مدير مستشفى القطن: أهم الصعوبات هي عدم اعتماد المستشفى كمستشفى عام على الرغم من وجود قرار وزاري لم ينفذ منذ أكثر من 7 سنوات

> «الأيام» محمد الحداد:

>
مستشفى القطن مبنى طيني صامد، وخدمات متميزة، وعلاج مجاني لبعض الأمراض.. وهناك جمعية خيرية تبادر بإنشاء وتشغيل وحدة الكلى بكلفة تجاوزت المليون ونصف المليون دولار. ولسمعة المستشفى الطيبة توجهنا إليه لتلمس أوضاعه فكانت لنا هذه اللقاءات:

> د. محسن سالم بن الشيخ علي بن هرهرة مدير المستشفى حدثنا عن المستشفى قائلا: «يضم المستشفى أقسام الباطني، الجراحة، الأطفال، العيون، النساء والولادة، العظام، الأشعة والمختبرات، الأسنان، تنظيم الأسرة، الطوارى، ووحدة الغسيل الكلوي».. وأضاف: «وقد تم مؤخراً افتتاح قسم العناية المركزة من قبل الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية، وقد عملت في المستشفى عدة بعثات منها الهندية والصينية، وآخر بعثة غادرت في يناير الماضي، وأوفدت لنا بعثة طبية روسية تضم أربعة تخصصات هي (جراحة، عظام، نساء وولادة، والتخدير)، ولازالت البعثات جارية».

كما أضاف: «يعمل في المستشفى 217 عاملاً، منهم 11 طبيبا اختصاصيا، و25 طبيبا، و45 مساعد طبيب وممرضين».

> وحول أبرز الإضافات والخدمات التي تمت مؤخراً قال:«قمنا بإضافة تحديثاث منها تأهيل غرفة العمليات الجديدة ورفدها بالمستلزمات، وإضافة مستودع خاص لها، وغرفة للأطباء والفنيين، وتوفير فرش جديدة للمرضى ذات نوعية جيدة، وتأهيل قسم الطوارئ، كذلك تركيب وتشغيل عدد من الأجهزة والمعدات في الأقسام، وتشغيل ثلاجة حفظ الموتى».

> وحول المخصصات المالية التي تخصص للمستشفى قال:«الموازنة التشغيلية التي تصرف لنا لاتكفي، والجزء الأكبر منها يذهب للتغذية والنظافة، ومازلنا نتابع ونطالب الأخوة مدير فرع مكتب الوزارة والسلطة المحلية والوزير باعتماد وتنفيذ القرار، وخاصة بعد رفع السعة السريرية من 90 إلى 128 سريرا».

وأضاف: «بالنسبة للعمالة المساعدة في ظل ندرة الوظائف نبذل جهوداً ليتم توظيف كل العمالة المساعدة، خاصة أن بعضها قارب العشر السنوات أو أقل، ونصرف لهم رواتب من مساهمة المجتمع التي يتم تحصيلها.. ونتمنى أن نحل هذه المشكلة قريباً».

وقال أيضا: «خصص خلال العام مبلغ خمسين ألف ريال لتغطية نفقات علاجات شهرية لتوفير الأدوية للمرضى المحتاجين.. أما حالات الرعاية الاجتماعية فيتم التعامل معهم بالبطاقات الرسمية، ويتم إعفاؤهم من دفع الرسوم كافة للمعاينة أو العمليات والفحوصات.. أما الأدوية فيتم التوجيه لهم بخصم 30 - %50، كوننا نشتريها من وكالات خاصة، وبالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة (السكري، ضغط الدم، القلب، الصرع) فيتم تسليمهم الأدوية اللازمة وفق الكشوفات عند استلامنا الكميات المخصصة لنا التي تأتي من الدولة مجاناً».

وواصل قائلاً: «قمنا بجهود ذاتية في الإدارة لتوفير علاجات السموم من قرصات ولسعات الأفاعي وغيرها، وسنعطيها للمرضى المصابين بها، كما أن وحدة غسيل الكلى الصناعي تقدم الخدمات والعلاج للمرضى أكثر من خمس سنوات على نفقة فاعل خير».

> وحول مدى اهتمامهم بالتأهيل والتدريب قال: «نعطي أولوية كبرى للتدريب والتأهيل للجميع، فكل يوم نلتقي مع الأطباء والاختصاصين لمناقشة الوضع الصحي للنزلاء.. وهناك محاضرات أسبوعية للأطباء، كما يتم عقد دورات تدريبية في التعامل مع الأجهزة سواء أكانت في قسم الطوارئ أم في قسم الأشعة.. كما نساعد الطلاب الدارسين في المعهد الصحي».

> وحول أبرز الصعوبات قال:«لم يتم اعتماد المستشفى كمستشفى عام، على الرغم من أن هناك قرارا وزاريا باعتماده في هذا الخصوص، ولكنه لم ينفذ منذ أكثر من 7 سنوات، ومن الصعوبات أيضا قلة عدد الأطباء والاختصاصيين، وانتداب عدد منهم بعد تخصصهم للجامعة بتوجيهات الوزارة أو تحويل وضعهم الوظيفي، كما أن المبنى متهالك، وشحة المخصصات المصرحة لبند الصيانة والمباني، التي لاتكفي للقيام بذلك، وكثير من الأجهزة والمعدات تعمل منذ افتتاح المستشفى (في بداية السبعينيات).. كما أن هناك تهالكا لشبكة المجاري وعدم صمودها بعد توسعة الأقسام، وعدم وجود محرق خاص بالنفايات.. ونتمنى من الجهات المختصة التمويل لإنشائها، لذا نقترح ونطالب الجهات المختصة بالسعي لتطبيق وتنفيذ قرار وزير الصحة واعتماد مخصصات تشغيلية مماثلة، ورفدنا بالكوادر الطبية المتخصصة والفنية والعمالة الفنية والإدارية والمساعدة، وتجهيز وحدة الصيانة، ورصف ماتبقى من المساحات الداخلية تجنباً لدخول الأتربة إلى الأقسام، وكذا توفير سيارة حديثة لمواجهة الحوادث المرورية».

> وحول سؤالنا عن دعم رجال الخير والمغتربين للمستشفى قال: «كثير من الأجهزة والمعدات الموجودة هي دعم من رجال الخير والمغتربين، وأبرزها وحدة الغسيل الكلوي (الكلية الصناعية)، وتواصل الدعم للمستشفى خلال السنوات الخمس الماضية، بالإضافة إلى توفير ثلاجة لحفظ الموتى.. كما قامت الوزارة متمثلة بمكتبها في الوادي والصحراء برفدنا بثلاجة لحفظ الموتى إضافية تتسع لأربع جثث، وسيارة إسعاف جديدة، وتجهيز قسم العناية المركزة بأحدث الأجهزة».. وأضاف: «بالنسبة لوحدة الكلى نقدم لهم الكادر والطاقم الفني ونصرف مرتباتهم ومستحقاتهم».

> وخلال جولتنا في المستشفى توجهنا إلى قسم وحدة غسيل الكلية الصناعية، وهناك التقينا بالأخ مبخوت كرامة السعيدي مسؤول الوحدة الذي حدثنا عن بدايات العمل والخدمات التي تقدم للمرضى فقال :«أنشئت الوحدة بمبادرة ومتابعة من جمعية حورة الخيرية الاجتماعية بالتنسيق مع فاعلة خير في المملكة العربية السعودية، ومع إدارة المستشفى بعد أن لوحظ عدد من مرضى الكلى من وادي حضرموت يتجهون للعلاج إلى المكلا أو إلى العاصمة صنعاء، ولاشك ينتج عن ذلك مصاعب لدى المرضى نفسيا واجتماعيا، وبحمد الله تم افتتاح الوحدة بعد موافقة فاعلة الخير على تجهيزها، وتم تشغيلها في 23 يناير 2003م، وبدأ العمل بجلسات الاستصفاء الدموي (الغسيل) لعشرة مرضى وزاد عددهم في الفترات اللاحقة إلى أن وصل إلى مائة مريض من مناطق مختلفة من الوادي والساحل والمحافظات المجاورة».

> وأضاف:«نقدم العلاج والفحوصات المخبرية والأدوية وغيرها مجاناً، ويتم الإدارة والإشراف العام من قبل إدارة المستشفى، وتمويل من قبل الجمعية، والعمل يسير وفق برنامج لجلسات الغسيل اليومي عدا الجمعة، ولكل جلسة محدد لها أربع ساعات للمريض، وهناك مرضى لهم جلسة واحدة أو جلستان أو ثلاث أسبوعيا، بمعدل 25 مريضا خلال الأسبوع» .

وقال أيضا: «تتكون الوحدة من (وحدة تنقية المياه، غرفة عمليات صغرى، غرفة الماكنات (الغسيل)، مختبر، مستودع، عيادة الطبيب، مسؤول الوحدة، حمامات، مستودع طبي (خارجها)، وغرفة الكهرباء الاحتياطي).. والعمل يبدأ الساعة السادسة صباحا حتى العاشرة مساء بسبب تزايد أعداد المرضى، وتوجد ست ماكنات للغسيل خلال الأعوام (-2003 2005)، وارتفع عدد المرضى إلى 90 مريضا وهو عمل مضن وشاق للعاملين والمرضى.. وقد اقترحنا منتصف عام 2006م بإجراء توسعة للمبنى وزيادة عدد آلات الغسيل، وتواصل الأخوة في الجمعية مع رجل الخير المعروف الشيخ على عبيد بلشرف وأولاده وأبدى موافقته بإضافة قسم آخر وتجهيزه ودعمه بست آلات غسيل لإنهاء معاناة المرضى الوافدين.. وتعتبر الوحدة قسما من أقسام المستشفى (إدارة وإشراف)، وعدد العاملين فيها 21 عاملاً، و12 طبيبا، ومختبريان اثنان، و8 ممرضا وممرضة».

> وأضاف: "من مقترحاتنا لتطوير العمل وتحسينه أن يتم تحويل الوحدة وتطويرها إلى مركز للكلى، وبناء قسم خاص لترقيد المرضى، وبناء محطة لتنقية المياه بسعة 30 آلة غسيل، حيث إن المحطة الحالية تتسع لـ 15 آلة وتعمل بها 17 آلة».

> ولمعرفة كيفية استقبال المرضى توجهنا إلى مكتب الدكتور عبدالسلام غالب علي جابر طبيب عام مقيم في الوحدة منذ افتتاحها فقال لنا: «عندما يأتي إلينا المريض نقوم بفحصه سريرياً وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من نسبة السموم في الدم، وفي حال ارتفاع النسبة نقوم بإجراء أشعة تلفزيونية للتأكد من حجم الكلى، فإذا كانت ضامرة فإن المريض في هذه الحالة يحتاج لغسيل مستمر، أما إذا كانت بالحجم الطبيعي فإن المريض يحتاج لعدة غسلات، وعند تحسن حالته يتم توقيف الجلسات، كما يعطى للمريض حقنة خاصة بعد غسل الكلى لمساعدته في رفع نسبة الدم».

وأضاف: «هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من المرضى وهو أن مريض الكلى إذ بدأ بعملية الغسيل فإنه يلازمه طوال عمره، وهذا من الأخطاء الشائعة بين المرضى، فهناك عدد كبير من المرضى - والحمد الله - شفيوا بعد عدة جلسات للغسيل، وقد تصل إلى أربع أو خمس جلسات».

وواصل قائلاً :«هناك حالات يتم إحضارها من العناية المركزة بمستشفى سيئون العام تعاني من ارتفاع نسبة السموم في الدم (انخفاض ضغط الدم)، فمثل هذه الحالات إذا أجريت لها غسيل فهي مخاطرة كبيرة وقد تؤدي إلى الوفاة، فالأجدى علاج تلك الحالات برفع نسبة ضغط الدم أولا قبل إرسالها إلينا».

كما التقينا بالأخ عبدالله باحريش المشرف التنفيذي من قبل جمعية حورة الخيرية الاجتماعية الذي قال لنا: «سعت الجمعية جاهدة لإنشاء مشروع متكامل لوحدة الكلية الصناعية بوادي حضرموت في ظل معاناة عدد من المرضى وتحملهم مشاق السفر والترحال للعلاج إلى المكلا أو صنعاء بشكل أسبوعي، واضطر بعضهم إلى الإقامة هناك مما يزيد من أعبائهم المالية والاجتماعية.. لذا فكرت الجمعية وسعت لدى المحسنين بتكفل البناء والتجهيزات والتشغيل، ونجحت تلك المساعي وأنشئ المشروع كاملاً من قبل فاعلة خير من المملكة العربية السعودية، وذلك عن طريق التنسيق مع إدارة مستشفى القطن، وتم افتتاح المبنى في 23 يناير 2003م، وقد بدئ العمل بعدد محدود من المرضى، وقد زاد عدد المرضى إلى أكثر من 100 سرير، حيث يتلقى المرضى العلاج والأدوية والفحوصات بصورة مجانية».

وأضاف: «كما أنه يتم تقديم الحوافز المادية والمعنوية للعاملين.. ويعمل في القسم عاملون أكفاء تم تأهيلهم بكفاءة عالية في كيفية استخدام الآت التشغيل، وقد بلغت كلفة المشروع عند الإنشاء 400 ألف دولار والذي يتكون من مبنى وحدة تنقية المياه (عدد 6 أجهزة)، معدات طبية، أثاث، مولد كهربائي، ولوازم الغسيل.. وذلك على نفقة فاعلة خير. وفي عام 2005م تزايد عدد المرضى مما أدى إلى عمل تصور لأعمال توسعة، وهنا حاولنا التواصل مع الشيخ علي عبيد بلشرف وأولاده عبر مندوبنا في الرياض، وقد أبدى موافقته واستعداه للبناء والتجهيز وتشغيل قسم آخر، وتبرع - جزاه الله خيرا - بست آلات غسيل.. ويتكون القسم من (عنبر للرجال وبه 7 آلات، وآخر للنساء وبه 4 آلات غسيل، مختبر، غرفة مراقبة المرضى، غرفة للعاملين، ودورات مياه)، مع استمرار العمل في القسم القديم الذي به ست آلات وهي النواة الأولى للمشروع الإنساني، والآن تعمل 17 آلة غسيل.. كما سعت الجمعية إلى بناء شقتين مكونتين من ثلاث غرف وحمامين، وتوفير وسائل الراحة، وافتتح المبنى في أكتوبر 2006م، وبلغت كلفة الأعمال الإضافية مليونا وستمائة وخمسين ألف دولار، أي أن التكلفة الإجمالية حتى نهاية عام 2007م بلغت مليونا وستمائة وخمسين ألف دولار أمريكي وبكلفة تشغيلية سنوية تقدر بـ (650) ستمائة وخمسين ألف دولار، ومايعادل 130 (مائة وثلاثين مليون ريال يمني)».

> وحول سؤالنا عن كيفية توفير طلبات المواد واستيرادها من الخارج؟ قال:«قبل الانتهاء من مخزون مواد الغسيل بأكثر من أربعة أشهر يتم رفع طلبية جديدة بالمواد والمستلزمات لفترة ستة أشهر إلى مندوب الجمعية بالرياض وعبره يتم التواصل مع الدكتور عبدالله سالمين بن محفوط نائب مدير المركز في السعودية لزراعة الأعضاء، ومركز الأمير سلمان الخيري لغسل الكلى بالرياض، وبواسطتهما يتم تعميد الطلب والالتزام بدفع القيمة وإرسال الطلبية إلى الشركة المنتجة، وبعد شهرين أو أكثر تأتي المواد إلى ميناء المكلا».

وأضاف: «نسعى لإقامة حملات طبية إرشادية للمناطق التي يكثر فيها مرض الفشل الكلوي (مناطق شرق الوادي - سيئون، تريم، ساه) للتوعية حول هذا المرض، كما نسعى لبناء الدور الثاني للقسم الجديد لتنظيم عمل الوحدة، وكذا بناء وحدة مماثلة في المناطق الشرقية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ورجال الخير، وإنشاء وحدة لتنقية المياه تتسع لـ 30 جهازا.. وعبر صحيفتكم «الأيام» الغراء أناشد وزارة الصحة بتوفير حقن (الإبركس) للوقاية من انخفاض الدم عند مرضى الفشل الكلوي».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى