رفقا برجال أمن الملاعب يا هؤلاء

> «الأيام الريــاضـي» علي باسعيده:

> لا تخلو أي مسابقة في العالم من حوادث الشغب وعدم الرضى على الحكام والذي قد يصل إلى حد ضربهم، وإطلاق العنان لإسماعهم أقذع الألفاظ، وإن كانت هذه الحوادث تختلف من مكان لآخر، وذلك باختلاف ثقافة هذا البلد أو تلك المدينة، وبما يتم فرضه من العقوبات والتي تصل إلى حد الشطب والتوقيف والغرامات المالية.

يورو 2008 هو الآخر لم يشذ عن هذه القاعدة من خلال أعمال الشغب التي يثيرها الجمهور الذي يشجع منتخب بلده، حتى أن مشجعاً بولندياً قتل صديقه بعد خسارة منتخبهما من قبل الجارة ألمانيا.

هذه الحوادث المصاحبة للبطولات العالمية أو المحلية أصبحت آخذة في الانتشار رغم شدة الإجراءات المتخذة للحد منها، إلا أنها لازالت حاضرة وبقوة رغم التصدي لها من قبل رجال أمن الملاعب أو قوات مكافحة الشغب، الذين يدفعون ضريبة النجاح لهذه المسابقات من أعمارهم جراء الواجب الذي يؤدونه من أجل مشاهدة مريحة وممتعة للجميع، وبطولة ناجحة، وقبل ذلك الحرص على سلامة المسؤولين، وبالتحديد الحكام الذين هم من يقعون تحت طائلة عدم الرضى والاعتداء المباشر، والذي كان ملفتاً ومقلقاً في مسابقاتنا المحلية لهذا الموسم في أكثر من ملعب، حتى أن أحدهم رفع السلاح الأبيض في وجه أحد حكامنا، غير أن الله لطف، وتم الإمساك به من قبل رجال الأمن الأوفياء.

ما لا يعرفه الكثيرون هو أن رجال الأمن هم أكثر الذين يطالهم الضرر، إن كان لفظياً أو جسدياً، مع أن رجل الأمن الذي كلف بمهمة أمن الملاعب، ومن فيها يحمل سلاحاً، وهو ما لا نراه في الملاعب العالمية، وهو أيضاً ما يجعل أسهم النقد تطال هؤلاء الجنود المساكين جراء ذلك التصرف الذي نلومهم عليه، مع أن الواقع المعاش وما يحصل في كثير من المباريات والملاعب يحتم ذلك، بل إنه كان ذلك السلاح عاملاً مساعداً في تفريق شغب وأحداث فوضى وتخريب، وقد يحصل العكس حينما يساء استخدامه بطريقة أخرى، غير أنه في الحالتين يجب أن نعذر رجل الأمن، لأن ما يتحمله هو فوق قدرات البشر العاديين.

تصور عزيزي القارئ أن في ملاعبنا في مختلف درجاتها من يحمل المسدس، ومنهم من يحمل الجنبية (الخنجر) وغيرها من الأدوات الممنوعة التي تؤذي البشر، والتي يتعامل معها العسكري بكل مسؤولية..أليست هذه مخاطرة كبيرة يتحملها هؤلاء الجنود؟ وتلك مهمتهم ولاشك غير أنهم بحاجة إلى كلمة إنصاف وشكر، بدلاً من تحميلهم فوق ما يحتملون.

ساحات الملاعب عندنا أصبحت متنفساً للكثيرين الذين يصبون جام غضبهم على كثير من الأشياء، وكثير من الهموم الحياتية، وبالتالي فإنهم لا يتقبلون أي قرار للحكم إذا كان ليس في مصلحة فريقهم، ولا يقدرون مهام رجل الأمن الذي وجد من أجل مشاهدة آمنة، بل إنك قد تسمع منهم كلاما زي السم، وكلاما يمس الوحدة الوطنية، وكلاماً يمس الشخص نفسه ويجرح كبرياءه..أليس تلك مهمة كبيرة يتحملها هذا الجندي، الذي لولاه لحدث الكثير ولتحولت ساحات ملاعبنا إلى معارك دامية بين المشجعين.

ما أطلبه وما أريده هو تقدير مهمة هؤلاء الجنود البواسل الذين يقدمون الكثير من التضحيات، والذين هم في الخط الأول للدفاع عن الوطن ومكتسباته ومنجزاته، وأن ما يقوم به هو نفس الواجب الذي يقوم به زميله الجندي في الخط الأمامي، وفي معارك الشرف عن تربة هذا الوطن، وذلك من خلال الإشادة بهم، وغرس المفاهيم السامية للرياضة عند المشجعين، ومرتادي الملاعب وعند المسؤولين عن الأندية ولاعبيها، والذي أرى أنهم هم الشرارة الأولى لاندلاع الفوضى، من خلال ما يقومون به من فعل لايليق بالمنافسة الرياضية، بل يخل بها، فهل نأمل خيراً..هذا ما ننشده مع كل التقدير والتحية لرجل الأمن إن كان في الملعب أو في أي موقع من مواقع الشرف للدفاع عن تربة هذا الوطن المعطاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى