الغلاء وحمى الضنك وإنفلونزا الطيور

> بلال غلام حسين :

> من الذي يسمم طعامنا? من الذي يسمم مياهنا? من الذي يريد قتلنا? الإجابة هي لا أحد!! إنما هي ذنوبنا، لقول الله تعالى:«ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».

و السبب الحقيقي للغلاء الذي نعاني منه والسبب الحقيقي لتسميم طعامنا وماءنا، يقول جل جلاله: «فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم، وبصدهم عن سبيل الله كثيرا، وأخذهم الربا وقد نهوا عنه، وأكلهم أموال الناس بالباطل».

في ظل كل هذه المعاناة التي نعاني منها نريد وقفة جادة لتغيير حياتنا وأسلوب العيش والقرب من الله أولا حتى يرفع عنا الغلاء والوباء والأمراض.. انظروا إلى هذه الدجاج والأسماك التي كانت غذاء الفقير فإذا بها تحرم عليهم:«فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم». ممنوع أكل الدجاج، ممنوع أكل الأسماك، ليس ممنوع بمعنى لا تحصل عليه، ولكن نظرا للغلاء الحاصل والفقر المنتشر، لذا لا يستطيع الإنسان منا شراءه، وهذا عقاب من الله لذنوبنا.

أخي الحبيب إنك ظلمت نفسك.. آذيت نفسك بتعرضك لعقاب الله..

قد انتشر الربا، ودخل بيوتنا وصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «يأتي على الناس زمان يأكلون الربا ومن لم يأكله أصابه من غباره».

عرفت الآن كيف سمم طعامك، إنها حرب لن يرفعها إلا التوبة لله، انظر من حواليك أخي الحبيب كيف كثر الفساد في مجتمعنا!

كيف أكل الناس بعضهم لبعض الأموال بالباطل!، كثرة الرشوة، كثر الزنا، كثر أكل حقوق الناس من غير مراعاة للذمة ولا الخوف من الله، السرقة في الكيل والميزان، الحلف بالله كذبا، ظلم البشر بعضهم البعض، ضياع الرحمة بين الناس، ضياع الأمانة، الحقد والحسد، والغلاء وظهور الأمراض التي لم نعرفها من قبل..كل هذا من أسباب ضياع البركة.

أخي القارئ إننا يجب أن نتأمل، لماذا جاءت المصيبة في لقمة العيش؟؟ لماذا وقع البلاء في الطعام؟؟

لماذا حصلت الخسارة في التجارة؟؟ والجواب هو أكل أموال الناس بالباطل صار حرفة عند كثير من الناس، النصب، السرقة، الغش، الخداع وقضايا عدم سداد الديون، المغالطة في الميزان والكذب في البيع، كل تلكم أسباب تتعلق بلقمة العيش تتعلق بالأكل، فجاءت الضربة والعقوبة في قضية الأكل وتحريم الطيبات. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «وما فشت الفاحشة في قوم حتى استعلنوا بها، إلا انتشرت فيهم الأمراض والأوجاع، التي لم تكن في أسلافهم».

منذ متى ونحن نسمع عن أنفلونزا الطيور، رغم أن هذا المرض غير موجود في بلدنا، ولكنه ليس ببعيد عنا؟، منذ متى ونحن نسمع عن حمى الضنك؟، منذ متى ونحن نسمع عن الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض التي كثرت في هذه الأيام؟.

الكل في المستشفيات.. الكل ذاهب ليتعالج في الخارج.. الكل يبحث عن علاج. وجهلنا أن كل ذلك هو من الفجور والفواحش التي طالت على مجتمعنا وشوارعنا، ونحن نقره دون خوف من الله ومراقبة أنفسنا.. قست قلوب الناس، ضاعت الرحمة في ما بينهم، الكل ينهش في بعض دون رحمة أو شفقة، في السابق لم يكن الدين منتشرا كما هو الآن، لكنه كان مطبقا، كان الناس يستنكرون أي شيء ناشز أينما وجد.. إذاً ماهو الحل والعلاج؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يسأل.

إن كثيرا من الناس انشغلوا بالبلاء عن المبتلي، وكثر الكلام والهرج والمرج، دون تمعن في أن ما يحصل لنا هو من ذنوبنا، ولذا يجب أن نصلح ونغير من أنفسنا أولا لكي نكون أهل لأن يرفع الله عنا البلاء والوباء والغلاء قال الله جل جلاله: «فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون».

شغل الناس بالكلام واللغط والمناقشات بالمقاهي و المبارز ومتابعة التلفزيون والجرائد والذهاب إلى الأطباء واللوم على بعضهم البعض ونسوا الله تعالى، أنه ابتلاك لتقول يارب..

امتلأت قلوب الناس بالرعب، تراهم يهرعون إلى البقالات لشراء المياه المعدنية للفرار من مياه الحنفية.. تراهم يغسلون الطعام خوفا ورعبا من التسمم لكثرة المبيدات التي ترش على الطعام، ولكن أين الله من حياتك؟ أين الخوف ؟؟

فما يفعله الإنسان من حزن وخوف،لا يعدو أن يكون عبثا منافيا للحكمة، لأنك قد أنزلت حزنك وخوفك في غير مواضعه، حيث لا جدوى، ووضع الشيء في غير مواضعه مناف للحكمة، كما أن من الحكمة أن تضع الشيء موضعه اللائق، وذلك من توفيق الله للعبد. فيا من أصيب بالهم والحزن عليك بالدعاء، ادع الله موقنا بالإجابة، وسترى من صنيع الله ولطفه ما يطيش له لبك وفؤادك

جبلت على كدر وأنت تريدها

صفوا من الأقذاء والأكدار؟!

ومكلف الأيام ضد طباعها

متطلب في الماء جذوة نار!

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى