قلعب بي قلب زورقي

> علي عمر الهيج:

> قبل مدة ليست بالقصيرة ألقى فخامة الرئيس كلمة أمام حشد هائل من المواطنين حثهم فيها على العمل والجهد لبناء الوطن.. وقال بعباراته البسيطة والعميقة:«ينبغي للناس أن يعرفوا أن الوطن للجميع.

ويتوجب عليهم أن يتحركوا ويضاعفوا من جهودهم في العمل والبناء والتشييد وإصلاح أمور البلاد.. والحياة المعيشة فعلا صعبة ولا يتوجب على المواطن أن يظل متكئا على راتبه.. يجب على الناس الإكثار من الحركة.. ففي الحركة بركة.. وظفوا عقولكم وافتحوا مكاتب تجارية ومطاعم واتصالات، ورش، وكالات، أكشاك ، كمبيوتر، أعمال حرة.. اشتغلوا.. وتقلعبوا.. وتقلبوا.. اشتغلوا في بناء الأرض، وهذا سيساعد المواطن في تحسين مستوى معيشته إلى جانب راتبه الشهري.. وسنشعر كلنا أن هناك حركة عمرانية شاملة تخدم الوطن والناس.. المهم والأهم أن تسير كل تلك الأعمال وفقا للنظم والدساتير حتى تتحقق حالة واسعة من النظام والأمن والبناء».

ومن المؤسف أن بعض المتنفذين والعسكر ورجال الزلط وحمران العيون راحوا (يتقلعبون) ويتقلبون على ظهور ورقاب البسطاء من الناس، فأباحوا واستباحوا الأرض والبحار والجبال والحدائق وملاعب الأطفال، واتخذوا من سمرة الأرض وسيلة سريعة للاتجار والثراء، وأخذوا ينهشون كل شيء حتى في مصالح وحقوق الناس.

واحد من أبناء عدن عندما رأى الناس يتقلعبون ويتقلبون ذهب (منشان يتقلعب) بشرف لكن يا لها من (قلعبة)، لقد اصطدم ببعض الفاسدين (المقلعبين والمتقلبين) قال المواطن:«ذهبت لشراء قارب (منشان) أطلب الله وأحسن مستوى معيشتي، لكن ومع شرود النظام وتعقيد المعاملات ومع قانون تسوير البحار وعواصف الضرائب والجمارك والرسوم والإيجارات و(طواهيش) الحراج وحمى الأسعار وارتفاع الأمواج وهجمات بعض العسكر وو.. سقطت ودوخت و(حطيت ملح) وأدركت أن هناك من يعطلون كل شيء.. قابلت أول مسئول (متقلعب) إلا وبسرعة (قلعب بي قلب زورقي) وأحسست بالغرق.. وبعدها مباشرة قدمت استقالتي لأنني احترم القانون والنظام جيدا».

يا سادتي .. أصبح بعض المتنفذين ورجال الفيد وحدهم من يديرون كل شيء ضاربين بالأنظمة عرض الحائط، وظل الأهالي في عدن على حالهم الضنك مطاردين في قوتهم وأراضيهم وحقوقهم ومطالبهم.

لوجه الله أيها المتنفذون عودوا إلى كلمة الرئيس وتفحصوا فيها جيدا.. لقد كانت واضحة كالشمس نقية كالبراءة.. فسيروا على خطاها هداكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى