في الذكرى الأولى لرحيل أ ول طبيب يمني متخصص في طب وجراحة العيون في عدن.. الفقيد د. كمال عبده علي.. عاش بصمت ورحل دون وداع

> لبنى الخطيب:

> يصادف يوم غد 20 يوليو 2008 الذكرى الأولى لرحيل د.كمال عبده علي أول طبيب يمني متخصص بطب و جراحة العيون في عدن، مارس تخصصه حتى آخر يوم في حياته، عاش و تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في عدن، التحق للدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية وتخرج عام 1979 بشهادة بكالوريوس في الطب العام والجراحة من كلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة، حصل على شهادة التخصص (ماجستير) في أمراض وجراحة العيون من موسكو عام 1987م، وكان أول طبيب يمني متخصص بطب العيون يعمل في مستشفى الجمهورية التعليمي في عدن، وأول يمني يترأس قسم العيون في عام 1992، عمل منتدبا في كلية الطب في عدن حتى عام 1995، حيث ثبت بدرجة مدرس، وقبل وفاته بعام حصل على لقب أستاذ مساعد، شارك في العديد من المؤتمرات الطبية وحلقات النقاش داخل الوطن وخارجة، نال ميدالية التفوق العلمي عام 1987 لنيلة درجة الامتياز في تخصصه، حصل على العديد من الشهادات التقديرية لمساهمته الفاعلة في العمل الجراحي بالمخيمات الطبية الخيرية لمرضى العيون، كما انتخب للفترة من 1995-1997 أمينا عاما لنقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين فرع عدن.

دكتور كمال.. كل من سنحت له الفرصة بالتعرف عليك كزميل للدراسة بمراحلها المختلفة، أو من جمعهم محيط العمل بك، وطلابك من كلية الطب، أو مرضى تعالجوا من أمراض العيون بالكشف السريري أو العمليات التي أجريتها بأناملك الذهبية والذين كانت أياديك بيضاء نحو بعضهم ممن تلمست حاجتهم لمد يد العون لهم في اجتياز بعض عثرات الحياة، أو من جمعتهم معك الحياة و نسجت بينكم علاقات ود حميمة، جميعهم هزهم سماع خبر وفاتك العام الماضي، ورغم مرور عام على رحيلك إلى دار البقاء فإن الجميع لايزال يشعر بالفراغ الذي تركته بغيابك.. لكنها مشيئة الله وقدره، والجميع يدعون لك بالرحمة والمغفرة!.

سيرتك العطرة وبصماتك الطيبة التي تركتها في نفوس كل من عرفك أو سمع عنك، كنت نعم الزوج والأب والأخ والصديق والطبيب.

د.كمال.. الغائب الحاضر في نفوس من عرفك وأحبك، إنك علم يشار إليه بالبنان في حياتك، والآن بعد مماتك اسمك يزين الشارع الممتد من المدخل الجانبي لسوق عدن الدولي حتى نهايته، حيث اقترح الأخ الصديق الصدوق الأستاذ علي عبدالمجيد الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية الشيخ عثمان إطلاق اسمك على أحد شوارع منطقة الشيخ عثمان، وتبنى المجلس المحلي هذا المقترح في جلسته العشرين، المنعقدة في 24/10/2007، وصدر قرار المجلس المحلي رقم (92) بإطلاق اسمك على هذا الشارع تقديرا لدورك في مجال تخصصك ومشاركتك الإنسانية البيضاء في الأعمال الخيرية العديدة التي أقامتها المخيمات الطبية الإنسانية وجامعة عدن.

أبا تامر ومحمد.. شريكة حياتك التي عاشت معك أحلى سنوات عمرها لاتزال تذكرك، ولايفارق تفكيرها ولسانها كمال، لقد تركها كمال في فراغ كبير، مع دعائها الدائم لك بالرحمة والمغفرة، يواسيها في وحدتها الآن تامر و محمد، مع تمنياتها الدائم لهما بالنجاح والتوفيق في حياتهما الشخصية والعملية والسير على خطاك وذكراك الطيبة التي يعتزون بها كثيرا، كم هي السعادة الأسرية التي منحتها، وحففت بحنانك وحبك محيط أسرتك بقلبك الكبير الذي ميزك، حملت الحب والتقدير لكل إفراد أسرتك الكبيرة و لأصدقائك من كل التخصصات العلمية أو الإدارية، افتخر أنا لكون أسرتينا تعرف بعضها البعض، ومن محاسن الصدف أنه ذات يوم اتصلت بالهاتف لكي أهنئ أستاذتي القديرة أم تامر بمناسبة خطوبة تامر، وكنت أنت من رددت على الهاتف وتبادلت التحايا معك، وسعدت بتهنئتك أيضا، ألف رحمة عليك!.

د.كمال كنت وأصدقاءك حريصين دائما على الاتفاق و الالتقاء للتجمع أيام العطل في منزل صديقكم خالد إبراهيم الصياد في (حي ريمي)، مع لفيف من الأصدقاء: عبدالله بيضاني، د.نبيل عبادي، د.ياسين عبدالقادر، المهندس رفقي عمر قاسم، أ.جميل غالب الحاج، الإعلامي منير قاسم، الأخ ياسين خان، الكابتن شكري صعيدي، أحمد هائل الحاج، الأستاذ والتربوي القدير عبدالرحمن حاجب (يرحمه الله هو الآخر) وعدد من الزملاء الذين لايتسع المجال لذكرهم، فليعذروني.

كنتم تلتقون ليس لتمضية الوقت في مضغ القات فقط بل والأهم منه هو الترفية عن النفس بعد خمسة أيام عمل متواصل من الجد والإخلاص لتجاذب الحديث في مواضيع مختلفة، زميلي في العمل الأخ عبدالله بيضاني لايفارق لسانه الحديث عنك، لقد تأثر و أصدقاءك في الملتقى كثيرا لفقدانك، وانقطعوا عن تجمع وملتقى الأصدقاء لفترة من الوقت، وحدثني عن اللحظات الأخيرة التي قضاها في الحديث معك قائلا إنه يوم الجمعة الموافق 20 يوليو 2007 وكعادتك بالحضور إلى ملتقى الأصدقاء في حي ريمي تجاذبت الحديث قبل صلاة المغرب معه حول الموضوع الذي غطته حينها جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية للاعتصام الذي كان في المسجد الأحمر في باكستان، وبعدها أديتم جميعا صلاة المغرب مع الأخ خالد، واستأذنت للذهاب والعودة كما هي عادتك بالوفاء والحب الذي تكنه لرفيقة حياتك أم أولادك لتوصيلها إلى منطقة التواهي لزيارة أخيها وأسرته، في زمن قل فيه مثل هذا الحرص والسلوك الراقي من بعض الأزواج، خصوصا مع وقت تعاطي القات وانتظار حلول الساعة السليمانية، ودعت الزملاء بوجهك البشوش على أمل العودة، ذهبت إلى البيت لصحبة أم تامر، وفي اللحظة التي تأهبت للخروج وأمام عتبة البيت وأم تامر خلفك، تلقفتك يد المنون بهدوء ورحمة ولفظت أنفاسك الأخيرة، إنا لله وإنا إليه راجعون، وكل نفس ذائقة الموت!.

د.كمال.. عشت بصمت ومت بهدوء، إذ لم تكن تشتكي من أي ألم ذلك اليوم ولا قبله، إلا أن الله هو المحيي والمميت، ومن منا لايتمنى حسن الخاتمة على الرغم من الصدمة التي أحدثتها وفاتك تلك اللحظة ومازالت، ولا اعتراض على حكم الله.. نم قرير العين وليسكنك الله فسيح جناته. تامر ومحمد يواصلان السير في خطاك وبتخصصاتهما المختلفة في انتظار توظيفهم الرسمي في مرافق حكومية، متى تبسم الحظ لهما!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى