طيب كيف نخرجه؟!

> علي سالم اليزيدي:

> ليس الأمر مقتصرا على الأغبياء وحدهم، إذ ربما يقف الأذكياء بأنفسهم أمام السؤال المحير، طيب كيف نخرجه؟ وتضيع ببلاهة خاطفة للعقل مسألة كيف دخل وهو بهذا الوضع القائم عليه راهنا. أذكياء هم من ارتعشوا بحثا عن الإجابة لشدة خوفهم من افتضاح عقولهم وما تحمل من تفكير عند التبصر وحسن التصرف.

وحده من لايدعي (المعقلة) تسهل عليه طريقة إيجاد المخرج، ربما يأتي هذا من العبارة التي نرددها (ما في القلب على اللسان) بتلقائية بينة دون اصطناع للثقافة الغليظة وخلطها بالسياسة والتوقعات وكل ما له صلة بالشكوك أو الانتقاص للذات الخاصة والعامة والخوف من الوقوع في خانة الأغبياء وهفواتهم عندما تكبر المصيبة، ولن نجد من الأذكياء الخجلين على عقولهم من يساعدنا على المخرج، بينما يدرك كلنا أذكياء وأغبياء وما بين البين أن لحظة الدخول قد وقعت وبقعة (رقة) وها نحن ذا نقف أمام عقولنا فقط، ليس أمام حجم الموضوع ونسأل، طيب وكيف نخرجه؟!.

الحكاية ليست في عقل العم مبارك الذي شبهه معاشروه بأنه من الكبر بما يساوي العمامة التي فوق رأسه، وبينما هو يساعد ويطلع حصاتين لحوش الدار ويدخل ويخرج بحماره مرة بالماء ومرة بالطين وزفة حصى، وصاحبنا وحماره داخل الحوش، ولأن العقل كبير والعمامة المقنوحة فوق (الكدر) انتبه فجأة والتفت شمال يمين وألقى نظرة على الحمار المدلدل رأسه في سكون ونطق، طيب كيف نخرجه؟!. كلمات بقيت بقربه وحده وحماره، ولم ينصت لكلام صاحبه، إذ لم يهز رأسه ولا أذنيه، أما إذا لم يفهم الوضع القائم فهو في الأخير حمار، وهذا ما نجمع عليه نحن العقلاء غلاظ الوعي والمنطق، كما أنه يجعل له مخرجا من اللوم وعذرا يتخطى عمامة العم مبارك وكل عمامة تغطي عقولنا جميعا.

قلنا بقي الرجل العجوز وبرفقة حماره، وأجمل مافي المنظر الماثل أمامنا هو هدوء هذا الحمار الذي لا عقل لديه مثل عقولنا، يشقى به ما بين فلسفة المعقول والغلط والصواب، وهناك السؤال يتجول وحده لا أحد يوقفه في الساحة ومن ذا الجدار لا ذا الجدار، وغير عابئ بمن ضجر ومن يفكر أو لايفكر، ولا قرح رأسه نهق ثم يسكت، هي قلة العقل مخرج، وحكوا عن هذا حسبما نعلم.

طيب كيف نخرجه؟!. قالها العجوز ويقصد حماره، ومع هذا نسي نفسه، وهو أيضا بغى وأحد يخرجه! ترى لو اجتمعنا للبحث عن حل وفي سباق العقول من منا الأسرع ما بين تباهي الأذكياء وفطرة الأغبياء وخبث الدهاة، مع أننا هذه اللحظة بالذات لم ننتبه إلى ما فعلناه، وضيعنا العقل بتركنا الحمار وصاحبه، فإذا بنا نحن، أولئك من هم خارج الحوش، نحتاج إلى مخرج، والسبب أننا حبسنا أنفسنا في غيبوبة الصحوة.

هي حلول لإخراج الحمار، وبعد كل هذه (الزعبلة) بانرجع ثاني مرة ندخل الحمار، وإذا لم نفق من غيبوبة الصحوة، الخوف هو أن ننساه وبعدين بانصيح، الغبي والفصيح، طيب و(كاكيه) نخرجه؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى