امريكا وجمهورية التشيك توقعان اتفاقا بشأن الدرع الصاروخية

> براغ «الأيام» ارشاد محمد ويان لوباتكا :

>
وقعت الولايات المتحدة وجمهورية التشيك اتفاقا أمس الثلاثاء يسمح لواشنطن باقامة جزء من حائط للدفاع الصاروخي في الدولة الواقعة بوسط اوروبا رغم المعارضة من روسيا صاحبة النفوذ عليها سابقا اثناء الحرب الباردة.

وشاب الاتفاق لاقامة محطة رادار جنوب غرب براج الفشل في ابرام اتفاق مناظر مع بولندا حيث تريد واشنطن وضع عشرة صواريخ اعتراضية يتولى الموقع التشيكي توجيهها.

وتقول واشنطن ان الدرع ستدافع عنها وعن حلفائها الاوروبيين ضد هجمات صاروخية من خصم مثل ايران وتشير الى معلومات مخابرات عن ان طهران يمكن ان تطور صاروخا طويل المدى قادرا على ضرب الاراضي الامريكية بحلول 2015 .

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في براج "نواجه نحن وحلفاؤنا وأصدقاؤنا تهديدا صاروخيا متصاعدا من جانب إيران يزداد من حيث المدى والعمق.. في وقت لا تزال فيه الشهية الايرانية للتقنية النووية غير مكبوحة."

ووقعت رايس الاتفاق مع وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسنبرج واستبعدت تقريبا التوجه الى بولندا المجاورة بعدما اجتمعت مع وزير خارجيتها أمس الأول.

واصطدمت المحادثات مع وارسو بعقبة غير متوقعة بشأن طلب بولندا مليارات الدولارات لتحديث جيشها ودفاعاتها الجوية.

وقالت رايس ان مفاوضات أمس الأول كانت بناءة لكنها لم تكشف عن توقعاتها بشأن ما اذا كان الجانبان سيتوصلان لاتفاق.

واضافت للصحفيين "اعتقد اننا في موضع ينبغي التوصل فيه لنتيجة لتلك المفاوضات." واضافت "سيكون علينا ان نرى ما اذا كان باستطاعتنا التغلب على الفجوة المتبقية."

وبموجب النظام المقترح الذي يتكلف 3.5 مليار دولار سيتم استخدام أجهزة استشعار ورادار لاكتشاف صاروخ معاد في الجو وتوجيه صاروخ اعتراضي رابض على الأرض لتدميره بدون استخدام متفجرات.

وتقول روسيا ان الدرع مصدر خطر وهددت بتوجيه صواريخها النووية الى وسط اوروبا اذا نشرت الدرع. وتقول الولايات المتحدة ان الصواريخ العشرة لا تقارن بالترسانة النووية لروسيا.

وقالت رايس ان الولايات المتحدة ترغب في اجراء ترتيبات لجعل النظام شفافا بالنسبة لموسكو لكن سيكون على روسيا بحث ذلك بصورة مباشرة مع جمهورية التشيك.

ويقول محللون سياسيون ان القواعد المزمعة في الكتلة السوفيتية سابقا ستزيد المصالح الامنية للولايات المتحدة في المنطقة في حين تزداد روسيا حزما بشأن دورها على الساحة العالمية.

وقال الكسندر كليمنت المحلل لدى مجموعة يوراسيا التي تقدم استشارات بشأن المخاطر السياسية "ترى موسكو بالطبع تلك التحركات على أنها استفزاز وتهديد أمني على المدى البعيد وستسعى للحصول على ثمن سياسي واستراتيجي مقابل التعاون."

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بعد الاجتماع مع الرئيس الامريكي جورج بوش امس ان الجانبين سيواصلان التحدث رغم الفشل في التغلب على الخلافات بشأن الدرع.

ونقلت وسائل الاعلام الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله ان الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة أمس الثلاثاء مع جمهورية التشيك يضفي تعقيدات على أمن أوروبا ويلغي المشاورات مع موسكو بخصوص الدرع.

ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية قوله "لقد اتخذت خطوة... لم تضف من وجهة نظرنا للامن في القارة الاوروبية بل عقدت مشاكل الامن."

كما نقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية قوله ان الاتفاق الامريكي مع جمهورية التشيك بشأن وضع بعض مكونات الدرع الصاروخية في الاراضي التشيكية "يلغي فعليا" الاتفاق بين موسكو وواشنطن على التشاور بخصوص المنظومة الدفاعية.

وواجهت رايس وشفارتسنبرج أسئلة بشأن ما إذا كان النظام سيتمكن في نهاية المطاف من وقف الصواريخ وما إذا كان خليفة بوش سيمضي قدما بشأن الخطة,ويقول منتقدون للنظام إنه بحاجة لمزيد من التجارب لاثبات جدواه.

وقالت رايس "من الصعب علي أن أصدق بأن رئيسا أمريكيا لن يرغب في امتلاك القدرة للدفاع عن أراضينا.. وأراضي حلفائنا ... ضد هذا النوع من التهديد الصاروخي."

وما زالت الدرع تواجه عقبات منها المعارضة العامة الواسعة في جمهورية التشيك التي يسكنها 10.4 مليون نسمة وخضعت للاحتلال على مدى عقدين بعد الغزو السوفيتي عام 1968 .

وتواجه ايضا عقبات بشأن التصديق عليها في البرلمان التشيكي حيث تشغل الحكومة 100 مقعد فقط في المجلس المؤلف من 200 مقعد.

ويقول بعض النواب إنهم سيصوتون ضد الاتفاق إلى جانب نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في تصويت قد يجرى بعد قليل من تولي ادارة امريكية جديدة في يناير كانون الثاني.

واظهر استطلاع للرأي أجري الشهر الماضي أن 68 بالمئة من التشيكيين يعارضون الدرع مقابل 24 بالمئة يؤيدونها.

وستسافر رايس ايضا الى بلغاريا وجورجيا في رحلتها الاوروبية هذا الاسبوع. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى