لماذا كل هذه الحملة المستعرة على «الأيام» ؟

> محمد الحيمدي:

> عندما أرسلت قبل عدة أشهر موضوعا إلى صحيفة «الأيام» لتنشره، وعندما طالت الفترة ولم ينشر تواصلت مع رئيس التحرير الأستاذ هشام متسائلا عن عدم نشره، فرد علي بصوت أبوي حنون ورجل حكيم وخبير:«إن هذا الموضوع يا بني مكان نشره في صحف المعارضة»، موضحا ومعللا قوله هذا.. بأن «الأيام» صحيفة مستقلة محايدة لا يهمها كثيرا الصراع الدائر بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وليس بينها وبين السلطة والنظام والرئيس أي عداء شخصي، بل أن الصحيفة تكن لفخامة الرئيس كل الاحترام والتقدير وبالمثل لكل قادة ورموز السلطة والمعارضة وإن حدث اختلاف في وجهات النظر، أو توجيه بعض الانتقادات لبعض الأخطاء والاعوجاجات في سياسية النظام وإدارة البلاد، أو في عمل يمس المعارضة، فهي من باب الحرص على مصلحة البلاد وأمنه واستقراره ورفعته وازدهاره، وليس من باب المناكفات والمزايدات والعنتريات الصحفية.. معتذرا بتواضع العلماء عن نشر الموضوع، مثنيا على أسلوبي في الكتابة، ومشجعا على استمراري في الكتابة، ومرحبا بأي مواضيع هادفة مثمرة تفيد الوطن والمواطن تلتزم الحيادية والمصداقية لأن ذلك هو نهج الصحيفة.. فلم يكن بمقدوري واستطاعتي بعد كلام الأستاذ هشام إلا أن أقف له احتراما وتبجيلا وفخرا لأنني أنتمي إلى هذه المدرسة الوطنية العريقة صحيفة «الأيام» لا سيما وأن كلامه كان مؤكدا على أن الهدف الأول من أهداف الصحيفة هو نصرة المظلومين والفقراء المعدمين والوقوف إلى جانبهم ضد الظالمين وكل من يريد قهرهم وإذلالهم وسلب حقوقهم في الحياة والثروة والمواطنة المتساوية مهما كانت التكلفة والتضحيات، موجها لي النصح أثناء نقل الأخبار والاستطلاعات والتحقيقات وغيرها أن أكون أمينا وصادقا محايدا في التقاط المعلومات والحيثيات في ذلك، وأن أختار الكلمة والعبارة والجملة المؤدية المؤثرة التي لا تجرح ولا تسيء لأي كان.. وعلى المنوال والسلوك أنفسهما كان الأستاذ تمام باشراحيل مدير التحرير فقد رفض نشر أكثر من موضوع، أعترف بأنني كنت فيها حادا في طرحي بل وفي كلماتي، مؤكدا على أن أتحرى الحقائق والأدلة، وأن أسعى إلى أخذها من مصادرها الموثوقة، مشددا على الابتعاد عن الميول أو الجنوح إلى الحزبية والمناطقية والشخصية أثناء كتابة المواد الصحفية التي أرسلها إلى الصحيفة.. وبالمقابل كان الأستاذ عيدروس باحشوان سكرتير التحرير الذي وبلا فخر أعده الأب الروحي لي في مهنة الصحافة، كان دائما ما يلح ويشدد على الالتزام بهذه المبادئ والقيم السامية لأنها سر نجاح الصحيفة وشعبيتها الواسعة بل أنها سر نجاح أي صحفي.

ومع ذلك أستغرب لماذا كل هذه الحملة المسعورة غير المبررة على الأستاذ والقامة الوطنية والإنسانية هشام باشراحيل الذي تمادت الحملة حد التهديد بالقتل والتصفية الجماعية لأسرته، هذه الأسرة الفاضلة الأصيلة والإساءة لها والنيل من مكانتها وسمعتها، وكذا استهداف «الأيام» ومراسليها وكتابها وعامليها، بل وصلت شرارات هذه الحملة إلى اعتراض ومضايقة الباصات الخاصة بالصحيفة التي تقوم بتوزيعها وبائعي «الأيام» المتجولين وأصحاب الأكشاك التي تبيعها، وتحديدا من سموا هذه الأكشاك باسم الصحيفة بقناعتهم ودون علم هيئة تحرير الصحيفة، كما يظن هؤلاء.. لماذا هذه الحملة الشرسة على «الأيام» وناشريها الكرام وكتابها ومراسليها؟.. ونحن نقرأ في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية كتابات تجاوزت كل الخطوط الحمراء، بل كل ألوان الخطوط والثوابت الوطنية وغير الوطنية إن لم نقل كل أخلاقيات مهنة الصحافة وقداستها.. ومع ذلك فهي بعيدة عن الأذى وعن الحملات المسعورة والاستفزازات، والغريب أننا نرى ونلمس أن عددا من القائمين على هذه الصحف ينالون الحظوة والأولوية في الدعم الحكومي والحصول على المعلومات والأخبار من أكبر رؤوس السلطة والأولوية في تصدر وترؤس المؤتمرات وغيرها من الفعاليات التي تنظمها الوزارات ودوائرها المختلفة في داخل البلاد وخارجها ...إلخ .. إنه لعمري أمر عجب ومفارقة أعجب!!

ولا شك أن أسباب هذه الحملة الشرسة على «الأيام» يعرفها القاصي والداني، واستعداء «الأيام» من قبل ما تسمى (الجمهور) عندما تطاولت ودأبت بكل صلافة على نشر وترويج أخبار عارية من الصحة خاصة ذلك الخبر المفبرك الذي يحمل اتهامات وتهديدات مبطنة للأستاذ هشام ولأسرته الكريمة.

وقد وضح الأستاذ هشام رئيس التحرير بعضا من هذه الأسباب في رده المنشور في عدد «الأيام» رقم (5454) الذي قال فيه : «إن تمسكي بعملي المهني الصرف كصحفي من خلال «الأيام» التي تقوم بتقديم الخدمة الواجبة لكل مظلوم والتصدي لكل عمل غير قانوني، داعمين كل من يطالب بحقه المشروع، وجل ذلك هو من صميم عملنا وبسبب نجاحنا، ونؤكد أننا ثابتون على مواقفنا التي رسمها لـ«الأيام» عميدها ووالدنا محمد علي باشراحيل - طيب الله ثراه - التي جسدناها منذ إعادة إصدارها في نوفمبر 1990م». وهناك أسباب كثيرة لهذه الحملة ولهذا العداء لـ«الأيام» ذكر بعضا منها مؤسسها وعميدها الأستاذ الكبير المرحوم محمد علي باشراحيل عندما مرت «الأيام» في عهده بظروف مشابهة كما تمر به اليوم من ظروف وتحديدا عندما تعرضت لحملة عدائية في نهاية الستينات من قبل (أعداء الشعب)، كما أسماهم أبو هشام، من هذه الأسباب التي ذكرها (إن الخط السياسي الذي تسير عليه «الأيام» خط وطني سليم وإنها لا تعمل في خدمة أعداء الشعب تحت أقنعة الشعارات البراقة) وغيرها الكثير من الأسباب التي لا يتسع الحيز هنا لذكرها وعزاؤنا أن المئات بل الملايين من القراء داخل الوطن وخارجه يدركون ويعون جيدا الأسباب ودوافع هذه الحملة وهذا العداء المستهدف لـ«الأيام» ويعرفون كذلك من يقوم بكل هذا وغيره ومن المستفيد من وراء ذلك.. مؤكدين في ختام مقالنا هذا ما قاله عميد «الأيام» (إن كل هذا وغيره لم يستطع أن يحولنا قيد أنملة عن الخط الذي نسير عليه)، ونضيف من عندنا أن كل هذا وغيره لن يستطيع اليوم أن يثني «الأيام» عن رسالتها السامية والنبيلة وعن مواقفها المبدئية الثابتة التي رسمها عميدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى