بسطة مسلحة

> عبدالقوي الأشول:

> لا يوجد فرق بين الأعمال التي تسيء للوطن وسمعته وتضر باقتصاده سواء أكان الفاعل خاطفاً للأجانب أو المخطوف من أبناء مجتمعه أو كان الفاعل صاحب بسطة مسلحة أو مغسلة مسلحة وفق معطيات الحوادث التي شهدتها عدن ومنها بالطبع الحادثة الأخيرة لصاحب البسطة المسلحة الذي أزهق أرواح ستة أبرياء وجرح سبعة ببندقية آلية كانت ضمن أشياء بسطته التي يستمد منها رزقه، ولكنه كما يبدو احتفظ بتلك البندقية الآلية لتجسد هواجسه المريضة وعدوانيته المفرطة التي انفلت عقال شرها في لحظة مباغتة ليحول وسط سوق الشيخ عثمان إلى مسرح لواحدة من أغرب الجرائم، وكنا قد شهدنا قبلها جريمة قتل وسط مدينة كريتر من قبل عامل المغسلة، مع أننا ضد إنكاء مثل هذه المسائل، إلا أنها أمور تبعث على العجب مما يجري، ولماذا مثل هؤلاء يحتفظون في محلاتهم بالسلاح ؟ إذ إن أعمالهم لاتقتضي أن يكونوا بمثل هذه الجاهزية التي تتداعى فجأة تجاه أبسط مشادة كلامية، فالقتل وكل مايتصل بإزهاق الأرواح وأذية العباد من الأمور التي حرمها ديننا ونبذتها القيم الإنسانية كافة، فهل يا ترى يكون الباعة المتجولون في شوارعنا هم الآخرون على مثل هذا المستوى من الاستعداد والتأهب لقتل النفوس البشرية التي حرم الله قتلها إلا بالحق؟

وكيف نفسر مثل مسارح العمليات المؤسفة التي تحدث في الوطن سواء في عدن أوالعاصمة، التي يفترض ألا تكون بأي حال من الأحوال مسرحاً لفعل الجريمة من قبل الجموع المسلحة التي تحشد نفسها علناً وتغزو وسط العاصمة لتنفيذ ما تراه عملاً بطولياً، مع أن الأسباب واهية للغاية، كأن يكون الخلاف على مساحة أمتار من الأرض، كما جرى في قضية الراحل الشهيد الرجل المشهود له بالأخلاق النبيلة الوزير علي عاطف، بماذا نبرر فعلة قتلته وسط أهله وذويه، وأي أثر يظل يلازم تلك الأسرة التي نكبت بهذا الفعل الشنيع ؟

وماذا يعني اختطاف الشيخ بن يمين من أبناء حضرموت الوديعة؟ كل هذه الأفعال مشينة منتهكة للقيم مسيئة للوطن لابد أن تكون لها آثار نفسية مدمرة ناهيك عن ما تلحق بسمعة واقتصاد بلدنا الضعيف أصلا من ضرر بليغ .

ماذا يعني وبماذا تفسرون قتل طفل بريء، كما حدث مع طفل منطقة جحاف بالضالع وقضايا قتل أخرى لاداعي لسردها؟

هؤلاء ليس لهم ذنب، كما لا ذنب للمارين في شوارع المدن حين يقعون بالمصادفة تحت وابل نيران أبطال الساحات العامة ممن لايتوانون في التمنطق بكافة وسائل الشر بداية بنصال الجنبية ثم ما توفر من آلات حادة أخرى وصولاً للبندقيات والمسدسات، فلو أن البعض يعدها من لوازم القبيلي ومقتنياته فإنها بالقطع تتعارض مع المدنية والأمن والأخلاق وأعراف القبائل في بلادنا بمختلف تلاوينهم أكثر ما يحتاجونه في الزمن الراهن هو الغذاء والأمن والتعليم والمياه والأشياء الخدمية الضرورية، حاجات لايمكن توفرها إلا في الظروف الآمنة والطبيعية ومعطيات وضعنا اليمني لاتشير إلى ذلك مع ما يتم الكشف عنه من جرائم واعتداءات، وما حكاية البسطة إلا نموذج لتلك الشناعات، مع أن البسطة في البلدان المجاورة وجدت في مضمار الأنشطة التجارية الميسرة التي تتيح للضعفاء من المجتمع ممارسة نشاط يدر عليهم دخلاً يقيهم الحاجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى