في الاحتفال الثاني بالعيد الوطني لجمهورية فرنسا.. السفير الفرنسي جيل جوتيه : استقرار اليمن ضروري لشعبه وللعالم ولن يتحقق بدون تنمية.. وزير الكهرباء:علاقة اليمن بفرنسا علاقة تاريخية وأول علاقة تجارية كانت في عام 1709

> صنعاء «الأيام» عبدالملك الشراعي:

>
احتفلت السفارة الفرنسية بصنعاء مساء أمس الأول للمرة الثانية بالعيد الوطني الفرنسي، وبحضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية ورؤساء الشركات ورجال الأعمال وممثلي منظمات المجتمع المدني بصنعاء ألقى سعادة سفير جمهورية فرنسا السيد جيل جوتيه كلمة جاء فيها:«اليوم أنا أحتفل معكم للمرة الثانية بالعيد الوطني الفرنسي الذي يذكرنا بالثورة الفرنسية، هذه الثورة التي أسست قبل 219 عاما مبادئ العالم الجديد، عالمنا المعاصر، ومبدأ الحرية بلاحدود، عدا ما يتناقض مع حرية الآخرين، ومبدأ المساواة بين كل الناس رجالا ونساء وبين كل الأعراق وكل الأديان والمعتقدات، بشرط ألا تضر هذه المعتقدات الآخرين، ومبدأ الأخوة بين سكان العالم كلهم، والحقيقة أن فرنسا كبقية الدول لم تحترم دائما خلال القرنين السابقين هذه المبادئ، لكن هذه المبادئ موجودة كأهداف لسياستنا، بما فيها سياستنا الخارجية المتمثلة في حرية الشعوب والمساواة بين الشعوب والدول، دون التدخل في الشؤون الداخلية إلا عند الضرورة القصوى، والأخوة بين الشعوب والدول التي تتعايش في نفس الكرة الأرضية التي أصبحت صغيرة للغاية.

وهذه المبادئ هي أسس العلاقات اليمنية الفرنسية، العلاقات بين الشعبين والبلدين جيدة منذ زمن طويل، بل تطورت في الأعوام الأخيرة، خصوصا في مجال الاستثمارات والتنمية والتعاون والثقافة».

وقال:«أريد أن أرحب أولا بالدور الذي تلعبه شركة توتال في إنتاج النفط، وكذلك في إدارة مشروع الغاز العملاق LNJ، فشركة توتال تستثمر مبالغ كبيرة في اليمن، وهذه إشارة على تفاؤلها في مستقبل اليمن، وأريد أيضا أن أرحب بالشركات الفرنسية الأخرى، وبنك كاليون ومجموعة الفنادق التي ساعدت كثيرا في إعداد هذه الحفلة، جزء كبير من جاليتنا يساهم في عمل هذه الشركات، والجزء الآخر يعمل تحت مسئوليتي في خدمة التعاون الثنائي بين البلدين.

اسمحوا لي أن أذكر المدرسة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي والمركز الفرنسي للآثار والدراسات الاجتماعية ووكالة التنمية الفرنسية الذين يحيكون النسيج الاجتماعي والفكري والثقافي والأخلاقي بين الشعبين اليمني والفرنسي، ويقدمون مساهمتهم في الحوار بين الثقافة اليمنية والعربية والثقافة الفرنسية الأوروبية،

وأذكر أيضا في نفس الميدان موظفي السفارة وخبراءنا في الوزارات اليمنية، الذين يطورون مشاريع مشتركة في مجال الإدارة والتراث والشباب والأمن والمنظمات غير الحكومية والدراسات العليا، وهدفنا جميعا أعضاء الشركات والموظفين هو دعم تطوير وتنمية واستقرار اليمن، وفي نفس الوقت تعزيز العلاقات الثنائية».

