نحن صحفيون ولسنا رعية لمجلس النقابة

> محمد فارع الشيباني:

> قبل منتصف القرن الماضي أصدر المفكر الإسلامي الكبير خالد محمد خالد كتابه المشهور (مواطنون لا رعايا)، وكان يطالب فيه أن يكون العرب والمسلمون مواطنين لا رعايا، كما كانوا عليه، ولا أريد أن أخوض في تفسيرات فكرية أو فلسفية عن الفارق بين أن يكون الإنسان مواطنا لا رعية، ولكن أسمح لنفسي بأن أعطي فكرة بسيطة، وكما أفهمها عن الفارق بين التعبيرين، فالمواطن هو الإنسان الذي يتمتع بكل حقوقه، وهو المرجعية لهذه الحقوق، وله الحق أن يفوض من يراه مناسبا لكي يقوم بخدمة المجتمع، ولكنه يحتفظ بحقه بسحب الصلاحيات التي فوض فيها آخر عندما يرى أن المفوض لايقوم بما يجب، أو يحول الصلاحيات الممنوحة له إلى تسلط على من فوضه. أما الإنسان الرعية، فكعس ذلك تماما، فهو لايتمتع بأي حقوق، وفي أدنى الحالات فهو لايتمتع حتى بحرية التصرف الشخصي في أموره اليومية.

أعتقد أن هذه المقدمة كانت ضرورية لكي نفهم ما وصلت إليه أحوالنا جميعا، وبالنسبة للصحفيين وما وصلت إليه العلاقة بين الصحفيين ومجلس نقابتهم الحالي، فبدلا من أن يقوم أعضاء المجلس بخدمة من فوضهم بانتخابه لهم، أصبحوا يتصرفون كأن العناية الإلهية هي التي اختارتهم لقيادة مجموعة من البشر لايعرفون أين تقع مصلحتهم، وأنهم هم وحدهم يعرفون ذلك، ولأنهم كذلك فهم يتصرفون حتى رغم إرادة من فوضهم، ومن المؤسف حتى لو قبلنا أننا قصر وهم يعرفون مصلحتنا أكثر منا فإنهم خلال السنوات الماضية لم يعملوا لنا أي شيء غير الخلافات المستمرة بينهم، والاستقالة ثم العودة عن الاستقالة والسفريات الكثيرة، أما ما يخص الكادر الوظيفي للصحفيين وقانون الصحافة وقبول الأعضاء الجدد ومطالب كثيرة، فلم نسمع فيها سوى تصريحات، ولا شيء غير ذلك، ويؤلمني هنا أن أذكر أن هناك صحفيين من فرع عدن كانوا من المؤسسين لنقابة الصحفيين في عدن، وهذه النقابة هي امتداد لها، وانقطعوا عن عضوية النقابة، وحاولوا العودة إلى عضوية النقابة، فطلب منهم تقديم طلب عضوية كأي عضو جديد، ففعلوا وقدموا الطلب وقُبل طلبهم من فرع عدن، وأرسلت أوراقهم إلى مجلس النقابة في صنعاء لقبولهم رسميا، كما يفرض ذلك النظام الأساسي للنقابة، ولم يقبل مجلس النقابة عضويتهم حتى الآن رغم مرور سنوات، بينما قبل المجلس عضوية الكثيرين من الأقارب والأصدقاء.

ومن التصرفات التي تثبت أن مجلس النقابة يعتبر نفسه وصيا على رعاياه من الصحفيين، أنه عندما أعلن عن تاريخ لعقد المؤتمر العام اعترض كثير من الصحفيين على ذلك، واعتصم البعض في مقر النقابة في صنعاء، وطالب الجميع بتأجيل المؤتمر، وتشكيل لجنة تحضيرية له من غير أعضاء المجلس، تمثل فيها جميع الفروع لتقوم بالإعداد للمؤتمر بطريقة جيدة، فاعتبر أعضاء المجلس ذلك تمردا عليهم وصوتا نشازا، وفي جلسة شبه عسكرية أصدروا بيانا لتأجيل المؤتمر، لأن ذلك في مصلحتهم، لجمع المؤيدين، ولكنهم لم يذكروا أي شيء عن تشكيل اللجنة التحضيرية، بل اعتبروا أنفسهم هم اللجنة التحضيرية، رغم أنهم فاقدو الشرعية منذ شهر مارس الماضي، أما المطالبة الخاصة بعقد المؤتمر في عدن فربما اعتبروها تجاسرا وقلة حياء، فلم يشيروا إليه لا من بعيد ولا من قريب.

الآن هناك 35 صحفيا من صحفيي عدن، حيث نشأت الصحافة والنقابة ينتظرون قبول عضويتهم رسميا، ومن بينهم كما قلت صحفيون كانوا يمارسون الصحافة قبل أن يولد بعض من هم في مجلس النقابة، وهم من شارك في تأسيس هذه النقابة، لذا فأنا أقولها صراحة إنني لن أحضر أي مؤتمر ما لم تقم لجنة تحضيرية من غير أعضاء المجلس بالإعداد له، كما أنني لن أحضر أي مؤتمر ما لم تقبل عضوية الـ 35 صحفيا من عدن، ويشاركون في المؤتمر، وأرجو من مجلس النقابة أن لايدفع بنا لتشكيل منظمة لندافع عن حقوقنا، وهذا من حقنا بموجب الدستور والقوانين النافذة.. ستقولون عنا إننا انفصاليون، لايهم، لأن هذه الكلمة من كثرة سوء استعمالها فقدت أي معنى ودلالة.

أرجو من مجلس النقابة أن يعمل لتفادي حصول ذلك، وأقول لهم كما يقولون في عدن (ترندعوا لكم كما تشتوا).. اللهم احفظ عدن، آمين يارب العالمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى