التأثيرات النفسية لارتفاع حرارة الصيف

> د.م.جواد حسن مكاوي :

> الصيف وارتفاع درجة الحرارة لها تأثيراتها وسلبياتها وانعكاساتها النفسية والاجتماعية مما تؤثر على انطباعات الناس وتعاملاتهم، وكذلك تأثيرها على العلاقات بين الآخرين.. فبسبب حرارة الصيف تزداد البشرة احمرارا، وترتفع درجة حرارة الجسم، وتزداد دقات القلب، ويشعر بعض الناس بصداع أو إغماء.. وكثير منهم ينتابهم الشعور بعدم الانتباه واللامبالاة والسرحان والشعور بالضيق وعدم التحمل وانفلات الأعصاب لأبسط الأمور..وكثير من الناس، وخاصة الأمهات يقمن بغسل أولادهن بالماء البارد وتجفيف الجسم وتعرض الطفل لتيار هواء بارد- مكيف الهواء - رحمة منهن لأبنائهن.. والحقيقة هذه العملية تعرض الطفل لأضرار جسمية فلا ننصح باستخدام تلك العملية.

عودة إلى الموضوع الرئيس، فعندما نرى انفلات الأعصاب والشجار، كثير من الأحيان يعود السبب إلى حرارة الصيف، وما يقع من تأثيرات نفسية واجتماعية عليه.. أضف إلى ذلك منغصات الحياة اليومية من ارتفاع الأسعار الجنوني واللحظي دون رقابة من الجهات ذات العلاقة الذين يتلذذون بتعذيب المواطن، وكأنهم مصابون بالسادية، وكذلك غليان بعض المناطق التي تشعر إلى جانب ما ذكرناه بعدم المساواة والظلم والقهر.

كل تلك المشاعر التي تقع على المواطن تؤدي به إلى عدم التحمل، ويتعارك لأتفه الأمور، فإذا لم يتعارك في الشارع يؤجل الموقعة وينقلها لبيته أو عمله.. كل ذلك تفريغ الشحنات التي تكون فوق طاقته، وتحويلها إلى طاقة حركية أو معركية أو صياحية في أي مكان في البيت.. في الشارع.. المدرسة.. الكلية.. أو مواقع العمل.. المهم الأسلوب في عملية التفريغ مرتبطة بشخصيته،وإذا كانت غير قوية في البيت فيكون التفريغ في مكان غير البيت، و هذا الأساس ينطبق على كل المواقع.

هذا المواطن المسكين الذي يتعرض إلى أشكال مختلفة من الضغوطات، ولا يهنأ حتى في أحلامه.. وتزداد الضغوطات عليه يوما بعد يوم.. ولكنه مواطن صالح وأمله في بكرة يكون أحلى.. لا يتعلق الأمل في شخص ما أو حكومة ومحافظ، لأنه فقد الثقة بكل هؤلاء.. ولكن الأمل يتعلق بمن هو أكبر منهم جميعا ويعلم بكل الأسرار.. الأمل بالله عزوجل هو فقط الذي يقدر على التغيير والتخفيف من كل تلك المعاناة.

يا أصحاب القرار.. والكراسي الدوارة.. والمناصب اللامعة.. والنثريات والزنة والرنة والشنة.. ياتجار الأسماك واللحوم والمواد الغذائية.. يا أصحاب المؤسسات ذات الفواتير المحرقة.. ألا يكفي ارتفاع حرارة الصيف والضغوطات النفسية والاجتماعية على هذا المواطن حتى تتكالبوا عليه.. إلى أين تريدون به أن يوصل؟

ألا يكفي به يمشي ويحدث نفسه بهستيرية.. ألا يكفي النساء العفيفات تتسول على أبواب الجوامع.. ألا يكفي راتبه يطير خلال يومين.. ألا يكفي الديون.. والحزن.. والمرض.

إلى متى أنت قلبي.. لست قلبي إذا أنت خنجر بين الضلوع.

دكتوراه في علم النفس التربوي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى