سلاما يا عراق

> «الأيام» د. محمد الدهان:

> سلاما عراق الخير بارك سلاميا

وأن الذي ما بيننا من وشائج

وموقدنا مازال فيه بقية

لعل المنى تأتي على غير موعد

سلاما على أهلي هناك تزاحمت

يلوكون بالصبر الجميل عناءهم

تفيض عيوني بالحنين إليهم

سلاما على تلك القباب وما حوت

تظل على مر الزمان مضيئة

وتبقى على رغم الطغاة منابر

أحن لأيام ببغداد لم تزل

إذا طاف منها طائف فكأنما

لهوت بها حتى ثملت صبابة

وكان على الحالين قلبي واحد

فيا وطنا ماذا فعلت بعاشق

ويا وطنا لو خيروني بغيره

ولو ملكوني دونه الأرض كلها

أحب بواديه وعسف جباله

ويملؤني زهوا شموخ نخيله

ويلهبني عزما مضاء قديمه

ويطربني صمتا وصوتا ودبكة

وأجثو خشوعا في محاريب حسنه

وددت لو أني غيمة في سمائه

وأبدي له حزني عليه ولوعتي

يقولون قد غاليت في القول فاقتصد

فقلت «وإن جارت بلادي عزيزة

رضعت هواها واغتذيت بحبها

لأحتال أن الود مازال باقيا

وقربى برغم البعد تبقى كما هيا

من الجمر تذكى من يريد تذاكيا

فتبدلنا بعد الفراق تلاقيا

عليهم دواليب الزمان تواليا

وهل يسعف الصبر الجميل المعانيا

إذا ضاق صدري أن يضم حنينيا

مآثر تروي للعصور مراثيا

يحف بها نور من الله راعيا

وأي فم للثائرين وهاديا

شواهد عندي لم يغادرن باليا

تملكني مس فما أدري ما بيا

وضقت بها حتى بكى الناس حاليا

يزين لي عشقي ويطوي عتابيا

يبارك طعنا نافذ الجرح داميا

على رغم ما في القلب ما اخترت ثانيا

بما رحبت ما كنت بالملك راضيا

وأعشقه هورا وأهواه واديا

ويسحرني نهراه ماءً وشاطيا

فيهتف بي تلك الليالي دواليا

بيات ودوكاة وسيكا وبوذيه

فأسمع به عن قدرة الله راويا

لأمطر أشواقي وأذرف ما بيا

وبري به مادام عرقي جاريا

وحسبك ما عانيت مرا وقاسيا

وأهلي وإن شحوا» فأولا أهليا

فليس غلوا أن أحب بلاديا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى