> دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس الأحد إلى ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وتعهد بمساعدة مالية إضافية ودعم للسلطة الفلسطينية.

وكان براون يتحدث في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال براون عقب إجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس " لدينا هدف واضح أمامنا: سلام قائم على حدود عام 1967 مع وجود دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل آمنة والقدس عاصمة للدولتين".

وفى وقت لاحق التقى الزعيم البريطانى الزائر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت فى القدس الذى قال ان التوصل الى اتفاق سلام اقرب مما يعتقد كثيرون

وقال اولمرت انه يامل مع حلول نهاية العام ان يتغلب هو وعباس على اى خلافات بينهما. واعاد الجانبان اطلاق المفاوضات فى العام الماضي فى محادثات سلام بشان الشرق الاوسط استضافتها الولايات المتحدة فى انابوليس بولاية ميريلاند.

وقال براون "المشكلة هي ما إذا كنا نستطيع إستغلال الفرصة التي توفرت في أنابوليس لاخذ الخطوات الهامة التالية" مشيرا إلى مباحثات سلام الشرق الاوسط التي أستضافتها الولايات المتحدة في أنابوليس بولاية ميريلاند في أواخر العام الماضي.

وأضاف " إن هناك مشاكل لامجال فيها لاية شكوك وهي تجميد المستوطنات ووقف العنف". ووصف براون أيضا الارهاب بأنه "عقبة كبرى" أمام إقامة الدولة الفلسطينية.

وقال براون إن بريطانيا ستقدم 60 مليون دولار إضافية للسلطة الوطنية نصفها سيذهب مباشرة لدعم موازنة السلطة.

وأضاف براون "لقد تعهدنا بتقديم 500 مليون دولار للتنمية الاقتصادية في فلسطين على مدى السنوات الثلاثة المقبلة حتى 2011 " .

وقال براون إن بريطانيا سوف تقدم أيضا الدعم للمساعدة في تدعيم الامن للفلسطينيين وإستضافة مؤتمر للاستثمار في لندن في وقت لاحق من العام الحالي.

وشكر عباس براون على الدعم المالي والمبادرات التي تركز على الاقتصاد الفلسطيني,وقال إن زيارة الزعيم البريطاني تأتي في "وقت نرى فيه تقدما" فيما يتعلق بمفاوضات السلام والهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وخلال الاجتماع مع اولمرت ، قال براون ان بريطانيا سوف تكون " صديقا حقيقيا " وسوف تعمل من اجل مستقبل " خال من الارهاب".

وترددت تقارير ان محادثات اولمرت مع الزعيم البريطانى الزائر تناولت العديد من القضايا ، بما فى ذلك البرنامج النووى الايراني.

وكان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز استقبل في وقت سابق أمس الأحد براون رسميا ووصفه بأنه "واحد من أكثر زعماء عصرنا احتراما في تقديري".

وتعد زيارته التى تستغرق يومين لاسرائيل والضفة الغربية هى الاولي له منذ توليه منصبه قبل عام. ومن المقرر أن يجري خلالها محادثات مع مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين بهدف دفع عملية السلام بين الجانبين.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن محادثات براون مع المسئولين الإسرائيليين من المقرر أن تشمل البرنامج النووي الإيراني وجهود السلام على المسارين الفلسطيني والسوري. والتقى براون في العراق أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

واستقبل بيريز براون وزوجته في مقر الرئاسة بالقدس عقب قيامهما بزيارة نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا المحرقة النازية صباح أمس الأحد.

وأثنى الرئيس الإسرائيلي على براون نظرا لسجله وفلسفته مشيرا إلى أن وزير المالية السابق "رفع الاقتصاد البريطاني إلى مستويات غير مسبوقة".

وقال براون بدوره إنه يعتز بمقابلته لبيريز مضيفا: "أعلم إسهامك الهائل في تاريخ هذه الدولة (إسرائيل) من خلال الادوار الكثيرة التي قمت بها".

وقال براون لدى زيارته للنصب التذكاري حيث وضع إكليلا من الزهور: "لا يمكن أن تعد نفسك لتحمل ما تراه هنا .. هذه قصة عن الفظائع التي كان ينبغي منعها وأعمال القتل التي ما كان يجب أن تحدث والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من يحب الانسانية".

ومن المتوقع أن يمارس براون ضغطا على القيادة الفلسطينية لتحسين الأمن على أساس أن بريطانيا ستمارس ضغطا فيما بعد على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على الأراضي المحتلة.

والتقى براون أغلب المسئولين الذين يمثلون أطراف الصراع في الشرق الأوسط في مناسبات سابقة بلندن.

كما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني مجموعة من رجال الأعمال في إسرائيل. وأعقب براون زيارته المفاجئة للعراق أمس الأول بالتوجه لتل أبيب في المساء.

ومن المقرر أن يلقي براون كلمة أمام الكنيست قبل أن يغادر إسرائيل مساء اليوم الإثنين ليكون أول رئيس وزراء بريطاني يخاطب البرلمان الاسرائيلي.