موغابي وتسفانجيراي يلتزمان التفاوض لاخراج زيمبابوي من الازمة

> هراري «الأيام» غودفري ماراوانييكا :

>
رئيس زيمبابوي روبرت موغابي وزعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي
رئيس زيمبابوي روبرت موغابي وزعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي
وقع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي وزعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي أمس الإثنين اتفاقا يلزمهما التفاوض على نظام سياسي جديد للبلاد التي تعيش حالة شلل منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة المثيرة للجدل التي جرت في نهاية حزيران/يونيو الماضي.

ووقع الخصمان اللذان لم يلتقيا علنا منذ 1998 الاتفاق في فندق بهراري في حضور الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي الذي يقوم بوساطة في زيمبابوي باسم افريقيا الجنوبية.

ويحدد بروتوكول الاتفاق اطارا للمفاوضات (جدول اعمال، مشاركون، جدول زمني) التي يجب ان تنتهي في غضون اسبوعين والتي ستبدا في الايام القادمة في جنوب افريقيا وفقا لوسائل الاعلام المحلية.

واعلن موغابي (84 سنة) الذي اعيد انتخابه في 27 حزيران/يونيو لولاية سادسة في انتخابات مثيرة للجدل ان المفاوضات ترمي الى تعديل الدستور "بطرق مختلفة" بهدف اقامة "نظام سياسي جديد".

وقال موغابي "نحن هنا لنرسم الطريق نحو نظام سياسي جديد" من دون ان يقدم تفاصيل حول التغييرات المحتملة التي يمكن ان تخرج عن هذه المحادثات.

من جانبه اعتبر تسفانجيراي، الذي تصدر الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية قبل انسحابه من السباق الرئاسي، هذا الاتفاق الاطار "خطوة اولى الى الامام" ووصفه ب"الفرصة التاريخية".

واضاف تسفانجيراي "نحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا لضمان انجاح عملية التفاوض هذه" واصفا رئيس زيمبابوي ب"الرفيق موغابي".

وفي ختام الاحتفال تصافح موغابي وتسفانجيراي ثم تصافحا مع زعيم فصيل معارض هو ارثور موتامبارا ووقف الثلاثة جنبا الى جنب امام المصورين وهم يرفعون ايديهم.

وقال مبيكي وهو يجلس بين موغابي وتسفانجيراي "ان بروتوكول الاتفاق هذا يلزم الطرفين الدخول في برنامج عمل مكثف لانهاء المفاوضات في اسرع وقت ممكن".

واضاف مبيكي "ان كل الاطراف في زيمبابوي مدركون لخطورة المسائل التي نناقشها وهم ملتزمون جميعا بانهاء هذه العملية باسرع وقت ممكن".

والهدف من هذه المفاوضات هو اخراج زيمبابوي من المأزق السياسي الذي وصلت اليه منذ الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السابع والعشرين من حزيران/يونيو التي فاز فيها موغابي كمرشح وحيد بعد انسحاب تسفانجيراي.

وقدم موغابي الشكر الى نظيره الجنوب افريقي "لانه بحضوره دحض الانتقادات اللاذعة والاكاذيب التي كانت تتهمه بعدم القيام بشيء" من اجل التوصل الى حل في زيمبابوي.

وقد اعتمد الرئيس مبيكي "الدبلوماسية الهادئة" في زيمبابوي وتعرض لانتقادات بسبب حرصه على عدم توجيه اللوم الى الرئيس موغابي.

حتى ان تسفانجيراي نفسه اعرب عن عدم ثقته الكاملة بالوساطة وطالب مرارا بتوسيعها لتشمل ممثلين عن الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وهو الامر الذي تم الجمعة في اطار ما عرف باسم "مجموعة الاتصال".

ورغم اتفاق أمس الإثنين الا انه لن يكون من السهل التوصل الى توافق سياسي في زيمبابوي.

فموغابي يستند الى نتائج انتخابات 27 حزيران/يونيو لتبرير بقائه في السلطة في حين تستند حركة التغيير الديموقراطي الى فوزها في الانتخابات التشريعية في 29 اذار/مارس حيث حصلت على الاغلبية وعلى تصدر تسفانجيراي الجولة الاولى للانتخابات للمطالبة بنصيب الاسد.

والمشكلة الثانية هي مناخ العنف الذي دفع زعيم حركة التغيير الديموقراطي الى الانسحاب من الانتخابات الرئاسية. وتشير المعارضة الى سقوط 120 قتيلا من انصارها منذ نهاية اذار/مارس وتؤكد استمرار الهجمات.

وتترافق الازمة السياسية مع انهيار اقتصادي حيث اصبحت زيمبابوي، التي كانت تعتبر في الثمانينات نموذجا للاستقرار، نهبا للفقر مع بلوغ معدل التضخم 2،2 مليون في المائة سنويا وفقا لارقام رسمية لا شك في انها اقل من الارقام الحقيقية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى