القضية الجنوبية قديمة!

> علي محمد السليماني:

> كثر الحديث عن القضية الجنوبية وعن ضرورة الاعتراف بها، وتحميل النظام الحالي ورئيسه علي عبدالله صالح مسؤولية وجودها (أي القضية الجنوبية)، ويعتقد الكثير من الناس أن هذه القضية جاءت نتيجة موضوعية لحرب صيف 1994م.

ولكن ماهي هذه القضية الجنوبية؟ الإجابة عن هذا السؤال الصغير ليست بنفس سهولة طرحه هكذا، فالقضية الجنوبية موغلة في القدم، وتعقدت في النصف الثاني من عقد ستينات القرن الفارط ، حيث شكلت هذه القضية الجنوبية بيئة خصبة ورطبة، لأطراف وقوى عديدة، ولكل منها ما نوى، وتم فتح الساحة على مصراعيها لكل طامع وطامح، ولكل (مدعٍ)، وأصبح الجميع يتحدث عن القضية الجنوبية والكل يزايد باسم القضية الجنوبية، حتى حان موعد استقلال الجنوب، وكان المفروض أن تصبح القضية الجنوبية قطراً حراً كريماً ومستقلاً وعضوا كامل العضوية في الأسرتين العربية والدولية، وفعلاً كان الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر 1967م، ومع ذلك ظلت القضية الجنوبية قائمة، وظل النظام الذي اختار أن يكون شطراً من الوطن اليمني يتساقط مثل أوراق الخريف، والقضية الجنوبية مازالت مستمرة، ومازالت بيئة خصبة للجميع.

وبعد أحداث يناير 1986م المشؤومة تعاظمت القضية وشعر الجميع أن متغيرات لا محالة قادمة لحل القضية الجنوبية، التي تم وضع ملفها في ثلاجة خاصة تتعلق بالقضية الجنوبية، باتفاق القوى الكبيرة، لكن جاءت وحدة السيد علي سالم البيض، ووحدة العقيد علي عبدالله صالح في 22 مايو 1990م، ومازالت القضية الجنوبية مستمرة، وحدثت الأزمة والحرب المشؤومة صيف 1994م، ونهايتها المعروفة، ومن هنا تبدأ مسؤولية النظام عن انفراده بالقضية الجنوبية، وتزداد تعقيدات هذه القضية التي تلقي بظلالها الكثيفة على قضايا أخرى في الوطن العربي وفي المنطقة، ولكن هل هناك نهاية لهذه القضية الجنوبية؟

والجواب باختصار نعم، لكل شيء نهاية، وفي عام 1997م، أجرت إحدى المجلات العربية المهاجرة حديثاً صحفياً مع الأستاذ الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى اليمن أثناء حرب صيف 1994م، وجاء أحد الأسئلة، هل صحيح أن ملف الجنوب أغلق؟ فأجاب باقتضاب شديد ذي مغزى «ومن متى فتح ملف الجنوب حتى يغلق؟!»، وبالمناسبة الأستاذ الإبراهيمي خبير في القضايا الدولية وتحديداً في القضية الجنوبية التي ستكون نهايتها عندما يتفق الكبار على إيجاد الحلول لقضايا متعددة تهم العالم، وهو ما يدركه الآن جيداً الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، وما نأمل معه أن يتفهم مختلف الظروف وأن يعيد الأمل والثقة للجميع من خلال معالجات تاريخية كبيرة ومهمة، وفي خضم كل ذلك نرجو ألا ينسى المدافعون عن مقاصد الشريعة الإسلامية، التي هي جوهر عقيدتنا والله الهادي إلى سواء السبيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى