إطلاق سراح الرهائن الألمان في تركيا نصر للحكومة التركية أم خطوة طوعية من جانب الخاطفين؟

> اسطنبول «الأيام» آن بياتريس كلاسمان :

> عمت السعادة في الساعات الأولى عقب الإعلان عن إطلاق سراح الرهائن الألمان الذين اختطفوا على أيدي مقاتلين من حزب العمال الكردستاني المحظور قبل أكثر من عشرة أيام.

وأعربت الحكومة الالمانية عن سرورها إزاء الإنهاء السلمي بشكل أسرع مما كان متوقعا لمأساة الرهائن الذين اختطفوا أثناء تواجدهم عند جبل أرارات أعلى قمة جبلية في تركيا والذي كانوا يستعدون لتسلقه.

كما ساد آلاف الألمان الذين يقضون عطلتهم هذا العام في تركيا شعور بالراحة لدى سماعهم خبر انتهاء الأزمة دون أي أخبار مزعجة.

وكان هذا بالطبع أحد الأسباب التي دفعت السفير الألماني في تركيا، اكارت كونتس، لترديد هتاف: "فلتحيا الصداقة الألمانية التركية" لدى توديعه لمواطنيه الثلاثة في مطار أنقرة متوجهين لوطنهم ألمانيا بعد أن قضوا أكثر من عشرة أيام محتجزين لدى مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

ولا يخفى أن الحكومة التركية سعيدة بعدم نجاح حزب العمال الكردستاني في تحقيق مطالب سياسية من ألمانيا أو إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الألمانية بشأن إطلاق سراح المواطنين الألمان.

كما أن من غير المستبعد أن تظل هذه الأزمة نجاحا يرافق الحكومة التركية فترة طويلة والتي طالبت من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي مرارا التضامن معها في حربها على حزب العمال الكردستاني وكان آخر هذه المطالبات أثناء الحملة المكثفة للجيش التركي على معسكرات المتمردين الأكراد شمال العراق في شهر شباط/فبراير الماضي.

ولكن وقبل أن يستقل المواطنون الألمان طائرتهم عائدين إلى ولاية بافاريا جنوب ألمانيا احتدم النقاش في تركيا حول الدافع الذي جعل الخاطفين يطلقون سراح الرهائن الثلاثة.

ويعتقد الكثير من المحللين في وسائل الإعلام التركية المستقلة والقومية بأن "الاستراتيجية المثالية للجيش التركي هي التي أجبرت الخاطفين على إطلاق سراح الرهائن".

ورأت صحيفة "فاتان" التركية أن الجيش التركي طوق المنطقة التي تواجد فيها المختطفون برهائنهم بشكل كثيف جعلهم لا يرون مخرجا آخر غير إطلاق سراح رهائنهم.

أما أعضاء حزب العمال الكردستاني وحزب "المجتمع الديمقراطي" الموالي للأكراد والممثل في البرلمان التركي فحاولوا من جانبهم تصوير عملية إطلاق السراح على أنها خطوة حكيمة ومتعقلة من جانب الخاطفين الأكراد.

ونقل موقع إلكتروني عن وحدة حزب العمال الكردستاني التي نفذت بعملية الاختطاف قولها: "كان قرار إطلاق سراحهم مبنيا على مبادرة منا فحسب".

وأضاف الخاطفون أنهم لم يخضعوا لأي ضغوط ولكنهم استجابوا لنداءات الكثير من المنظمات الصديقة و غير الحكومية.

ولكن تصريحات بعض الموالين لحزب العمال الكردستاني تصب في أن الخاطفين كانوا يواجهون ضغوطا زمنية لأنهم كانوا يفضلون بالطبع تسليم رهائنهم للجنة الدولية للصليب الأحمر بدلا من أن يتركوهم لمصيرهم على إحدى قمم الجبال.

وفي مقابلة مع صحيفة "صباح" أعرب أحمد ترك رئيس حزب "المجتمع الديمقراطي" عن "رضاه البالغ" إزاء هذه النهاية السعيدة لمأساة الرهائن وقال إن حزبه علم صباح أمس الأول من خلال وسطاء بقرب الإفراج عن الرهائن الألمان وأنه قام على الفور بإبلاغ السلطات الأمنية بذلك. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى