الفنان المخضرم التوي : أهل البلدة أدرى بحساباتها

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> كنت قد وطدت نفسي على عدم العودة إلى الكتابة في ما يخص مهرجان البلدة بعد أن كتبنا كثيراً في السنوات الماضية له وعليه، ولكنني فوجئت بالفنان المخضرم المغترب أبوبكر التوي يتصل بي عند الحادية عشرة والنصف مساء الجمعة الفائت ساكباً عبر الأثير التلفزيوني أسى وعتاباً مريراً على الأخوة في مهرجان البلدة في نسخته الخامسة بالمكلا الذي بدأت فعالياته مساء الخميس متأخرة يومين عن دخول نجم البلدة الذي هو الفيصل في مفتتح فعاليات النسخ الأربع السابقة .

وقد تداعت الكثير من الرسائل الحبية للأخوة في المهرجان وحملني الكتابة فيها من خلال أيامنا الدائمة وهو ما جعلني أشرع في كتابة هذا المقال لعل به أرد بعض الوفاء والثقة التي يغمرني بها صاحب الرائعة الغنائية (قال بوبكر التوي خلني قتلنا بالتهنتاك) وهي من كلماته وألحانه وأداء المبدع الرقيق الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله، ومن ضمن ما رواه لي فناننا التوي وهو في طريقه مغادرا إلى موطن الاغتراب بدولة الإمارات العربية المتحدة أنه يتألم كثيراً من طريقة المعاملة التي يتبعها الأخوة في إدارة البلدة مع أمثاله من المبدعين الذين لا تعنيهم المخصصات المادية التي تقدمها اللجنة لكل مشارك. وأكد أنه كان يتمنى عليهم المشاركة قبل رحيله ومغادرته إلى وطن الغربة، وقد عمد إلى التواصل مع قيادة المهرجان خاصة الأخ أنور عبدالعزيز رئيس الإدارة أكثر من مرة ووعده خيراً، ولكنه لم يجد جدية في التعاطي مع رغبته التي كان يأمل في تحقيقها في السهرة الأولى للمهرجان التي احتضنها مسرح خور المكلا وقد غادر بحسرته وفي نفسه غصة مريرة دفعت به إلى تذكر موقف سابق للأخوة في قيادة المهرجان في نسخته الرابعة العام المنصرم، وتتمثل في اصطحابه للفنان الإماراتي محمد مرشد سعيد عازف السكسفون، الذي صاحبه في سهرته العام الماضي وتحمل نفقات إقامته في أحد فنادق المدينة دون أن يجد وهو المشارك الوحيد من دولة جوار شقيقة أي رعاية أو اهتمام أو حتى سؤال طوال فترة إقامته التي امتدت إلى خمسة عشر يوماً تحمل فيها راضياً صرفيات السكن والإعاشة، وظل الفنان بن مرشد يبحث عن التقدير المعنوي من المعنيين في المهرجان الرابع، ولكن أهل البلدة أدرى بحساباتها، وقد غادر إلى بلده دون وقفة توديع بجوار الفندق أو لحظة تقدير في اصطحابه إلى مطار الريان في لحظاته الأخيرة، وليت الأمر بقي كذلك لهان، ولكن الفنان التوي وجد نفسه في موقف حرج أمام الفنان الذي صحبه وهو يسكب في مسامعه عن حضرموت وأهلها والفنانين الذين يديرون مهرجان البلدة، فأصيب بالصدمة وبقي يحث الإخوة في قيادة البلدة على إصدار شهادة تقديرية للرجل الذي شاركهم فنهم دون ضجيج أو صخب، وبعد معاناة ومتابعات مهلكة تم كتابة الشهادة الورقية التي فرح بها الفنان محمد مرشد بن سعيد .

وهنا سكت المخضرم التوي وهو يودعني آملاً أن أنقل رسالته لكل المتفقهين في دهاليز مهرجان البلدة، وها نحن نفي بما وعدناك، وعلى البلدة سلام الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى