نحن.. والانشداد إلى الماضي

> عبدالرحمن خبارة:

> من يتابع الأحداث والواقع اليمني- خاصة في الجنوب- يرى أن السلطة في اليمن لازالت مشدودة جدا إلى الماضي.. ماضي السبعينيات من القرن الماضي، بالذات الفوز برائحة الدم والاختطاف والاعتقال، وما تم منذ عام 2007 حتى يومنا هذا.. فعلى الرغم من أن الأيام تغيرت وأصبحنا نعيش في سياق تاريخي مختلف إلا أن السلطة لازالت تعيش في حنين إلى الماضي نظريا وتطبيقيا.

> ولعل من الأمثلة السائدة ما تم يوم السادس والسابع من يوليو، حيث تمت الاعتقالات والاختطافات من شوارع عدن، تحت مبررات سخيفة ومتخلفة.. لم يعرف عدد الذين لايزالون في السجون من المشاركين في المسيرات والتظاهرات والمهرجانات من يوم السابع من يوليو حتى الساعة، وبالذات في سجن فتح أو سجون أخرى غير معروفة.

> وقد ذكرت بعض المنظمات الحقوقية أن عدد المعتقلين قد وصل إلى المئات، وتمت الاعتقالات بالهوية والبطاقة الشخصية، وهذا ما ذكرنا بالأيام السوداة في 13 يناير 1986، وتمت الاعتقالات والاختطافات بصورة همجية وعشوائية وبعيدة- كليا- عن احترام حتى أبسط حقوق المواطنة، بل وتتنافى مع الدستور والقوانين الوضعية.

> ولايزال الكثير من المعتقلين في صنعاء، أبين، الضالع، ردفان، حضرموت، ومحافظات أخرى جنوبية قابعين في السجون، وهم يعانون الإذلال والمهانة، كأنهم ليسوا مواطنين.. وتستخدم سلطات الأمن كل الوسائل غير الشرعية وغير القانونية في المعاملة المجردة من أبسط الحقوق الإنسانية.

> وكغيري من المواطنين أتساءل: هل استخدام العنف والاعتقالات سيكف المواطنين عن التعبير عن مطالبهم الشرعية وعن أراضيهم وثرواتهم المهنية، ووظائفهم التي (سرقت) منهم وسلمت لآخرين في أراضيهم ومناطقهم؟.

> وهل ممارسة المنطق الأعوج ستثني المواطنين عن النضال لنيل حقوقهم؟. إذا كانت السلطات اليمنية تعتقد أن هذا هو الطريق لتحقيق أهدافها غير النبيلة فهي واهمة، وتعيش بعقليات الماضي الدكتاتوري التسلطي، وهو طريق يقود إلى الانفجار (فالضغط يولد الانفجار).

> ويلاحظ من ممارسة السلطة وحلولها الجزئية أنها تنطلق من منطلقات، كأن ليس في البلاد دولة ولا دستور.. فيكفي أن نذكر وسيلة عملها عندما تقدم على حلول جزئية في الجنوب، فالتعيينات الجزئية تستند إلى مخلفات القرون الوسطى، فقبل الإقدام على التعيين الوظيفي تطرح سؤالا متخلفا ومرتبطا بثقافة النظام العبودي وليس الإقطاعي المتقدم.. ابن من هذا الذي سيتم تعيينه؟ ولاتسأل عن إمكانياته الثقافية والفكرية والمعرفية والتعليمية.. فيا لها من مسخرة!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى