الفرع الأصل.. والأصل الفرع!

> أحمد محسن أحمد:

> كل ما يجري ونلمسه في حياتنا.. بل وفي كتابات البعض الذين يسربون خلسة مفهوم الجنوب الفرع الذي عاد للشمال الأصل!.. كل هذه تؤكد لنا حقيقة أصبحت ماثلة للعيان..بأن هناك (إسفين) راسخ في أذهان السلطة ورجالها (العتاولة) لايستطيعون التحرر من قيود مفاهيمهم المغلوطة، بأن هناك فرعا اسمه (جنوب اليمن) عاد إلى أصلة (شمال اليمن).. هؤلاء بإقرارهم هذا المفهوم يجسدون حقيقة واقعهم المزري كانفصاليين بالفطرة، فعندما يقولون بأن هناك (جنوبا) عاد إلى (الشمال) يؤكدون بقاء التشطير في أذهانهم المريضة! بمعنى أنهم ينسون ادعاءهم الكاذب بأنهم وحدويون وغيورون على الوحدة، إذاً لماذا لايزالون مرهوبين من هذا الجنوب الذي لايزال رافضا (في عقولهم) لأن يستكين لهذه الوحدة التي لازالت بعيدة (عن أذهانهم)، سؤال يزعجهم ويسبب لهم قلقا لا حدود له، ذلك لأنهم لايريدون من أحد أن يجادلهم، أو يناقشهم، ويظهر لهم حقيقة الأمراض والأوبئة التي تسكن عقولهم وأفكارهم المتحجرة!.. كنت أسأل نفسي في تلك اللحظات التي أسير خلالها باحثا عن إجابات لعدة أسئلة واستفهامات حول حقائق ما يدور حولنا في عدن الغالية والمهانة، وفي اليمن السعيد الذي لايريدون له أن يكون بحق وحقيق سعيدا!!. سألت نفسي.. إلى متى يظل هذا الاتهام بأن هناك من يتوجب عليه أن يَخضَع، وهناك من وجد على كراسي السلطة لكي يُخضِع!.. وهناك من لايزال حبيس العقلية التقليدية التي كانت تسود زمان أيام الحكم الإمامي، بأن كل شيء ملك لهم، حتى الشعب هو الآخر ملك لهم، حيث كان الإمام (رحمه الله) يبدأ خطابه بهذا النداء (شعبي العزيز)!!. نحن نقول لكل زمن حكمه وأحكامه، لكن أن يظل الزمن الفائت الذي تجاوزته شعوب العالم هو السائد عندنا فهذا تخلف، وإصرار على فرض الجهالة على هذا الشعب.. فالأصل الذي يتصورونه في أذهانهم واعتقاداتهم هو نفسه كان زمان عبارة عن فرع، والفرع الذي في مخيلتهم هو الأصل، ومن تاريخه يمتد أصله ومحتواه الراقي والعالي لمقامه طولا وعرضا على مدى تعاقب الدول والحكام الذين رحلوا مع ترحال نضال شعب الجنوب وأبناء عدن التاريخ!.. ولو تبحرنا قليلا في الدول المتعاقبة على أرض اليمن سنجد أن هناك اهتزازا وتراخيا في الأصل الذي يريدون فرضه، وهناك ثبات ورسوخ في الشطر الآخر الذي يريدون له جزافا أن يكون فرعا.. ومهما كانت الرياح العاتية والضجيج الذي يصم الآذان الآتي والصادر عن الأصل (الوهم)، فإن التاريخ يظل هو الحكم وهو السند، ولايمكن ولن يتأتى لقوى الشر أن تغيب الحقائق أو تظهرها بغير ما هي عليه.. فالفرع بما فيه سيكشف عن نفسه بأنه فرع، والأصل لايحتاج لمن يشهد له، فالشواهد باينة، وأبرزها صهاريج عدن التاريخية وقلعة صيرة التي سطرت بماء الذهب في أروقتها ملاحم البطولات والمقاومة الشديدة والعاتية التي لقنت المغتصب ألوانا من التصدي والكفاح حتى أنها جعلت من شموخها في سماء عدن عنوانا لكفاح الشعب الصامد الذي ظل في موقعه وموقفه الثابت ضد الطغاة المتعددي الوجوه والمآرب.

نصيحة لوجه الله.. لا داعي لأن نقلب صفحات تاريخ، الأصل الذي يريدون له أن يكون أصلا بدون تاريخ، والفرع الذي يشكلون له صورا في أذهانهم بأنه فرع، وهو في حقيقته التاريخية أصل ومنبع وإشعاع ونور للحياة الكريمة التي لايريدون لها أن تكون هدفا لكل مواطن ينكر على نفسه المذلة والخضوع.. ولنا لقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى