مجموعة الثماني تستعد لمواجهة مع دول افقر بشأن المناخ

> توياكو «الأيام» يوكو كوبوتا واوليج شيدروف :

>
ستواجه اقتصاديات صاعدة كبيرة ضغطا اليوم الأربعاء لتقديم رد ملموس على مبادرة من الدول الغنية للعمل تجاه هدف خفض انبعاثاتها العالمية من غازات الاحتباس الحراري الى النصف على الاقل بحلول عام 2050.

وتريد مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى من زعماء ثماني دول سريعة النمو تبني "رؤية مشتركة" لمعالجة الاحتباس الحراري في مفاوضات للامم المتحدة من المقرر اختتامها في كوبنهاجن في ديسمبر كانون الاول 2009.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن مبادرة أمس الثلاثاء "تحقق تقدم كبير في جدول اعمال التغير المناخي تجاوز ما كان الناس يعتقدون انه ممكن قبل بضعة اشهر."

واضاف "للمرة الاولى قالت مجموعة الثماني اننا سنتبنى خفضا بنسبة 50 في المئة على الاقل في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 في اطار اتفاق عالمي نأمل التوصل اليه في كوبنهاجن."

وتهدف المحادثات التي تقودها الامم المتحدة الى وضع اطار جديد لما بعد انتهاء اجل بروتوكول كيوتو في 2012 .

وقال منتقدون ان الاتفاق يمثل تقدما محدودا بالمقارنة مع تعهد قمة العام الماضي في هيليجندام بألمانيا بالنظر بجدية في هدف خفض الانبعاثات الى النصف بحلول 2050.

وقال دانييل ميتلر المستشار السياسي لجماعة السلام الاخضر (جرينبيس) ان "هذا فشل كامل في النهوض بالمسؤولية. انهم لم يتقدموا على الاطلاق. تملصوا من مسؤولية تبني اهداف واضحة قصيرة الاجل وحتى هدف 2050 لا يزيد قيد انملة عما حصلنا عليه في هيليجندام."

وقال الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو.دبليو.اف) المعني بشؤون البيئة ان موقف مجموعة الثماني "مثير للشفقة".. بل ان مسؤولا كبيرا في روسيا العضو في مجموعة الثماني عبر عن الحذر.


وقال الكسندر بانكين المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الروسية "نحن مستعدون للتعاون بشأن هذا الهدف على اساس انه ليس ملزما قانونا." واضاف "يصعب جدا تخيل حكومة تشارك في شيء يحدث بعد 42 سنة."

والدول الاخرى في مجموعة الثماني هي الولايات المتحدة وكندا واليابان والمانيا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا.

ورد الفعل الفاتر من مجموعة من خمس دول نامية يشير ايضا الى ان المسألة ستكون عرضة لمساومة صعبة.

ودعت الصين والهند وجنوب افريقيا والمكسيك والبرازيل الدول الغنية الى خفض انبعاثات الكربون لديها بما بين 80 الى 95 في المئة دون مستويات 1990 بحلول عام 2050 واجراء تخفيضات تتراوح بين 25 الى 40 في المئة بحلول 2020 .

وستنضم مجموعة الخمس هذه الى مجموعة الثماني في اليوم الاخير لقمتها السنوية التي تستمر ثلاثة ايام في جزيرة هوكايدو اليابانية الشمالية في اطار ما يسمى اجتماع للاقتصاديات الكبرى ستنضم اليه ايضا استراليا واندونيسيا وكوريا الجنوبية.

وموقف مجموعة الخمس مهم. وتختص مجموعة الثماني بنسبة 40 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم. لكن حصة الصين والهند معا تبلغ حوالي 25 في المئة من الاجمالي وهي نسبة تتزايد مع نمو اقتصاديهما اللذين يعتمدان على الفحم كوقود.

وقالت واشنطن بصورة خاصة ان التوصل لاتفاق بشأن الاحتباس الحراري مستحيل ما لم تقدم الصين والهند تضحيات. لكن مجموعة الخمس لم تفشل فقط في تقديم عرض من جانبها بعد اجتماع تنسيقي أمس الثلاثاء لكنها قالت ايضا ان الكرة ما زالت في ملعب مجموعة الثماني.

وقال دبلوماسي من مجموعة الخمس مشترطا عدم نشر اسمه "لسنا نحن الذين نغيب عن الركب. لدينا حزمة اكثر طموحا. نحتاج الان ان تنضم الولايات المتحدة الى الركب. سيكونان عامين من المفاوضات الصعبة."

وبالنظر الى المواقف التي تبلورت قال مسؤول ياباني ان من غير المحتمل ان يتوصل الاجتماع الى اهداف محددة لخفض الانبعاثات.

واضاف "لا نتوقع ان يتضمن بياننا الختامي اهدافا رقمية تشمل الاقتصاديات الصاعدة."

ولن يكون التغير المناخي نقطة الخلاف الوحيدة في محادثات اليوم الأربعاء.. فالدول الصاعدة تعاني اكثر من الدول الغنية من ارتفاع اسعار الوقود والغذاء وتتخذ موقفا متحفزا ازاء اقتراح ان اللوم يقع على طلبها المتزايد.

وقال الرئيس الصيني هو جين تاو بعد اجتماع مجموعة الخمس في مدينة سابورو الشمالية "هذا ليس موقفا مسؤولا."

ومن المحتمل ايضا ان تتعرض الدول النامية لضغط للمساعدة في تحقيق انفراجة في محادثات تجارية عالمية طويلة الامد حين يجتمع الوزراء في جنيف يوم 21 يوليو تموز.

وقال خوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية "يمكن ان تكون تلك هي الفرصة الاخيرة للتوصل لاتفاق ولا يجب ان نفوتها."

ويحاول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول غنية اخرى الفوز بمزيد من التنازلات في مجالات مهمة لصادراتها من السلع مثل السيارات والكيماويات ولشركاتها العاملة في قطاع الخدمات.

لكن الدول الصاعدة تشكو من ان العالم الغني لا يبذل ما يكفي من الجهد لخفض الدعم الزراعي او التعريفات المرتفعة على الواردات الزراعية التي تعاقب المصدرين في الدول الفقيرة.

وقالت مجموعة الخمس ان "الدول المتقدمة يجب ان تزيل الحواجز والتشوهات (في النظام التجاري) وخاصة الدعم الزراعي والدعم المحلي الذي يؤثر على الجهود العامة للدول النامية." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى