الوحدة عظيمة بتاريخها وبقائها

> العلفي امذيب ناصر:

> لسنا في هذا الحيز المتواضع بصدد الكتابة عن تاريخ تحقيق الوحدة، فاليمانيون ناضلوا منذ فجر التاريخ من أجل تحقيق وحدتهم، وكانت أجيال ثورتي سبتمبر وأكتوبر صباح كل يوم من عمر الثورة تردد في عموم مدارس الشطرين شعارات أهمها تحقيق الوحدة اليمنية.

لكن الاتجاهات والمصالح والمعسكر الشرقي والغربي حال دون ذلك، ومع ذلك وفي فترة زمنية أكثر تعقيدا أدركت القيادة طبيعة العصر، ثم أدركت أن المصلحة العليا للوطن أكبر من المصالح الضيقة، وسارعوا إلى تحقيق وحدة الشعب في 22 مايو 90م، أما الأرض فكانت موحدة منذ الأزل عقيدة ولغة وجغرافيا وتاريخ.

إذا ما هي المشكلة، وماذا يدور اليوم بعد مرور ثمانية عشر عاما من عمر الوحدة اليمنية؟.

في شمال العاصمة صنعاء أحداث مؤلمة قتلى وجرحى، يقودها عقائديون يقال إنهم من آل حميد الدين آل حوثي اليوم، من دون شك أدت هذه الحرب إلى نزيف دم الأبرياء من الجيش والمغرر بهم، وكان آخرهم في الأسبوع الماضي سقوط العقيد محمد باقري صالح حنشي قائد كتيبة في حرف سفيان، أب لثمانية أطفال شُيع جثمانه في مديرية الوضيع وسط سخط جماهيري كبير لهذه الحرب التي لم تعرف أهدافها وطبيعتها طيلة السنوات الخمس الماضية.

كما أن المشكلة الاقتصادية هي الأكبر تعقيدا، فالفقر هو أهم أسباب تمزيق المجتمعات عبر التاريخ، وما يحصل في بعض الأقطار العربية مثل العراق والصومال والسودان وغيرها من الأقطار العربية من تمزق وشتات أهم أسبابه الفقر وغياب العقل والمنطق والأنانية.

وفي المحافظات الجنوبية اعتصامات واحتجاجات في اعتقادي أن أهم أسبابها الفقر، فالجماهير في هذه المحافظات كانت الدولة هي المسئولة عن تعليم أولادهم ومعالجتهم وتوفير متطلبات حياتهم الأخرى.. بمعنى آخر كانت الدولة المسئولة عن الأمن الشامل للمواطن، مما جعلهم اليوم يشعرون بصعوبة الحياة، لايستطيع أحدهم معالجة ولده في مستشفى خاص يدفع يوميا قيمة السرير خمسة آلاف ريال، ناهيك عن شراء الأدوية واحتياجات ومتطلبات الحياة الأخرى.

إذاً ماذا أريد أن أقول، وما هو المطلوب من القيادة في ظل تفاقم الأوضاع وارتفاع الأسعار أمام المواطن الذي لايحتمل طبيعة الحياة الصعبة.

تعلمنا من فخامة رئيس الجمهورية أن «البندقية والمدفعية والدبابة ما عالجت أبدا مشكلة، لا في تاريخنا المعاصر ولا في العصور السابقة». كما أن الأخ الرئيس القائد همه الوحيد وشغله الشاغل النضال من أجل تحسين الوضع المعيشي للمواطن والحفاظ على تاريخه، وتاريخه هو تحقيق وحدة اليمن وبقائها، فهو يمتلك رصيد تاريخي لايمتلكه يمني آخر، لا مؤسس الدولة الصليحية أو ابنته أروى ولا مؤسس الدولة الزيدية القاسم بن محمد في عصرها الثالث من 1636-1849.

وسيبقى فخامة رئيس الجمهورية اليوم أمام منعطف تاريخي آخر ذي أهمية كبرى سيسجل له بأحرف من نور.

أما أنا أرى أن تبقى المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الأخرى، ويبقى اليمن في المحافل العربية والإقليمية والدولية موحدا شامخا شموخ جبل هر في مديرية الوضيع ونقم في صنعاء وشمسان في عدن.

فإلى فخامة رئيس الجمهورية وأهل العقل والمنطق من العلماء والمفكرين والسياسيين وكل الخيرين في هذا الوطن، فالعنف يولد مزيدا من العنف ومصلحة الوطن والعقل والمنطق يولدان الخير وستبقى الوحدة خالدة لكل اليمنيين فيما إذا تم الحفاظ على بقائها، وسنبقى نحن أبناء ثورة سبتمبر وأكتوبر ممن لا حول لهم ولا قوة ننتظر المستقبل المجهول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى