بن فريد.. ثمن الكلمة

> صلاح أبو لحيم:

> يلملم الشهر الثالث أيامه ولياليه وذوو الألباب من أصحاب الكلمة الحية التي لا تموت يقبعون في زنازين سجون النظام، يلملم الشهر الثالث أيامه ولياليه وعلى وجه الخصوص كل يوم أربعاء كئيباً أسود مريراً كعلقم ومؤلم كالطعنة، يمر كل أربعاء وصدر الصفحة الأخيرة من «الأيام» قد شاب من جور ذلك الظلم والصلف الذي لحق بصاحب الكلمة الحية والصوت الحر الكاتب والناشط السياسي أحمد عمر بن فريد، الذي يقضي أيامه ولياليه بين جدران سجون صنعاء ومعتقلاتها لا لتهمة، ولكن لرأيه الصريح والقوي المزلزل لأركان الفساد والمجابه للظلم والاضطهاد واغتصاب حقوف أبناء الجنوب، الذين يشملهم الظلم حيثما حلوا وأينما وجدوا، ولرأيه النابع من إيمانه القوي بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولمبدئه فقد اقتيد وسحل ولرأيه اعتقل، وها هي ثمانون يوماً تمر وصوت الجنوب الحر يقبع في غياهب السجون بمعية قرنائه من قادة الحراك السلمي الجنوبي المطالبين بالعدل والمساواة والعيش بكرامة وعزة بين أبناء اليمن قاطبة دون تقديم أحد وتأخير الآخر وهذا ما عهدناه من ذلك الصوت الحر الذي يصدح كل أربعاء من على صفحات «الأيام» مستعرضاً وبأسلوبه الشائق الجميل معاناة وهموم أبناء دولة النظام والمؤسسات الذين ضاعت دولتهم بين دفة السفينة وتسربت أحلامهم لتضحى كأضغاث أحلام ترتطم بواقع لا يقوى العيش فيه إلا الأقوياء والمتنفذون وما دونهم أمر مسكوت عنه. يمر الأربعاء ومساحته الزمنية والمكانية تتساءل متى سيعود القلم الفريد والعقد الفريد؟!! يمر الأربعاء وكل المقهورين والمظلومين والمغتصبة حقوقهم من أبناء الجنوب ينتظرون عودة ذلك العقد الفريد الذي سكن سويداء قلوب أولئك الفقراء والمظلومين في الممدارة والبريقة والعريش وزنجبار والضالع والحوطة والمكلا وحوف وغيرها من الأماكن التي يأوي إليها الفارون من جبروت الظلم. يمر كل أربعاء والعشرات من الأحرار في المدارس والجامعات والأزقة وأكواخ القش ينتظرون بشوق ولهفة قدوم ذلك الفارس الذي تدوي كلماته على صدر محبوبة الشعب «الأيام» بقوة دون خوف أو وجل. يمر كل أربعاء والجميع ينتظر قدوم من يقف خلف القضبان ويدفع ثمن الكلمة التي زلزلت أركان الفساد وأعمدته وذلك لإيمانه العظيم والسرمدي بأن الحرية والعدل والمساواة هي أساس الحكم في الأرض.. فهل ستشرق شمس الحق التي غيبها الآخرون عنوة؟! أم أن ضباب فجر الشروق سيظل حاجزاً أبدياً بين شمس الحق وظلمة الليل الحالكة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى