من يذبح حضرموت؟!

> سالم العبد:

> لقد أثار خبر احتلال حضرموت المرتبة الأولى في تجارة وتهريب وتعاطي المخدرات بين محافظات الجمهورية، الذي نشرته صحيفة «الأيام» في العدد (5442) موجة عارمة من السخط الشديد والاستياء الناضح بين أبناء حضرموت قاطبة في الداخل والخارج.. اللهم لا شماتة!.

وأضحت هذه النكبة الماحقة التي ألمت بهذه المحافظة النموذجية حديث الناس على مستوى المحافظة، حديثا ممزوجا بالصدمة والذهول والمرارة الطاغية، ولم يكن ثمة مجال لعدم التصديق، فناشرة الخبر هي صحيفة «الأيام» الموثوقة، ثم إنها استندت إلى معلومات مؤكدة، مصدرها مسئول متخصص في الأمن هو العقيد فهمي محروس مدير إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة حضرموت، وأشد ما صعق الناس هو ضبط تلك الكمية المهولة التي تقدر بـ 16710 كجم من المخدرات بأشكاله.

وتساءلوا بحسرة ووجع إذا كانت الكمية وبالأرقام الفلكية التي أعلن عنها قد تم ضبطها خلال فترة نصف سنة من عام 2008، فما هي الكميات التي لم تضبط؟!، وأسئلة عديدة تتواتر مفاقمة وقع الصدمة العاتية، كيف ومن أين وماذا عن دور ومسئولية جهات الاختصاصات؟!، وغيرها من الأسئلة المحيرة التي تعكس غضب وألم وخوف كل غيور في حضرموت على هذه المحافظة النموذجية وأبنائها الأخيار المشهود لهم برفعة أخلاقهم وورعهم وتقواهم منذ حقب بعيدة، حمل فيها أسلافهم قيم وأخلاق وسلوكيات الإسلام الحنيف إلى أصقاع الكون، وظلت سمة من سماتهم وملمحا رئيسا من هويتهم العامة، فما أقسى وأنكى ما يحدث لهم من اضطراب صاعق في المعايير والقيم لتتحول من الضد إلى الضد!!.

فبدلا من أن تصدر حضرموت نموذج القيم الصالحة المستقيمة، إذا بها تكون معبرا لتصدير الحشيش والهيروين والكوكايين، وبدلا من أن تكون حضرموت مركزا للتجارة المزدهرة، ومثالا للمجتمع الآمن المستقر، إذا بها تتحول إلى ساحة مزدهرة لترويج وتجارة وتوزيع وتعاطي أخبث مصائب العصر (المخدرات)، لا بل وتكون الأولى في هذا البلاء العظيم، وما يترتب عليه من تدمير ساحق للأجيال الراهنة واللاحقة، ومصادرة طاقتها وفاعليتها وإهدارها على رصيف العبثية والعجز الكلي.

من يقف متشفيا لتذبح حضرموت من الوريد إلى الوريد ليدير كل حلقات هذه التجارة المدمرة في حضرموت؟، ولانستثني المجتمع بأسره من الوقوف الجاد أمام هذا السؤال المؤرق.. أما السلطة وأجهزتها فلاتعليق، ولاحول ولاقوة إلا بالله!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى