع كتبة التاريخ تجاوزها عند الحديث عن بلاد الفضلي.

سكان الشريط الجبلي عبارة عن قرى وبدو رحل لم يصل إلى كثير منهم كتبة التعداد السكاني وحملات الانتخابات، لعدم شق طرقات داخلية في كثير من تلك المناطق وتدهور حالة الطرقات التي شقها المواطنون بمبادراتهم في بعض تلك المناطق.

المساحة: تمتد هذه المنطقة المراد أن تكون مديرية على ساحل البحر العربي من قرية الشيخ سالم في الغرب إلى مشارف مديرية أحور في الشرق بمسافة تزيد على 120 كلم ومن البحر جنوباً إلى مديريتي الوضيع ولودر شمالاً بمسافات متفاوتة متوسطها لايقل عن 35كلم أي بمساحة تقدر في حدها الأدنى ب 4200متر مربع.

مستوى الخدمات:

نستطيع أن نقول إن الخدمات بمختلف أنواعها مفقودة تماماً في هذه المنطقة إلا ما ندر فإذا كانت شقرة العاصمة التاريخية للسلطنة الفضلية والممر البري الوحيد بين عدن وبقية المحافظات الشرقية، لا توجد فيها كثير من الخدمات الضرورية حتى الآن، فما بالك بالمناطق الأخرى التابعة لها.. لكن ماهو السبب؟

سؤال يجيب عنه كثير من مواطني هذه المنطقة بإجابات متشابهة فمن يقول إن ذلك يعود إلى تعمد السلطات تهميش أبناء هذه المنطقة وإبعادهم عن مواقع القرار حتى في إطار محافظتهم، فانعكس ذلك على كل شيء في هذه المنطقة.

والبعض الآخر يقول إن قراراً رسمياً قد اتخذ بتهميش هذه المنطقة وأبنائها وذلك بعد اغتيال الرئيس الشهيد سالمين.. مستشهدين على ذلك بقرار مجلس الشعب المحلي لمحافظة أبين رقم(15) لعام 1985الصادر في نوفمبر 85م والقاضي بالمصادقة على المذكرة المتعلقة بالتعديلات المقترحة على التقسيم الإداري الجديد لمحافظ أبين باستحداث مديريتين هما القارة ومكيراس تلحقهما مراكز سباح، سرار وشرجان دمان على التوالي واعتماد شقرة/ خبر المراقشة مركزا يلحق بمديرية خنفر، وامصرة وما يلحق بها مركزا يضاف إلى مديرية لودر. وهكذا بعد أحداث 78م جرى تمزيق مناطق المراقشة بتوزيعها إلى أربع مناطق هي حالياً مديريات أحور، الوضيع، جعار، زنجبار بدلاً من اعتمادها مديرية إلى جانب شقرة وما جاورها .. وهو الوضع الذي مازال قائماً حتى يومنا هذا.

بينما تحولت كل المراكز التابعة للمديريتين المشار لهما آنفاً إلى مديريات وظلت مراكز شقرة/ خبر المراقشة وامصره وما يلحق بها على حالها منذ إنشائها في 1985م وبذلك حرمت من كل شيء فاعتمادات مديرية خنفر لا تستطيع تغطية مناطق تشكل مساحتها قرابة نصف مساحة المحافظة وتعتبر من أفقر المناطق في المحافظة.

إننا أبناء هذه المنطقة نطمح إلى إدخال كل الخدمات التي نستحقها.. كما نطمح أيضاً إلى تشغيل المرافق الموجودة وإعادة تشغيل ما لم يجر تشغيله حتى الآن.

ميناء شقرة التجاري لم تجر محاولة لإعادة إحيائه الأمر الذي إن حدث سينعش المنطقة ويرفع من مستوى حياة أبنائها وهو أحد طموحات أبناء هذه المنطقة.

مصنع شقرة لتعليب الأسماك المشهور بجودة إنتاجه تجري محاولات متكررة لتحويله إلى غنيمة.. ألا يستحق هذا المصنع القائم في أشهر منطقة لصيد الأسماك ويعمل فيه أبناء هذه المدينة الطيبة بأرخص الأجور ألا يستحق أن تصرف عليه بعض من الملايين لإعادة تشغيله وتجديد خطوط إنتاجه الأمر الذي يعود بالفائدة على عامليه وعلى أبناء المنطقة وعلى الاقتصاد الوطني عامة؟

ألا نستحق إقامة مركزي بريد في شقرة والخبر يجري عبرهما استلام إعانات الفقراء والمتقاعدين والشهداء والمناضلين وغيرهم إلى جانب الخدمة البريدية الأخرى. بدلاً من سفر أولئك إلى زنجبار أو جعار ودفع تلك الإعانات الزهيدة أجور سفر ومواصلات ومصاريف الطريق الأخرى؟

ألا يستحق أبناء هذه المنطقة التي سالت دماء آبائهم أثناء الدفاع عن ثورة سبتمبر وحرب تحرير الجنوب، ألا يستحقون شربة ماء نظيفة عبر حفر عدد من الآبار في عموم المنطقة وبناء السدود وتوصيل الكهرباء إلى القرى التي تمر خطوط الكهرباء بالقرب منها وإيجاد ألواح للطاقة الشمسية في القرى الداخلية في عموم تلك المنطقة إلى جانب شق وسفلتة بعض الطرقات القائمة وإعادة تشغيل الوحدات الصحية التي ماتت بعد أن كانت عاملة وتوظيف المدرسين من أبناء هذه المناطق القادرين على تحمل الظروف المعيشية الصعبة التي لا يستطيع تحملها غيرهم؟

أمور وخدمات كثيرة لا يعرف أبناء هذه المناطق إلا اسمها أما عملها فلا يصل إليهم، أما البطالة فحدث ولا حرج.

كل تلك المعاناة سببها الأساسي بقاء وضعية هذه المنطقة كمركز تابع لمديرية خنفر، كل أبناء هذه المنطقة منذ عشرات السنين كان مطلبهم اعتماد منطقتهم مديرية، حيث تتوفر كل شروط المديرية بموجب المخاطبات الرسمية للمحافظين السابقين ورؤساء فرع الحزب الحاكم.

ولا ننسى نحن أبناء منطقة شقرة/ خبر المراقشة الإشادة بالجهد المتميز الذي قدمه الأخ المحافظ أحمد علي محسن، أثناء توليه محافظاً لأبين، حيث أقام عددا من فروع المؤسسات في شقرة كمقدمة لاعتمادها مديرية وأصدر توجيهاته بالتعامل مع شقرة/ خبر المراقشة كمديرية من مديريات المحافظة في مختلف الجوانب، كما أصدر قرار تعيين مدير عام للمديرية بموجب توصيته إلى نائب رئيس الجمهورية وتوجيه النائب إلى وزارة الحكم المحلي بتعيين المرحوم محمد سعيد عبدالله مديراً عاماً لمديرية شقرة/ خبر المراقشة.. لكن بعد انتقال المحافظ أحمد علي محسن توقف ذلك التعامل وأعيدت المنطقة إلى وضعها السابق (المهمش) بانتظار القرار الرسمي.. نأمل من المحافظ الجديد أخينا أحمد الميسري اقتفاء ما عمله المحافظ السابق أحمد علي محسن من ناحية ومتابعة القيادة السياسية اعتماد تلك المنطقة مديرية من ناحية أخرى، ولدينا العديد من الوثائق بشأن هذا الموضوع.

وأخيراً نقول نحن أبناء هذه المنطقة وبصوت واحد: يافخامة الرئيس أنت وعدتنا ووعد الحر دين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى