الحمير قادمون

> أحمد المهندس:

> والحمير المعنيون- أكرمكم الله- ليسوا من فصيلة حمار الأديب توفيق الحكيم أو حمار الفيلسوف الشاعر حمزة شحاته أديبنا الرائد.. بل من فصيلة حمير أخرى تنعم بخير أعظم بلدان العالم ثروة وتكنولوجيا وقوة في السلاح والمعدات الحربية والصواريخ العابرة للقارات وحاملات الطائرات والغواصات، وتنظر لعباد الله في الأرض عبر الأقمار الصناعية التجسسية والفضاء المفتوح.. ولايسلم من سياستها وأسلوب تعاملها المتغطرس، حتى شعبها الذي يعيش باسم الانتخاب والديمقراطية تحت رحمتها وأهدافها، ولايملك حق الفيتو على تصرفاتها تجاه الشعوب الإنسانية الأخرى.

والدولة المعنية كما عرفتم من سياق الحروف السابقة بلد العم سام (أمريكا) ياويكا كما كان يردد الولد الشقي محمود السعدني، وهو يطوف صياعة في حواري الجيزة وقهاويها شفاه الله.

والحمير الذين تفوقوا مكانة وحظا على حمير العالم التي كانت تكتفي بأكل الأوراق حتى لو عجبها مايكتبه الأدباء عنها وعليها هم حمير الحزب الديمقراطي الأمريكي.. بعد أن اتخذ هذا الحزب الحمار شعارا.. كما اتخذ الجمهوريون الفيل بزلومة شعارا آخر.. تتصدر صورهما الأخبار ووسائل الإعلام المطبوعة والمشاهدة، ليصبحا أشهر حيوانين في العالم وفي حلبة الصراع القادم على الرئاسة الأمريكية مع قرب خروج جورج بوش (الابن) غير مأسوف عليه من البيت الأبيض بعد أن لطخ سمعته وحزبه بما فعل في العالم من حروب وتخريب لاتقاس نتائجها بالحروب العالمية الكبرى. لقد أساء هذا الرئيس الذي دخل الرئاسة ليكون ثاني رئيس لأمريكا من أسرة واحدة تذكر الأمريكيين بأسرة كنيدي الشهيرة التي لم تسلم من لعنة الرئاسة الأمريكية بعد اغتيال رئيسها الأول من السلالة الكنيدية لتتوالى الكوارث والمصائب عليها.. وكانت آخر كارثة أصابت آخر الإخوة الذي اكتفى بالكونجرس بأزمة قلبية.

لقد أساء بوش الذي لم يستطع أن يدير فريقا مغمورا للكرة الأمريكية في مدينة صغيرة إلى العالم بأفكاره ونزعته للحروب واستعراض القوة وتصنيف العالم إلى خيرين وأشرار، ليعيد أمريكا إلى عالم تكساس والكاوبوي والإبادة للسكان الأصليين، وأتاح الفرصة للحمير أن يحشدوا طوابيرهم وينافسوا بقوة في الانتخابات القادمة على موقع الرئاسة بعد سنوات الغياب التي أحرق فيها بوش الأخضر واليابس.

الحمير قادمون.. والناس في انتظارهم علهم يحملون عنهم أسفار وأعباء ومتاعب شعوب الأرض التي تضررت من الفيل الأمريكي وقائده الذي لم يستطع أن يرى كما يبدو من أعلاه فجعل يتخبط في أصقاع العالم ويدوس بقدمه على كل خريطة وأرض لاتعجبه وتحاول أن تدير أعمالها وتصنع أحلامها ومستقبلها بنفسها.

ورغم أن العالم قد جرب حكم الحمير كحزب ونال من أذاه الكثير، وإن كانت لاتقاس بما سببه الفيل الجمهوري الذي فقد خطاه، إلا أن الناخب الأمريكي سعيد، ويتمنى أن يكسب الحمير جولة الانتخابات الأمريكية القادمة (ليفل) بوش وحاشيته على ظهر الفيل.. والتاريخ كفيل بالتذكير بنتائج سياستهم الظالمة تسجيلا وتحليلا.. وسوف يسجل في أولى صفحاته بأنها أسوأ رئاسة مرت في تاريخ أكبر بلدان العالم.

الحمير القادمون على صهوة الإصرار والعمل والمستقبل بغد أفضل ينهي الحروب ويعيد الجنود الأمريكيين في جنبات العالم الثالث إلى أحضان أسرهم.

وهي أيضا أول مرة في التاريخ يختار فيها الناخب الأمريكي رئيسا أسود من المهاجرين المسلمين، قدم أباه من كينيا ليقترن بأمه الأمريكية البيضاء وينجبا (بركات) الذي تحول اسمه إلى (باراك) بعد أن انتصر ليقود الحزب الديمقراطي منافسا أول سيدة كانت إلى عهد قريب السيدة الأولى للبيت الأبيض، وتطمع في أن تكون أول سيدة تحكم أمريكا بتنورة.

عن نفسي وكل أهلنا في اللون، وكل العرب والمسلمين وحتى الأمريكيين من كافة الجنسيات العرقية وألوان الطيف البشرية.. نتمنى أن يكون أوباما رئيسا لأمريكا، فلن يجدوا أفضل منه.. وسوف تنهي رئاسته حقبة تاريخية ظالمة للجنس البشري الأسود في العالم الجديد.. بعد أن تغير العالم وطقس الحياة وأتت رياح التغيير بأول رئيس أسود.

أدعو معي بكل اللغات الحية والميتة أن يحقق باراك أوباما من حزب الحمير الديمقراطي فوزا ساحقا في الانتخابات القادمة ويطرد بوش وحاشيته من البيت الأبيض، الذي اسود لونه من أفعاله.. لعل الأسود يعيد إليه البياض الذي فقده!.

صحفي وأديب سعودي - جدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى