> د. هشام محسن السقاف:
المسيري يموت واقفا كالنخل بعد ثلاثين عاما من النضال الفكري والإبداعي والسياسي
أثار حضور عبدالوهاب المسيري إلى قاعة الاجتماعات بمقر اتحاد الأدباء والكتاب العرب على هامش افتتاح المقر الجديد بقلعة صلاح الدين يوم 2 أبريل الماضي حيوية في نفوس الحاضرين، وتدافعنا لرؤيته محاطا بزهرتين- هما حفيدتاه على ما أظن- تعينان المفكر الكبير على السير، وقد بدا قويا متماسكا في مواجهة مرض السرطان الخبيث.
كان بإمكان الرجل الكهل أن ينفخ من سحر هاروت في تلك اللحظة، ويبعث البهجة من مراقدها بروحه الشابة وأناقة اختياره الألفاظ حتى وهو يتحدث عن الموت من منظور شعري. وقد استغل المناسبة ليقدر شجاعة الأخ محمد سلماوي رئيس اتحاد أدباء وكتاب مصر والعرب لدعوته لحضور الفعاليات الثقافية في حفل افتتاح مقر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، دون خوف من السلطات الرسمية لموقعه في حركة (كفاية) المعارضة، ولمواقف المسيري الفكرية والسياسية المعروفة بتقاطعها مع الحالة السياسية الرسمية في مصر.
كانت محاضرة عبدالوهاب المسيري يومها مغايرة تماما لما توقعناه حديثا من صميم جهده الفكري، الذي استغرق صاحبه زمنا وهو يتتبع اليهودية عبر كل المراحل التاريخية، لتقدم يداه وعقله صنيعا لايقدر بثمن للفكر العربي المعاصر.
تحدث المسيري بشكل لافت عن الموت وإيحاءاته في الشعر، وكانت كلماته تنم عن رصانة ورصد دقيق، ولا أجازف بالقول إنها نعي مبكر، ونوح على منية حانت ساعتها، كما فعل مالك بن الريب.
تحدث بتلقائية، وبروح متفائلة، وأبحر بنا باستمتاع في لجج من الشعر العالمي والعربي وصولا إلى عامية صلاح جاهين وزجله الرائع.
غيب الموت المفكر العربي الكبير د.عبدالوهاب المسيري يوم الخميس الماضي بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، غيبه بعد حياة ضخمة من الكفاح الشاق في دروب الإبداع والفكر والسياسة.
ثلاثون عاما قضاها المسيري مدافعا ومنافحا عن القيم الإنسانية النبيلة، وفي سبيل تقديم نفسه مفكرا مستقلا غير خاضع للتوجيه، مدافعا عن أمته العربية ووطنه مصر، ومع أن التوصيف الخبري الإعلامي لوفاته في الغالب الأعم من غير قناة فضائية أنه رئيس حركة (كفاية) المعارضة، إلا أن د.عبدالوهاب المسيري موسوعة فكرية متحركة من بؤرة ارتكازها المصرية إلى كل اتجاهات الفكر والإبداع العالمي المختلفة.
وقد عكس حضور كل الطيف السياسي والثقافي المصري في جنازة عبدالوهاب المسيري مكانة المفكر الراحل في الخارطة الفكرية المصرية، ولم تكن الصحف الإسرائيلية استثناءً من متابعة خبر الوفاة كما هي الصحف العالمية.
أثار حضور عبدالوهاب المسيري إلى قاعة الاجتماعات بمقر اتحاد الأدباء والكتاب العرب على هامش افتتاح المقر الجديد بقلعة صلاح الدين يوم 2 أبريل الماضي حيوية في نفوس الحاضرين، وتدافعنا لرؤيته محاطا بزهرتين- هما حفيدتاه على ما أظن- تعينان المفكر الكبير على السير، وقد بدا قويا متماسكا في مواجهة مرض السرطان الخبيث.
كان بإمكان الرجل الكهل أن ينفخ من سحر هاروت في تلك اللحظة، ويبعث البهجة من مراقدها بروحه الشابة وأناقة اختياره الألفاظ حتى وهو يتحدث عن الموت من منظور شعري. وقد استغل المناسبة ليقدر شجاعة الأخ محمد سلماوي رئيس اتحاد أدباء وكتاب مصر والعرب لدعوته لحضور الفعاليات الثقافية في حفل افتتاح مقر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، دون خوف من السلطات الرسمية لموقعه في حركة (كفاية) المعارضة، ولمواقف المسيري الفكرية والسياسية المعروفة بتقاطعها مع الحالة السياسية الرسمية في مصر.
كانت محاضرة عبدالوهاب المسيري يومها مغايرة تماما لما توقعناه حديثا من صميم جهده الفكري، الذي استغرق صاحبه زمنا وهو يتتبع اليهودية عبر كل المراحل التاريخية، لتقدم يداه وعقله صنيعا لايقدر بثمن للفكر العربي المعاصر.
تحدث المسيري بشكل لافت عن الموت وإيحاءاته في الشعر، وكانت كلماته تنم عن رصانة ورصد دقيق، ولا أجازف بالقول إنها نعي مبكر، ونوح على منية حانت ساعتها، كما فعل مالك بن الريب.
تحدث بتلقائية، وبروح متفائلة، وأبحر بنا باستمتاع في لجج من الشعر العالمي والعربي وصولا إلى عامية صلاح جاهين وزجله الرائع.
غيب الموت المفكر العربي الكبير د.عبدالوهاب المسيري يوم الخميس الماضي بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، غيبه بعد حياة ضخمة من الكفاح الشاق في دروب الإبداع والفكر والسياسة.
ثلاثون عاما قضاها المسيري مدافعا ومنافحا عن القيم الإنسانية النبيلة، وفي سبيل تقديم نفسه مفكرا مستقلا غير خاضع للتوجيه، مدافعا عن أمته العربية ووطنه مصر، ومع أن التوصيف الخبري الإعلامي لوفاته في الغالب الأعم من غير قناة فضائية أنه رئيس حركة (كفاية) المعارضة، إلا أن د.عبدالوهاب المسيري موسوعة فكرية متحركة من بؤرة ارتكازها المصرية إلى كل اتجاهات الفكر والإبداع العالمي المختلفة.
وقد عكس حضور كل الطيف السياسي والثقافي المصري في جنازة عبدالوهاب المسيري مكانة المفكر الراحل في الخارطة الفكرية المصرية، ولم تكن الصحف الإسرائيلية استثناءً من متابعة خبر الوفاة كما هي الصحف العالمية.