وأضاف أن «استقرار اليمن ضروري لشعبه وضروري للعالم أيضا، ولن يتحقق هذ الاستقرار بدون تنمية، وهذه التنمية تحتاج إلى دعم قوي من الدول الأكثر تطورا في العالم ومنها الدول الأوروبية، البلدان الأوروبية والمفوضية الأوروبية مقتنعة بذلك ومصممة على زيادة جهودها. في إطار علاقاتها الجيدة مع بلدان مجلس التعاون الخليجي تقدر أوروبا جهود بلدان المنطقة، وتتمنى أن تؤدي إلى اندماج لليمن في منظمتهم الإقليمية، فاليمن جزء لا يتجزأ من الجزيرة العربية، حيث البشر والأفكار والأخطار تمر بسهولة عبر الحدود، ومن المستحسن أن تتكئ المنطقة كلها على العمق التاريخي والاجتماعي لليمن على ألا تخشى من هزات قد يسببها يأسه.

في الأشهر الأخيرة عاش اليمن ومازال يعيش ظروفا صعبة في عدة مجالات من تأثير ارتفاع الأسعار الغذائية عالميا، إلى الهجمات الإرهابية من جانب أطراف تتبع أفكارا متطرفة، واستئناف تمرد بعض العناصر المتحصنة في جبال شمال البلاد.

ليس لنا كأجانب أن نتدخل في شؤون اليمن الداخلية، وأن نملي تعليمات على حكامها، ولكن من حقنا أن نعبر عن اهتمامنا بالظروف الصعبة التي يعيشها السكان المدنيون في مناطق القتال. نعرف أن ظروف الحرب ليست ظروفا عادية، ولكن نتمنى أن تعطي السلطات المعنية كل التسهيلات والصلاحيات للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المختصة في مساعدة الضحايا.

منذ 14 عاما اليمن يبني وحدته ويبني دولته واقتصاده، ويبني ديمقراطيته، وهذه هي تحديات غير سهلة، ونحن نقيم جهود فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، وجهود الحكومة اليمنية، وجهود موظفي الدولة، وجهود حزب الأغلبية، وجهود المعارضة الديمقراطية، وجهود كافة الشعب، ونقول لكل هؤلاء ألا يسمعوا أم كلثوم لما غنت «للصبر حدود» بل أن يسمعوا المثل المصري الحكيم «الصبر جميل»، فالحوار والتفاهم والتنازلات المتبادلة تخدم المستقبل».

وأوضح أنه «في 2009م سوف يتقدم اليمن خطوة جديدة في طريق الديمقراطية مع انتخابات شهر أبريل، وفما يخص العلاقات الثنائية إن شاء الله سوف يشهد العام 2009م بداية تصدير الغاز الطبيعي من بلحاف، وسوف يشهد أيضا أول زيارة للرئيس الفرنسي إلى اليمن، عاش اليمن.. عاشت فرنسا.. عاشت الصداقة اليمنية الفرنسية».

من جانبه هنأ وزير الكهرباء الأخ عوض السقطري السفارة الفرنسية بالعيد الوطني لجمهورية فرنسا، متمنيا لها مزيدا من التقدم والتطور، لما فيه إرساء دعائم الاستقرار والأمن على مستوى العالم، باعتبار أنها من الدول العظمى. وأشار إلى أن «علاقة اليمن بفرنسا علاقة تاريخية، وأن أول علاقة تجارية كانت في عام 1709، كما أن العلاقات السياسية أيضا قديمة فهي منذ العام 1936، وقد تعززت أكثر بين البلدين بعد ثورة 26 سبتمبر، وخاصة عندما اعترفت فرنسا باليمن 1970».

وأضاف السقطري: «نحيي جهود فرنسا في دعم الوحدة اليمنية، واستقرار اليمن، بما في ذلك دعم النهج الديمقراطي والتعددية السياسية في اليمن»، مؤكدا أن «ممارسة الديمقراطية والتعددية في اليمن هي وفق الدستور القانون»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «رفع السلاح ضد الدولة هو مخالف للدستور والقانون».

وقال:«قام فخامة الأخ الرئيس بزيارة فرنسا العام المنصرم، وقد فتحت هذه الزيارة آفاقا واسعة للتعاون الاقتصادي بين البلدين»، لافتا إلى أن «هناك شركات فرنسية تستثمر في مجالات النفط والغاز والطاقة في اليمن».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى