شمس «الأيام».. وبُكرة البزوغ

> عمر محمد بن حليس:

> عدن الثقافة والحضارة والعلم ** عدن إشعاع التألق ومنبر الإبداع ... في هذه المدينة الرابضة بين سلسلة الجبال، وبين أحضان مياه الخليج والبحر، وبينما كانت (عدن) كباقي مناطق الجنوب تشتعل نارها تحت أقدام المستعمر الإنجليزي بغية نيل الاستقلال الوطني للأرض والإنسان، كان الحضور فاعلا ومؤثرا في ذات الوقت للكتاب والمثقفين الذين رأوا أن دورهم لايقل أهمية في تلك المرحلة التاريخية، فكان للكلمة دورها التعبوي والتحريضي والتوعوي وأصبح (القلم) وقتئذ رديف البندقية أو العكس.

ولأنه من بين المعاناة يتولد الإبداع، ومن بين الصخور تنبت الزهور، ومن رحم المتاعب ينتج الإصرار على مواجهة التحديات.. فقد شكلت صحيفة «الأيام» التي تأسست قبل خمسين عاما عنصرا مهما من عناصر تلكم الأعمال الحيوية والضرورية التي كان لصاحبها ومؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى العميد محمد علي باشراحيل، الدور الريادي في ذلك العمل الذي مثلته «الأيام» بمجمل المواضيع والكتابات التي أوجدت من أجلها وعلى أساس أرضيتها.

فكانت «الأيام» إحدى قنوات الرفد المقروء منهلا من مناهل الفكر والثقافة للمواطن اليمني، فاستمرت بذلك العمل معتبرة ومؤمنة بأن الرسالة النبيلة التي تضطلع بها منذ التأسيس على يد المرحوم العميد هي بلا شك التعبير عن نبض الشارع ونقل همومه مع احترام الرأي الآخر في الكتابة والنشر، والتعبير بكل واقعية وموضوعية ووضوح، وتلك في تقديري هي الأسس التي قامت عليها الصحيفة، ومنها استمدت ديمومتها.. وتواصلها باعتبارها منبرا إعلاميا حرا.

و(الظروف) التي يعلمها الجميع كانت أحد الأسباب في غياب نجم وشمس الصحيفة من سماوات الثقافة والفكر والإبداع.

وعندما دنت اللحظة المناسبة بعد إشراقة شمس وحدة 22 مايو المباركة عاودت صدورها من جديد، وحمل الأستاذان الفاضلان (هشام وتمام) راية الاستمرارية والتواصل مع أبيهما ثم من بعده رحمة الله عليه، فكانا بحق خير خلف لخير سلف.

ومع أن الفارق الزمني كبير بين التأسيس والإصدار وإعادة الصدور، إلا أن الصحيفة تمكنت من السير على نفس نهج وطريق المؤسس الأول، واثقة من أن الحضور الإيجابي للحرف والكلمة الجريئة هو وحده طريق الوجود.. فأوجدت لها بذلك مكانا في قلوب الكثير من الناس بين مجمل الإصدارات الصحفية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى