ماذا نكتب.. احترنا!

> مقبل محمد القميشي:

> في الآونة الأخيرة اشتدت الحملة ضد الكتاب والصحافيين، تعددت وتنوعت وتطورت أساليب تلك الحملة، ما أدى إلى زيادة معاناتهم عما هي عليه قبل.

فلم تقتصر الحملة على الانتقادات بل تعدتها إلى أكثر من ما يمكن توقعه.. إذ تعرض البعض منهم إلى الاعتقال والزج بهم خلف القضبان، وآخرون تعرضوا إلى للاختطاف والتهديد ومنهم تعرض للضرب.

وعمدت السلطة إلى توقيف بعض الصحف وإغلاق الفضاء لحجب المواقع الإليكترونية، وتمت ملاحقة ومراقبة الكثيرين من قبل عيون السلطة التي تنتشر في كل مكان، وأمام كل ذلك تطايرت الأفكار وتناثرت.. إذ أصبح الفكر مشغولا بما تطلبه السلطة وتريده، فعندما تريد أن تنتقد ظواهر السلب أو التعبير عن معاناة المواطن ومآسيه فذلك ليس مقبولا على الإطلاق، وتعتبره (السلطة) تشويها للوطن، على الرغم من أن الهدف للكتابة ونقل الواقع ما هو إلا لإصلاح الاعوجاج والأخطاء التي تقع فيها السلطة.

ولكن على ما يبدو أن السلطة لاتريد إلا كل ما يحسن وجهها القبيح والمشوه، وبما تمليه على الكتاب، وما الديمقراطية التي تدعيها وتتشدق بها عبر وسائل إعلامها وحرية التعبير واحترام الرأي الآخر إلا للتصدير ويمنع (استهلاكه) محليا، وهي إن سمحت للتعددية الحزبية السياسية فلا تريد منها إلا التغطية للنظام العسكري القبلي (القمعي) ومجرد (جسر عبور لتلك الأهداف) فقط، غير ذلك لايرضيها شيء، فالويل والثبور على من خالفها الرأي وانتقد وكشف فضائح ممارساتها.

فهل ترون أيها الناس عكس ما قلناه ونقوله باستمرار وعلى لسان كل العباد في هذا الوطن، أم ترون غير سلطة تعمل على تكميم الأفواه وكبت الحريات وتعطيل الأفكار؟!. فليس من المعقول أن تكون الكتابات كلها إلى (وعاء) السلطة ولصالحها. وليس من المعقول أيضا السكوت عن السلبيات التي تمارسها السلطة (يوميا)، والتغاضي عنها أو تركها تمر (مرور الكرام)، إذاً عن ماذا نكتب، والله احترنا من أمر هذه السلطة!!.

في الأخير ليس لنا سوى الأمل في سلطة تتجاوب مع الطرح حسب الواقع أكان ذلك عن طريق الشارع أم أحزاب المعارضة، وكل همنا هو إصلاح وبناء هذا الوطن، ولن يكون ذلك الإصلاح أو التطور إلا بالاعتراف بالأخطاء وتصحيحها.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى