امريكا تواجه وضعا محفوفا بالمخاطر على الحدود الباكستانية الافغانية

> بيشاور «الأيام» ذي شأن حيدر :

> ربما لم يكن وزير الدفاع الامريكي الاسبق دونالد رامسفيلد يجفل من استعراض القوة العسكرية للولايات المتحدة لكنه لم يجرؤ على ارسال قوات امريكية إلى المناطق القبلية في باكستان لقتل او خطف قادة تنظيم القاعدة.

والآن يخشى باكستانيون ان الحملات الانتخابية الرئاسية الامريكية أججت الجدل بشان السياسة الخارجية فيما يتعلق بالتعامل مع تهديد حركة طالبان وتنظيم القاعدة لدرجة قد تدفع القادة الامريكيين للتخلي عن الحذر والتحرك من جانب واحد.

وقال مسؤول امني بارز في مدينة بيشاور الشمالية الغربية "اذا كان هذا احتمال قائم في الماضي فانه اضحي اكبر الآن" مبديا مخاوفه إزاء التصريحات التي تصدر من الولايات المتحدة.

وفي عام 2005 تردد ان رامسفيلد احبط عملية لتصفية ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لان العملية تتطلب مشاركة عدد كبير من القوات مع ضآلة فرص النجاح وضخامة مخاطر تفجير الوضع في باكستان.

والخطر اليوم اكبر بكثير مع مرور باكستان بمرحلة انتقالية محفوفة بالمخاطر للتحول لحكم ديمقراطي مدني فيما يهدد رجال القبائل في المنطقة الشمالية الغربية برفع السلاح.

وقال عياض وزير وهو سفير باكستاني سابق لدى كابول "اذا ما ضرب الامريكيون الجانب الباكستاني فانهم سيخلقون المزيد من الاعداء."

واثار تصاعد عدد الضحايا بين القوات الغربية عبر الحدود في افغانستان الفزع وكذلك توقعات أجهزة مخابرات بان القاعدة قد تدبر ضربات تشن على اراض غربية بعد ان اعادت تجميع قواتها في المناطق القبلية تحت حماية طالبان.

واليوم تحشد الولايات المتحدة مواردها في افغانستان حيث اضحي تمرد طالبان اقوى من اي وقت مضى بعد ستة اعوام ونصف العام من طرد قوات تدعمها الولايات المتحدة طالبان والقاعدة إلى مناطق جبلية على الحدود الباكستانية.

ومع ممارسة القوات الغربية ضغطا اكبر في مناطق سيطر عليها المتشددون تزايد عدد المواجهات والضحايا وكثر الحديث عن اصدار اوامر "بمطاردات" في الاراضي الباكستانية.

يقول طلعت مسعود وهو جنرال سابق تحول للتحليل السياسي ان الجلسات التي يعقدها الكونجرس الامريكي ومعاهد الخبرة ووسائل الاعلام يولد نوعا من الدعاية قد يقنع الرئيس الامريكي جورج بوش بتكثيف الضربات الجوية بل وبعض العمليات البرية المحدودة في الحزام القبلي.

وصرح مسعود لرويترز "ينبغي ان تتحرك باكستان من تلقاء نفسها. ليس لديها من خيار اخر."

وسيكون الغزو الامريكي دعوة لحمل السلاح لرجال القبائل الذين تجنبوا حتى الان تمردا في حزام قبائل البشتون على الحدود الافغانية الباكستانية يقوض سلطات الحكومة الائتلافية المدنية الجديدة.

وكتب مسعود في ديلي تايمز يقول "ستتأجج المشاعر المناهضة للولايات المتحدة بشكل كبير جدا." مشيرا الى زعزعة استقرار الحكومة المدنية وتهميش القوى المعتدلة.

وفي الاسبوع الماضي ظهر جليا نفاد صبر الادارة الامريكية.

وثمة اعتقاد بان الجيش الباكستاني خفف الضغط على مجموعات تابعة لطالبان في المناطق الحدودية فيما تحاول الحكومة الجديدة حمل شيوخ القبائل على اقناع المتشددين بانهاء حربهم.

كما وجه الرئيس الافغاني حامد كرزاي اتهامات بممارسة افراد في الجهاز الامني الباكستاني لعبة مزدوجة عن طريق مساعدة متمردي طالبان للاحتفاظ بنفوذهم في جنوب افغانستان تأهبا لليوم الذي تسحب فيه الحكومات الغربية قواتها.

وقال بوش انه "منزعج" لوجود القاعدة في باكستان وأضاف انه سيناقش الامر في اجتماعه مع رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في واشنطن في 28 يوليو تموز.

وتحدث الاميرال مايكل مولن رئيس الاركان المشتركة الامريكية عن عبور اعداد كبيرة من المتمردين والمقاتلين الاجانب من باكستان "دون عقبات او منغصات". وحذر قائلا " ينبغي وقف هذه التحركات."

وكرر خليفة رامسفيلد وزير الدفاع روبرت جيتس مقولة ان القوات الامريكية "مستعدة وراغبة وقادرة" على المساعدة إذا ماطلبت الحكومة الباكستانية. ولكنه أضاف أن "هناك حاجة لعمل شيء على الجانب الباكستاني من الحدود."

ويشك المحلل حسن عسكري رضوي بان الولايات المتحدة ستتحرك بتسرع شديد. وأضاف "اذا ما قرروا التحرك في الاساس فسيكون تحركا محدودا للغاية ولكنه فعال جدا."

وتعززت مخاوف باكستان من احتمال تغاضي الولايات المتحدة عن البروتوكولات الدبلوماسية بسبب تصريحات مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما.

وقال اوباما في خطاب مهم بشأن السياسة الخارجية "لا يمكننا ان نتسامح مع وجود ملاذ للارهاب وكرئيس لن افعل ذلك."

وتابع "ينبغي ان نوضح انه مالم تكن باكستان قادرة على التحرك او لم تتحرك فاننا سنستهدف اي اهداف ارهابية مهمة مثل اسامة بن لادن اذا وقع تحت بصرنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى