الولايات المتحدة ترفض الطلب العراقي بـ «جدولة انسحاب» القوات الأميركية

> واشنطن «الأيام» حسن عبد الزهراء:

>
جنود عراقيون يحملون قنابل صدئة  في مخزن عسكري بمدينة تاجي شمال بغداد أمس ويوجد في الموقع قرابة 400 ألف طن من المتفجرات
جنود عراقيون يحملون قنابل صدئة في مخزن عسكري بمدينة تاجي شمال بغداد أمس ويوجد في الموقع قرابة 400 ألف طن من المتفجرات
رفضت الولايات المتحدة أمس طلبا من العراق بتحديد موعد محدد لانسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة من هذا البلد، وقالت إن الانسحاب سيرتبط بالظروف الميدانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس إن «الحكومة الأميركية والحكومة العراقية متفقتان على أننا نريد الانسحاب، وسننسحب، إلا أن هذا القرار سيعتمد على الظروف الميدانية».

وفي وقت سابق أمس أعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أن بلاده ترفض الموافقة على أي مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لاتتضمن هذا البند.

وقال للصحافيين في النجف «لايمكن أن نقبل بأي مذكرة تفاهم إذا لم تتحدث عن تواريخ ثابتة لآفاق زمنية واضحة لجلاء القوات الأجنبية من العراق بشكل كامل».

وأضاف الربيعي بعد لقائه المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني «اليوم لانتحدث عن جدولة الوجود الأجنبي في العراق، بل نتحدث عن جلاء كافة القوات الأجنبية من البلاد».

لكنه استدرك قائلا «لكن، من الصعب جدا تحديد تواريخ ثابتة الآن لجلاء هذه القوات، لأن الحكومة العراقية تتحدث عن تواريخ خاصة بها، والجانب الأجنبي يتحدث عن تواريخ خاصة به، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص». وشدد على أن «هناك مشاكل حقيقية ومتطلبات كثيرة وكبيرة، وهناك اختلاف كبير بيننا وبين الطرف الأجنبي في المفاوضات».

وأكد الربيعي أنه «لايمكن أن يوافق العراق على أية مذكرة تفاهم تمس السيادة والاستقلال (...) هذا رأي الحكومة والمرجعية معا». وتابع أن «جلاء القوات الأميركية من العراق أصبح حقيقة واضحة يمكن رؤيتها».ورغم تأكيده بأنه «لايمكننا القبول بوجود قواعد ثابتة في العراق» إلا أنه أشار إلى «احتمال أن تكون هناك معسكرات خاضعة للسيادة العراقية».

ويجري العراق والولايات المتحدة مفاوضات لإرساء أسس قانونية لوجود القوات الأميركية بعد 31 ديسمبر عندما ينتهي تفويض قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينظم انتشارها حاليا. وقد أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه في أبوظبي السفراء العرب أمس الأول أن «التوجه الحالي هو التوصل إلى مذكرة تفاهم، إما لجلاء القوات أو جدولة انسحابها».

وردا على ذلك، صرح براين وايتمان المتحدث باسم البنتاغون أنه «فيما يتعلق بالجداول الزمنية، سأقول نفس الشيء الذي أقوله بشأن الوضع الأمني، وهو أن ذلك يعتمد على الظروف الميدانية».

وأكدت الولايات المتحدة أمس الأول أنها لاتتفاوض مع العراق بشأن تحديد «موعد ثابت» للانسحاب العسكري رغم مطالبة بغداد بتحديد جدول زمني لذلك، لكنها لم تستبعد إجراء محادثات حول «أطر زمنية» في هذا الشأن.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل إن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق إطار حول مستقبل العلاقات الأميركية العراقية والترتيبات التي ستنظم الوجود العسكري الأميركي في العراق. وأضاف «من المهم أن ندرك أن هذه المحادثات لاتتعلق بتحديد موعد ثابت لانسحاب». وأضاف أيضا «كما قال السفير (الأميركي في بغداد راين كروكر) نحن ندرس الشروط وليس جداول زمنية، والجانبان متفقان على هذه النقطة».

وتابع المتحدث أن «إبرام اتفاق لايعني أنه لن يكون هناك تفاهم حول أطر زمنية».

وأكد ستانزل أن الرئيس الأميركي جورج بوش تحدث مرارا عن جداول زمنية، كما حدث عندما أشار إلى إمكانية سحب وحدات جديدة قبل نهاية العام، وبعد «مغادرة آخر لواء أرسل في إطار التعزيزات» إلى العراق بحلول نهاية يوليو الجاري.

وتشمل الاتفاقية التي يفترض توقيعها كصفقة واحدة قبل 31 يوليو الحالي، دعما تقدمه الولايات المتحدة إلى العراق في مجالات اقتصادية وسياسية وتجارية وزراعية وصحية وثقافية وعلمية إلى جانب الأمور الأمنية. وتبدو المفاوضات أصعب مما كان متوقعا، مما يثير شكوكا في إمكانية التوصل إلى اتفاق في المهلة المتبقية لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش.

وتثير المفاوضات جدلا في الدوائر السياسية في العراق والولايات المتحدة على حد سواء. فقد انتقدها السياسيون السنة والشيعة في العراق، بينما عبر الديمقراطيون في الولايات المتحدة عن تخوفهم من أن تؤدي إلى تقييد الرئيس المقبل. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى