اللي ما يعرف الصقر يشويه

> مقبل محمد القميشي:

> طالما أن لديك فكرة لموضوع معين أو لديك رأي وأردت طرحه للرأي العام أو لمن يهمهم ذلك الرأي حسب اعتقادك بهدف تصحيح أي خطأ أو اعوجاج فلك ذلك اعتمادا على حريتك الشخصية وعلى ما كفله لك الدستور.

المهم أن يكون الموضوع الذي طرحته للنشر حاملا حقيقة وواقعا معاشا.. بعد ذلك ليس عليك مسئولية التفكير أو التوقع لعواقبه.

ندرك تماما أن مصدر المرارة ومصدر كل تشنج يصاب به بعض ممن يتبؤون مناصب في السلطة وتتعدد رواتبهم بمسميات مختلفة هي الحقيقة التي يضعها ويكشفها الكثيرون من الكتاب.. وهؤلاء ندرك أيضا سبب شططهم، لكونهم لايعجبهم الصدق مهما كان وضوحه.

هؤلاء، لو كنت تمشي معهم وبجانبهم في تشييع جنازة، فإنهم بعد مراسم الدفن يكذبون ما حصل بل يتفننون في التكذيب والنفي والتضليل.

أمام ذلك ماذا يكون رد فعلك؟ ماذا تقول في قرارة نفسك؟ غير أنهم يريدون من كتاباتنا كذبا وزيفا وتزلفا اقتداءً بوسائل إعلامهم المختلفة ومصادرهم المجهولة الهوية، الشبيهة بهواتفهم المجهولة الأرقام.

أبدا، لسنا ممن يكذبون، وثقافة الكذب والخداع والتضليل والاحتيال معلوم ممارسوها ومصدرها.. فما نراه بأم أعيننا منذ يوليو 94م لايمكن السكوت عنه أو التغطية عليه وإخفائه دون فضحه، ولن أكرر ما سبق أن ذكرته، فكل ما يريده الناس، وأنا واحد منهم، أن يتوقف القمع والاضطهاد والقتل وعسكرة المدن وفرض حالة الطوارئ غير المعلنة، وأن تتوقف عمليات نهب الثروات والأرض وأملاك الآخرين المنظمة والمخطط لها، وأن تعطى للناس حقوقهم وأن يتم إطلاق سراح المعتقلين دون استثناء واحترام آرائهم التي عبروا عنها بالطرق السلمية والمكفولة لهم دستوريا من خلال الاعتذار لهم بدلا من الإصرار على بقائهم في السجون الانفرادية وتقديمهم للمحاكمات، فآراؤهم هي المرآة التي ترى السلطة ما علق فيها من تشوهات وأخطاء، وعليها الاستفادة منها، والأهم من كل ذلك أن تعترف السلطة بأن هناك قضية لشعب ولدتها نفوس ضيقة كل همها وتفكيرها مصالحها الشخصية، أدت إلى انحراف مسار قضية أكبر.

ولن يتأتى كل ذلك إلا من خلال الجلوس والحوار غير المشروط بتناول كل قضية على حدة.. هذا إن أردنا مواصلة المسير.

وأجدها فرصة سانحة لأوضح لكل من يجهل تاريخ شعب الجنوب العظيم أن عليه البحث في الكتب والعودة إلى كتب التاريخ، ففي اعتقادي أن كثيرا ممن يصرون على آرائهم ويتبؤون مناصب عليا في السلطة اليوم هم ممن يجهلون ذلك التاريخ، لذلك ينطبق عليهم المثل القائل «إللي ما يعرف (الصقر) يشويه»، وعليهم أن يتعلموا كيف يخاطبون ويتخاطبون مع الغير، بدلا من استخدام عبارات التهديد بواسطة هواتفهم الحاجبة للأرقام، وليعلم الناس وتعلم في الأساس قبائل لقموش وحمير وشبوة عامة وقبائل أبين وكل محافظات الجنوب وكل وطني تهمه وحدة 22 مايو 90م أنني كاتب متواضع أضع رأيي بحرية كفلها لي الدستور، وأنه (ليس كل الطير يؤكل لحمه)، وأننا لانكتب إلا الحقيقة التي يعرفها كل الناس.

لقد وصلتني- مؤخرا- اتصالات عدة من أرقام مجهولة الهوية (بدون أرقام)، وهو سلوك غير حضاري وغير ديمقراطي، لاتتبعه إلا سلطة قمعية بهدف إخافة وترهيب الكتاب والمواطنين على السواء، ومثل هذا السلوك الصبياني والمراهق لايخيفني أو يزعزع ثقتي بما يمليه علي ضميري نحو وطني.. لم يكن بودي البوح بذلك، ولكن (زاد الشيء عن حده).

أما أولئك الذين تستهدفهم كتاباتنا ويصيبهم (حبر) أقلامنا فعليهم أن يصدقوا مع الناس، فلم يعد للوعود الكاذبة والأوهام مكان، ونخاطبهم مباشرة قائلين لهم: إنكم قد (فشختم) وتماديتم كثيرا على من احتضنكم، وتكبرتم وتجبرتم على من تواضعوا معكم، واستحكمتم بمن لولا وقوفهم في صفكم لما كنتم اليوم أنتم، وخدعتم من وثق بكم وغدرتم بمن ائتمنكم.. فهل كذبنا أو أخطأنا ونحن نصف لكم الواقع ولا شيء غير الواقع.. أم أنه الواقع؟!.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى