ماذا بعد الصعود السريع يا تلال؟

> «الأيام الريــاضـي» عبدالحكيم محمد جابر:

> إن الحديث عن الأندية الكبيرة له مذاق خاص يستمد خصوصيته من عراقتها، كما يحلو الحديث أكثر إن كان يسلط فيه الضوء على ناد كبير بحجم نادي التلال الرياضي، ونقف اليوم وقفة إجلال وإكبار لهذا النادي العريق الذي اقترن إسمه بالبطولات واشتهر بصعوده منصات التتويج، غير أنه مرَّ بأزمات وصعوبات جعلته بعيدا عن خصوصية البطولات التي اشتهر بتحقيقها، حتى أنه تعثر في الموسم قبل الماضي ليضطر للعب في دوري المظاليم، وهو الذي كان بالأمس القريب يلعب أمام أقوى الفرق ويعزف أمامها سيمفونيات رياضية رائعة في دوري النخبة، وإن الذي تابع نادي التلال وهو يخوض المباريات في دوري الدرجة الثانية أكيد أنه لاحظ بوضوح أن الفريق كان مهزوز المستوى وفي حالة لا تسر أحدا، رغم تأهله لدوري الأضواء وخير شاهد على ذلك انتكاساته الأخيرة في الدوري أمام فرق تقل كثيرا عنه على مستوى الإمكانيات وفارق الخبرة، واليوم تتوق جماهير التلال لرؤية فريقها وهو يعتلي منصات التتويج من جديد، ويرسم لوحات فنية على المستطيل الأخضر لاستعادة الأمجاد الكروية التي طال انتظارها، لكنه للأسف يعيش حاليا أوضاعا تستدعي منه إعادة النظر في حسابات كثيرة على مستوى هذا النادي العريق، فمعظم لاعبيه غير صالحين ومستواهم ضعيف جدا، فبدلا من أن يقوموا بتطوير مستواهم نحو الأفضل تجدهم يتقاعسون في التدريب ولايبذلون الجهد والعرق في المباريات، بل تجدهم عكس ذلك يضحكون عند أي هزيمة للتلال، وهذا ما حصل بالفعل عند هزيمة التلال في حضرموت من فريق ريان ساه، وما أعجبني هو موقف مدرب الحراس الكابتن مختار محمد حسن عندما قال لهم:«كنتم تشتكون وتبكون عندما لا تلعبون، واليوم جاءت لكم الفرصة ليثبت كل لاعب مستواه على الواقع وفي الملعب بدلا من الشماته بالهزيمة».

نعم..لاعبون متخاذلون..لاعبون يلعبون بالوساطة والمجاملة، وهم لا يستحقون ارتداء الفانلة الحمراء، أضف إلى ذلك فإنا أحمل الإدارة المسئولية الكبيرة في ما وصل إليه التلال لأنه لا توجد لديها الشجاعة والأمانة في تسريح مثل هؤلاء اللاعبين واستبدالهم بآخرين من أندية أخرى ما دامت تمتلك الإمكانات في ذلك..إدارة التلال تتحمل المسئولية الكبيرة ليس في هبوطه إلى الدرجة الثانية فقط ولكن في المستوى والأداء الهزيلين أيضا..فبالله عليكم فريق يدخل الفنادق والمطاعم والمعسكرات ليستعد لفرق ليس لها إسم ولا سمعة ولا تاريخ..وكل هذه الأشياء كلفت النادي مبالغ مالية باهضة دون الحاجة إليها وهو يلعب أمام أندية بسيطة في تاريخها الكروي، الأمر الذي يستلزم من إدارة النادي محاسبة لاعبيها بدلا من المحاباة والدلع والطبطبة عليهم.

لهذا أقول وأكرر أن التلال مظلوم والظالم هم من يدعون أنهم أبناؤه، فهل تدرك الإدارة التلالية أنها تدير واحدا من الأندية الكبيرة في اليمن..ناد يمتلك إمكانات مادية ضخمة ويمتلك جماهير غفيرة في جميع أنحاء البلاد، ومع ذلك التلال النادي الكبير لم يحصد إلا الفشل الذي زرعه أبناؤه والفضائح الكروية التي ارتكبها لاعبوه.

التلال بريء من كل ما ارتكب بحقه من قبل من يستخدمون إسمه وينتحلون صفة الانتماء إليه، والتلال اليوم بحاجة ماسة لمن يعيد ترتيب أوراقه، وإدارة تهتم بسمعته وتاريخه والابتعاد عن المجاملات للاعبين لا يستحقون ارتداء فانلته..لاعبون أعطاهم التلال كل شيء ولم يعطوه شيئا، وإنما أعطوه الشماتة والمهانة..ومن وجهة نظري الشخصية أن أنسب مدرب لهذه المهمة هو الكابتن سامي نعاش الذي مهما أكتب عنه فهو قليل في حقه، ولكنني أقول أنه بالفعل المنقذ لأنه يعرف مكامن القصور داخل أسوار القلعة التلالية الحمراء..إلى جانب إيجاد إدارة جديدة تركز على تطوير الفريق والنهوض به إلى مكانته الحقيقية التي تعودنا عليها في الماضي القريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى