وللفن أسراره لوحة فنية.. تهز كيان ستالين

> «الايام» فاروق الجفري:

> كان قصر الدكتاتور الروسي (جوزف ستالين) محاطا بالحرس والمخابرات ومصانا ضد كل هجوم أو سقوط قذيفة فوقه، ومع ذلك كان هذا الدكتاتور لاينام في غرفة واحدة أكثر من ليلة، وكان في قصره نحو عشرين غرفة، كان ينام ولاينام بل يصبح نصفه نائم والنصف الآخر يقظ لأية حركة من الداخل، لأنه يخاف رغم هذه الاحتياطات أن ينفذ إليه واحد من الشعب ويغتاله. ظل (ستالين) طوال أيام حكمه في الاتحاد السوفيتي السابق وهو يخاف أن يغتاله أحد أبناء شعبه، ويخاف من خادمه الخاص ومن رفاق دربه حتى من كلبه ومن قطه المدلل. لقد قيل بأنه ذات ليلة وهو شبه نائم وقعت على الأرض في غرفته إحدى اللوحات الفنية المعلقة على الحائط، فقام من على سريره مذعورا مرتعشا، وأمسك بمسدسه وأطلق النار بصورة عشوائية على كل شيء في غرفته. كان في النهار يحكم أكبر إمبراطورية شيوعية في العالم، وفي الليل يأوي إلى وكره كما يأوي فار خائف في ثقب. كان في النهار يهدد ويضطهد ويفسد ضمائر الناس، وفي الليل ينطوي على سريره ويظل خائفا من أية حركة!. هذا (ستالين) الذي اخترع الستار الحديدي واخترع كل وسائل التعذيب والاضطهاد في العالم، كان مثله مثل نملة تخاف أن تدوسها قدم عابر سبيل، ومثل ذئب لايهاجم القطيع إلا غدرا، وعندما مات (ستالين) كسروا أبواب كل غرف قصره بحثا عن جثته، وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما وجدوها تحت السرير، ولا أحد يدري ما هو سر موته تحت السرير.. أتذكر كل هذا وأقرأ التراث الإسلامي، وأتذكر عمر ابن الخطاب، العظيم الذي كان ينام تحت نخلة، حتى أن أعرابيا دخل مكة يسأل عن عظيم العرب ليسلم على يديه، فأشاروا إلى عمر وهو نائم تحت تلك النخلة ساعة القيلولة، وقال له أحدهم: اذهب إليه هناك وأيقظه.إنه عمر ابن الخطاب!. صحيح أن (ستالين) انتصر على (هتلر النازي)، ولكن عمر ابن الخطاب بمثل هذه النفسية السمحة فتح العالم وعزز الإسلام ووحد أمة برمتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى