يا غارة الله.. تهامة تتعرض للهجوم!

> أحمد سالم شماخ:

> وكأن حر الصيف والظروف المناخية الخانقة والحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون في تهامة والتي لاتحسد عليها حتى الحيوانات.. كأن كل ذلك لايكفي حتى تندفع إليها جموع من الفاقدين لثقافة الحق، والمتعالين على القوانين وعلى البشر، الذين لايبالون بشيء، فيعبثون بأملاك المواطنين نهبا وتطاولا واستيلاء بدون أي مبرر قانوني غير ما يحملونه من أسلحة وآليات وأوامر ملفقة ووثائق ومستندات مزورة بصورة عبثية، فيروعون الآمنين ويقلقون سكينة المجتمع، وعندها لايملك المروعون من ملاك الأراضي الشرعيين والحائزين على تلك الأملاك بالطرق الشرعية والأعراف المرعية إلا الاستغاثة بالله والاحتماء إلى القانون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!. ومن العجب العجاب أن من يقومون بتلك الأعمال الخارجة عن الشرع والقانون هم نفر قليل لايتجاوزون عدد أصابع اليدين، وربما أنهم جميعا أو على الأقل بعضا منهم معروفون لدى السلطات، ولكن كما يظهر أن الدولة لاتريد أن تضربهم بيد من حديد منعا لتعكير صفو السلم الاجتماعي، كما يقال، أو ربما لأسباب أخرى نجهلها!.

حقيقة أن محافظ الحديدة المنتخب مسافر في مهمة رسمية، كما بلغنا، ولعل وجوده بإذن الله سيضع حدا نهائيا لهذه التجاوزات، وسيظهر للخوارج أن الدولة لاتزال قائمة ولاتزال تملك زمام الأمور، وأن الرياح العاصفة في المنطقة لم تطيرها في الفضاء، وهي وإن صمتت وتساهلت فيما مضى، فإنها لابد ستهب عليهم بقوة قوانينها، واتقوا ثورة الحليم إذا غضب!.

لانريد أن نتحجج بأن تلك الأعمال الإرهابية من أولئك النفر الخارجين عن المجتمع تعيق الاستثمار في المحافظة، وتعرقل التنمية، فتلك حقائق لايختلف حولها اثنان، ولكن نود أن نقول إن الأمر قبل هذا وذاك يتعلق بشيء اسمه (الحقوق)، وهو أمر ربما أولئك النفر لم ينشأوا عليه، ولم يدخل في قاموس حياتهم الهمجية، ولكنه شيء صانته كل الشرائع والأديان السماوية والقوانين الوضعية، ومن يعبث به فكأنما يتطاول على الشرع والدين والقانون، وأصبح حكما أن يطبق عليهم حد الحرابة.

إن من تولوا أمور المسلمين قد التزموا بصون أعراضهم وأملاكهم أمام الله، وقطعوا على أنفسهم عهدا لله بذلك، وحاشا أن يتمردوا على ما عاهدوا الله عليه، ولانشك إطلاقا في مقدرتهم إذا شاءوا، وبقوة من الله أن يضعوا حدا للناهبين والمتنفذين مهما عظمت قوتهم.. المهم أن تتوفر النيات الجادة والصادقة.

وإن صرخة الاستغاثة التي أطلقتها تهامة ستأتي بمن يهب لنجدتها، كما سبق أن أطلقتها عدن وغيرها، فهبت قوى الخير.

ومن المضحك المبكي أن هؤلاء المتنفذين بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت في عدن وغيرها، أو ربما بعد أن لم يجدوا ما ينهبونه هناك انتقلوا إلى تهامة الوادعة، والسبب أن ردع الدولة لم يكن (صارما)، ولم تظهر لهم الدولة (عينها) الحمراء، فاستهانوا بها وبالمواطنين المسالمين، ولكننا نحذرهم بأن الدولة قد تصبر وقد يطول صبرها، ولكنها في النهاية دولة- وحرب القبيلي على الدولة محال- قادرة على الضرب بيد من حديد على أيدي الخارجين عن القانون.

إن الناس أصبحوا يتهامسون بأن الأمور وصلت إلى حد (الدق) في عظام الدولة، وأصبحت الدولة أمام وضع نستطيع أن نقول وبدون مبالغة (أن تكون دولة أو لاتكون)، لأن أساس كينونة الدولة هو قدرتها على حماية المستضعفين وصيانة (الحقوق).

ومما يبعث على الاطمئنان النسبي أن السلطات المحلية والنيابات والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية على علم ودراية بكل ما ذكرناه، وهي تهب وحسب المستطاع لنجدة من يلجأ إليها، ولكن الأمور تحتاج إلى حسم وبتر، وإلا بقيت هذه الشرذمة على غوايتها.

إننا نقترح على قيادة المحافظة أن تصدر أمرا وتشريعا يمنع أي شيول أو جرافة أو ما شابه من المعدات الثقيلة من العمل في أي أرض إلا بعد الحصول على إذن من هيئة تحت إشراف المحافظ، وتحصر الآليات الموجودة في المحافظة وتمنحها تراخيص عمل خاصة بعد أخذ التعهدات اللازمة من أصحابها بعدم استخدام آلياتهم إلا بموجب القانون.. هذا سيخفف من المشكلة بإذن الله.

يا رافع السماء ويا باسط الأرض بك وبمن وليتهم الأمور نستغيث.. وإن الله ينزع بالسلطان ما لاينزع بالقرآن!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى