بعد التهديدات التي تلقيتها:كارثة مرتقبة.. تغييب الأصوات داخل السجن وخارجه

> نجيب محمد يابلي :

> من تحصيل الحاصل، أن يتكون لدى المرء انطباع بأن هناك منظومتين سائدتين في البلاد: منظومة رسمية لكنها لاحول لها ولا قوة، ومنظومة غير رسمية من حيث النفوذ والقوة، وقد يكون أصحابها تابعين للسلطة التنفيذية، وتبعا لذلك يفقد الدستور والقانون قوتيهما، وبحسب توصيف (جون لوك) «إذا غاب القانون بدأ الطغيان»، والوقائع كثيرة يصعب حصرها، وسأنتقي منها هذه الوقائع:

نشرت «الأيام» في 25 يونيو 2008 أن قوة عسكرية مكونة من 10 أطقم و50 جنديا هددت بنسف منزل فضل عبدربه ديان، عضو نيابة مرور أبين، وفتشت بيته وغيبته ست ساعات.

نشرت «الأيام» في 24 يونيو 2008 أن فريق الدفاع عن عباس العسل لم يحضر جلسات التحقيق بعد منعهم من الدخول إلى البحث الجنائي في زنجبار.

نشرت «الأيام» في 10 يونيو 2008 أن المحكمة المتخصصة برئاسة القاضي محسن علوان تحكم على الزميل الخيواني بالحبس 6 سنوات بدون تهمة منطوقة في الحكم.

نشرت «الأيام» مقالا في 23 يونيو 2008 للدكتور عيدروس نصر ناصر موسوما بـ(سلوك يتنافى مع الدستور والقانون)، جاء في مقدمته:

«لمدة طويلة ظللت غير مقتنع أن الأخوين د.ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة عضوي مجلس النواب عرضة للملاحقة».

هناك واقعة سجناء الرأي: حسن باعوم، علي هيثم الغريب، أحمد عمر بن فريد وزملائهم الذين اقتيدوا إلى صنعاء للتحقيق معهم، وبدء محاكمتهم، وهم في مسجونون في زنازين تحت الأرض منذ الفاتح من أبريل 2008 بالمخالفة مع قانون الإجراءات الجزائية وقانون المرافعات من حيث الاختصاص المكاني، وهو مبدأ هام من مبادئ القانون.

هذا هو حالي وأنا خارج السجن

قد يستغرب الأصدقاء وغير الأصدقاء أن مجهولا اتصل بي مساء الأحد الفاتح من يونيو 2008 من هاتف رقم 02391703 (أحد أكشاك الاتصالات في مديرية دارسعد) وتحدث لثوان معدودات قائلا: «تفرغ لتربية الجهال وسيب السياسة»، بمعنى كف عن الكتابة، ماذا وإلا...!!.

اتصل بي مجهول آخر ظهر الثلاثاء 17 يونيو 2008 من هاتف رقم (04210496) (أحد أكشاك الاتصالات في محافظة تعز أو منطقة مجاورة لها)، وخاض حديثا ساخنا عبر فيه عن تبرمه وتذمره من الحديث عن عدن، وقال:

«هذي عدن دخلناها وما لقينا فيها قرص روتي». ومضى يوبخ الجنوبيين بالتذكير بالمكاسب والإنجازات.. «احمدوا الله عملنا لكم طرقات وفتحنا لكم أعمال و.. و... تكتبوا على الاعتصامات وأصحاب الاشتراكي»، ومضى صاحب الصوت المجهول يبرر شتائمه إلى أن اتهمني بأنني أتطاول على الرئيس، وأن علي أن أخجل.. إلى آخر الكلام!.

بالمختصر المفيد هناك قوى خارج الأسوار الرسمية صاحبة الأمر والنهي، وصاحبة مصالح كبيرة ونفوذ أقوى من المؤسسات الشكلية، ويتعاملون مع الإنسان على أنه عبد، مكانه إما تحت الأرض أو مهدد فوق الأرض.

إن إنتاج المزيد من الأزمات لن يزيدنا إلا إصرارا على الثبات في التمسك بالدستور والنظام والقانون.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى