كأنه معنا..

> عبود الشعبي

> إنه يوم جديد.. يبصرنا بما أخفي في الظلام، وما أدراك أيها الراحل به.. كأنك معنا.. أنت قلت: لايظل الستار مسدلا إلى ما لانهاية.. وها قد كشف الغطاء.. كأنك معنا، وكما تبدى ضوء الصبح رأينا فيه إطلالة (النور) الذي يبصر، وتجيء «الأيام» بخطى عفيفة.. تخرج من نفس المشكاة التي توزع الأنوار.. كأنك معنا.. هو الرجل الذي مر من هنا.. ويجيء بعده (الناشران)، فيقفان أمام اللوحة التي رسمها (شوقي) وإذا فيها:

وكن رجلا إن أتوا بعده

يقولون: مر وهذا الأثر

صباح الهائم بقراءة السطور.. لماذا يطلبون من (هشام وتمام) أن يسدلا الستار على (المشهد) ومن للجمهور الذي ينتظر الإطلالة؟!.

كأنك معنا.. العميد (وحدوي)، بدليل أن كفيه لامست جدران مدينة سام الباردة وشجاه: «يا سعد من حلها».. وتاقت نفسه لعدن، حيث مراتع الصبا.. فأضناه الشجن إلى البحر والجبل.. كأنه ينظر الآن إلى الأحبة وهم يقبضون بأكفهم أعمدة القضبان، ومعهم الوطن يلملمهم من وراء الحديد ويلملموه هم من العصف والعسف والخسف.

كأنك من الجنوب.. وأنت (الوحدوي) الذي سكن سفح صنعاء.. وكما ضرب الوطن أطنابه في حناياك، ضربت أنت لنفسك (الساس)، وشددت الوتر.. لأن الوطن كله.. في القلب كله.. «هذه هي طبيعة الأشياء.. وهي مقياس لكل الظروف ولكل زمان ومكان.. وهي الصخرة التي يرتطم عند قدمها المستغفلون لغيرهم طال الزمن أم قصر». أنت قلت هذا، وما يدريك أنهم يستغفلون؟!.

الآن اسمح لي أيها القارئ الكريم أن أبدأ معك من جديد بـ: قال العميد: «إن الذين يعتقدون أنهم يستغفلون الشعب مخطئون حقا».. أين صيغت هذه الجملة.. وبأي (سن) قلم كتبت.. وماذا كان يرى أبو (الناشرين).. وإذاً من أجل أن تبصر جيدا، عليك بمربع الخميس (المشهود) عدد (5439) وكل خميس، ستجد على اليسار من صدر الصفحة الأولى حنين الماضي يعانق أشواق الحاضر.. وستنطق لاشك.. «كأنه معنا!».. هي أفكار الخبير بمشاعر أمته.. تراها خواطر واقعية تنساب إلى شغاف قلوب البسطاء.. لأنها جاءت من أجلهم.. ولو كان عمره 47 عاما.. أم هو كتبها في اعتصام (ساحة الحرية) ومهرجان (الهاشمي).. بل قل «كأنه معنا!».

الفجر.. أيها الأستاذ الكبير يقوض ظل هذا الظلام الذي بشرت أنه تنكمش رقعته.. كما غادر الظلم القديم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.. هذه ورب العزة مطالب شرعية، لانرتاب أبدا في صحتها.. حتى السلطة ستنداح لكشف ولو بعض الستار وإن في الخفاء.. وربما فعلت غير مرة.. أما الوحدة فإن ركنها الشديد هو العدل.. والظلم وحده ورفيقه سيء الصيت (الفساد) هما اللذان يفرقان بين اللبنات في هذا الركن، ويقطعان الأرحام.. قال تعالى:(فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).

حتى الشمال الحبيب فيه بعض من هذا التقطيع الذي لانحبه.. والله أيها الناس إن (الفساد) يقطع الأرحام ويباعد بين الأرواح، ولقد أصاب من الجنوب ما لم ينله من غيره، لأن «طبيعة الأشياء لاتقف عند حد، إنما مجالها هو هذه الحياة».. كما قال عميد «الأيام».. ولاتستقيم الحياة بدون العدل.. لأنه أساس الحكم.. كأنك معنا أيها الأستاذ محمد علي باشراحيل- عليك من ربك الرحمة- وأنت الغائب الحاضر!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى