كأس أوروبا 2008:لوف يخرج من ظل كلينسمان

> بال «الأيام الرياضي» أ.ف.ب:

>
أخيرا خرج مدرب ألمانيا يواكيم لوف من ظل سلفه يورغن كلينسمان، وذلك بعدما قاد بلاده إلى المباراة النهائية لكأس أوروبا 2008 اثر الفوز على تركيا 2-3 في الدور نصف النهائي.

ولوف الذي اعتبر دائما العقل المفكر وراء النجاحات التي حققها كلينسمان في الفترة القصيرة التي قضاها مع «المانشافت» وتوجها بالمركز الثالث في نهائيات كأس العالم 2006، نجح في الذهاب أبعد مما فعله الأخير عبر وضعه ألمانيا في أول نهائي بطولة كبرى منذ مونديال 2002.

وتسلم لوف (48 عاما) مهامه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الألماني قبل عامين خلفا لكلينسمان الذي عينه مساعدا له في كأس العالم الأخيرة، وقد تمكن «يوغي» من الارتقاء إلى مستوى التحدي ما دفع «كلينسي» إلى القول:«كان دائما أكثر من مجرد مدرب مساعد بالنسبة لي».

ولا يخفى أن مهمة لوف لم تكن بتلك السهولة، وهو الذي قضى العامين الماضيين محاولا الإبقاء على الصورة الطيبة التي أظهرتها ألمانيا بقيادة كلينسمان صاحب الأسلوب الهجومي الممتع.

وبالفعل واصل المدرب الشاب الثورة معتمدا تقريبا على نفس العناصر التي وضع فيها كلينسمان ثقته، ومتجاهلا على غرار سلفه الأسلوب الدفاعي المتشدد ومانحا الأسلوب الهجومي السريع والمتحرر الدور الأكبر.

ولطالما تحدثت الصحافة الألمانية عن كلينسمان وفضله رغم رحيله عن المنتخب، ناقلة أخباره في كل مرة يتمنى فيها التوفيق والحظ للفريق، إلا أن لوف سيحصل الآن على حقه لوضعه ألمانيا للمرة السادسة في نهائي البطولة القارية التي فازت بها للمرة الأخيرة عام 1996 قبل أن تحصد الخيبة في النسختين الأخيرتين اثر خروجها من الدور الاول.

ورغم البداية الصعبة نوعا ما، وخصوصا الخسارة أمام كرواتيا 2-1 في الدور الاول، عرف لوف كيفية انتشال منتخبه مجددا، وهو وعد بعد المباراة المذكورة «سأمنح كل لاعب قطعة من دماغي»، لكنه منحهم أكثر من ذلك أي خطة محكمة عمادها 1-5-4 بدلا من 2-4 -4 أمام البرتغال ليخرج فائزا 2-3.

ويقول المدافع بير ميرتيساكر عن تأثير لوف على المنتخب بالقول:«لقد حمل لوف ألمانيا إلى مستوى جديد خلال العامين الماضيين..إذا نظرنا إلى البطولتين الأخيرتين يمكن القول أننا لم نحقق كل هذه الانجازات بفضل الحظ بل لأنه جعلنا نعمل كوحدة متماسكة».

رجال الظل في نظام لوف

ينال اللاعبون والمدربون الثناء والمديح لدى تتويجهم بلقب البطولات والمسابقات الكبيرة، بيد أن مجهود الكثير من الأشخاص العاملين وراء الكواليس لا يلقى التقدير ذاته من قبل الجماهير والاعلام.

وبغية إحراز اللقب الرابع في تاريخ ألمانيا، أنشأ المدرب يواكيم لوف (48 عاما) «شركته» الفنية المؤلفة من 50 شخصا والموحدة تحت إسم «بيرغتور 2008» أي كيف تحرز ألمانيا لقبها الأوروبي الرابع..فمن هم الاشخاص الذين يتوارون خلف كواليس المنتخب الألماني:

- هانز ديتر فليك واندرياس كوبكه: ظهر فليك «علنا» عندما أوقف لوف في ربع النهائي أمام البرتغال فقاد «العسكر» الالماني على أرض المعركة، بمساعدة كوبكه الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي الذي ذاق طعم الكأس عام 1996.

اضطر فليك (43 عاما) لإنهاء مسيرته مبكرا مع ناديه بايرن ميونيخ بسبب الاصابة، ليتفرغ بعدها للتدريب حيث نال أعلى درجة في دفعته عام 2003..أشرف فليك على هوفنهايم (درجة ثالثة)، ثم عمل مع المدرب الإيطالي جوفاني تراباتوني في نادي سالزبورغ النمساوي، قبل أن ينضم لفريق لوف في يوليو 2006.

من جهته انضم كوبكه (46 عاما) إلى الجهاز الفني لل«ناسيونال مانشافت» عام 2004 ليكون قاضي الصلح بين الحارس المعتزل أوليفر كان وينز ليمان قبل مونديال 2006، ثم حارب بشراسة لكي يكون ليمان أساسيا في أوروبا 2008 رغم عدم مشاركته كثيرا مع آرسنال في الدوري الانجليزي.

- أوليفر بيرهوف: يعتبر مسجل الهدف الذهبي لألمانيا في نهائي 1996 بمثابة سفير المنتخب في الخارج، ويتمتع بأناقة مدروسة. أصبح بيرهوف (40 عاما) صلة الوصل بين المنتخب الوطني والشركات الراعية والمفاوض الديبلوماسي مع الأندية.

اختار بيرهوف، الفارع الطول ولاعب ميلان الايطالي سابقا، فندق اسكونا، ووفر للاعبيه مساحات وصالونات كبيرة بداخله بغية توفير سبل الراحة لهم ولاستقبال عائلاتهم بعيدا عن الأضواء.

- أورس سيغنتالر: إنه «جاسوس»المدرب لوف، سويسري بعمر ال62 ولاعب سابق في صفوف بال ونوشاتيل السويسريين في سبعينيات القرن الماضي.

فور استلامه مهامه عام 2005، وضع سيغنتالر المهندس المدني، بنكا خاصا من المعلومات بمساعدة طلاب جامعة كولونيا للرياضة، الذين أوكلوا مهمة جمع المعلومات، الاحصاءات والمواضيع الصحفية عن أفضل 30 منتخبا عالميا.

جال سيغنتالر على قارات مختلفة بينها زيارة إلى فنزويلا خلال كوبا أميركا 2007 تحضيرا لكأس أوروبا 2008، وهو يفند في أوقات فراغه شرائط الفيديو ويحلل المباريات على برنامج معلوماتي لشركة «ماستر كوتش» التي أفرزت تقنيا منفردا للعمل مع المنتخب..قبل كل مباراة يقوم ال«سكاوت» (الكشاف) باستقبال مجموعات اللاعبين كل حسب مركزه ليريهم ملخصات جاهزة تظهر نقاط قوة وضعف الخصم، ثم يخاطب الفريق بأكمله.

وسيغنتالر هو الذي ابتكر طريقة 1-5-4 لمواجهة البرتغال في ربع النهائي عندما تمكن الألمان من التفوق 2-3.

- مارك فيرستيغن: هو المسؤول عن مؤسسة «اللياقة البدنية للعدائين»، وهي تعنى بلاعبي البايسبول وكرة القدم الاميركية وكرة السلة.

بدأ مع المنتخب الالماني منذ عام 2004، بتوصية من المدرب السابق يورغن كلينسمان، الذي قابله عندما كان مدربا لنادي لوس أنجليس غالاكسي.

وتحت قيادته، عوض اللاعبون ضعفهم البدني، وكانوا يتذمرون عندما كان يقارنهم بمنتخب الولايات المتحدة للسيدات!

- هانز ديتر هيرمان: إنه الطبيب النفسي الذي يراقب حياة المجموعة، ويقابل اللاعبين عند طلبهم ذلك..لعب دورا هاما في مساعدة لاعب الوسط باستيان شفاينشتايغر المرهق بدنيا ومعنويا بعد مونديال 2006.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى