الاقتراب والاغتراب

> عمر محمد بن حليس:

> ما دفعني للكتابة تحت هذا العنوان هو ما وصلنا إليه كلنا أو بعضنا جراء الموقف العقلاني المعلن الرافض لكل ما يتعارض ومفاهيم الحوار ونعمة العقل التي هي أساس ذلك، فأبداً أقول: شتان بين الاقتراب والاغتراب.

فالاقتراب من الشيء يعزز لدى المرء معلومات وتأكيدات تجنبه الوقوع في محاذير كثيرة من جهة، ويقطع من خلاله مقدارا من شك بيقين تام من جهة أخرى، وحياتنا مليئة بالأمثلة، فتجد بعض الناس يحلو لهم الحديث عن شخص أو أشخاص، فيلوكون الجمل غير الصادقة وربما غير المهذبة، وهم في الواقع لايعرفون هذا الشخص أو أولئك الأشخاص، وعندما تتكشف الحقيقة ترى المرء من أولئك يعض شفتيه تحسرا، ويقول ليتني لم أقل ما بدر مني من جمل وألفاظ، دحضها اقترابي من هذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص.

وهذا هو الاغتراب، وطبعا ليس المقصود منه العيش في المهاجر، لكنه البعد أو الابتعاد، وذلك هو الذي يجعل كثيرا من الناس يدخلون في دوامة الرفض وعدم القبول بالآخرين، وأظن الاغتراب الداخلي الذي يعيشه البعض من بين أوساطنا هو العنصر المؤثر سلبا على حياتهم وسلوكهم وطبائعهم، خاصة إذا كان هذا الاغتراب وما يترتب عليه من سلوك قد عشش في عقليات بعض ممن نسميهم نخبويين أو مثقفين وحملة أفكار، لأنهم وللأسف باغترابهم وبعدهم أو ابتعادهم عن الحقائق وملامسة الواقع، يجنون على العامة من الناس من خلال ما يصدر عنهم.

لذلك أرى أنه من الضروري الانتفاض على حالة العزلة والاغتراب الداخلي الذي يفرضها البعض على أنفسهم، ويعيشون الواقع ويقرون به ويلامسونه ملامسة حية وواقعية- بمعنى أكثر الاقتراب منه- وقتئذ ستكون النتيجة غير التي نراها، ولأننا نعيش الكثير من المتناقضات والإفرازات، فالأمر يتطلب التأني وتجنب كيل صنوف النعوت والألقاب، لأن ذلك هو الذي يضمن السير في الطريق السليم.

وخلاصة القول إن الاقتراب من الأمور وتلمسها يساعدنا في الكتابة والنقل بكل صدق وأمانة، وستكون نتيجة الاقتراب وتأثيرها أوضح وأفضل وأصدق من تلكم النتيجة المترتبة على الاغتراب الداخلي والبعد والابتعاد، وهو ما يضمن حالة من الاستقرار والوئام والوفاق في المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى