دلال المغربي التي اوصت بدفنها في فلسطين تعود الى لبنان

> بيروت «الأيام» لمياء راضي :

> بعد ثلاثة وثلاثين عاما على وصيتها التي طلبت فيها ان "تدفن في فلسطين"، يعود الى لبنان اليوم الأربعاء جثمان دلال المغربي التي تعتبر في نظر الفلسطينيين رمزا لنضالهم، وذلك في اطار عملية تبادل اسرى بين اسرائيل وحزب الله.

وكانت دلال المغربي قادت العام 1978 عملية كوماندوس نوعية داخل الاراضي الاسرائيلية اسفرت عن 36 قتيلا.

وهي متحدرة من اسرة غادرت يافا العام 1948 بعد النكبة. ويقول شقيقها الاصغر شادي المغربي (31 عاما) لوكالة فرانس برس ان "وصيتها وامنيتها باعتبار انها فلسطينية كانت بان تدفن في فلسطين، وقد تحققت لبعض الوقت".

ودلال هي الابنة الثانية في اسرة من سبعة ابناء، وقد ولدت في 1958 في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت وانتسبت الى حركة فتح، الفصيل الرئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية.

والعام 1978 قادت مجموعة كوماندوس من عشرة عناصر لتنفيذ "عملية كمال عدوان"، ثأرا لمقتل المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية الذي اغتيل مع كمال ناصر وابو يوسف النجار في عملية كوماندوس اسرائيلية قادها ايهود باراك، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ووزير الدفاع الحالي، في قلب بيروت العام 1973.

وفي 11 آذار/مارس 1978، تسللت مجموعة الكوماندوس التي قادتها دلال المغربي الى اسرائيل بحرا وخطفت حافلة للجيش الاسرائيلي وقادتها الى طريق حيفا-تل ابيب التي تسلكها آليات عسكرية.

واطلقت المجموعة المهاجمة النار على السيارات ما ادى الى اصابة نحو مئة جندي بجروح.

وكلف ايهود باراك يومها وضع حد للعملية، واثر الهجوم الذي شنه فجرت المغربي ورجالها الحافلة ما ادى الى مقتل 36 جنديا كانوا على متنها.

بعدها خاضت المغربي ورجالها معركة بالاسلحة الرشاشة مع القوات الاسرائيلية الى ان نفدت ذخيرتها. فقتلت هي وثمانية من رفاقها ووقع الاثنان الباقيان في الاسر وظل مصير احدهما مجهولا.

وغداة العملية نشرت الصحف صورا لباراك وهو يدفع جثة المغربي بقسوة وقد جابت هذه الصور العالم اجمع.

وجثة دلال المغربي هي واحدة من بين 160 جثة لاعضاء في حركة فتح، من اصل 199 جثة ستفرج عنها اسرائيل الاربعاء كما اعلن امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين.

وبالاضافة الى هذه الجثث، ستفرج اسرائيل عن خمسة لبنانيين تعتقلهم في سجونها، مقابل استعادتها اثنين من جنودها خطفهما حزب الله ويعتقد انهما فارقا الحياة.

واخرج رفات دلال المغربي أمس الأول من مقبرة المقاتلين الاعداء في شمال اسرائيل.

وحتى وان كانت عودة رفاتها الى لبنان تخالف وصيتها، فان عائلتها سعيدة بهذه العودة.

ويقول شقيقها رشيد الذي كان في عمره عاما واحدا عند مقتل شقيقته "يفرحنا انها ستعود لاننا سنتمكن من ان نلمس التابوت".

وسيرافق رشيد والدته السبعينية الى الناقورة (جنوب لبنان) حيث سيقام اليوم الأربعاء حفل استقبال العائدين احياء وجثامين. اما والد دلال فتوفي بعيد وقت قصير من مقتل ابنته.

ويقول الشقيق الاصغر ان "دلال ستدفن في مقبرة الشهداء في بيروت. اتمنى ان تكون هذه العودة مؤقتة. ستعود مرة اخرى عند تحرير الوطن". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى