وداعا أيتها الأحزان!

> «الأيام» شيماء صالح باسيد /الحوطه - لحج

> منذ فترة طويلة قرأت رواية الأديبة الفرنسية (فرانسو سوجان) (مرحبا أيتها الأحزان) وبين السطور عرفت لا بل شعرت بمقدار الألم والضياع الذي عاشته مبدعة في العشرين لتكتب تلك السطور، وتؤلف تلك الرواية العظيمة التي أبهرت العالم وأسكتته في آن واحد.

وبعد أن أكملت الرواية عرفت أن الإنسان هو أقوى من كل الظروف والصعاب وقسوة الحياة وأقوى من الألم ومن الأحزان نفسه لأن داخله طاقة لا بل طاقات هائلة، والفارق بسيط هو أن هناك أناس عرفوا كيف يستثمرون تلك الطاقات لسعادتهم وسعادة الآخرين، وغيرهم ممن عاشوا في شقاء لأنهم استثمروا تلك الطاقات للتدمير لا البناء، ففتحوا أبواب قلوبهم وصرخوا بأعلى الصوت «مرحبا أيتها الأحزان».

شكسبير في إحدى رواياته يقول: «أعط الحزن للكلمات» لأنك حين تعالج أحزانك بالهروب أو الصمت فإن ذلك يفطر القلب ويحيل العيش لجحيم وشقاء.. فوداعا أيتها الأحزان، غادريني آجلا ودعي قلبي الصغير يلهو ببراءة حيث ومتى يشاء.. دعيه يغني يرقص ويضحك بأعلى الصوت، فما قيمة الحياة دون السعادة، وما قيمه الطفولة دون البراءة، وما قيمة الشباب دون الطموح وما قيمة الحزن إذا لم نفرح بعده، وما قيمة الحب إذا لم يكن طاهرا ونقيا؟! وداعا أيها الحزن.. دعني أراك مهاجرا أرضي، متشحا بالسواد كعادتك، آخذا معك كل الأشخاص والأسماء وكل القلوب التي جرحتني وآلمتني وأبكتني لأيام طويلة. أيها الحزن أرجوك قبل أن ترحل خذه في طريقك فهو خائن وغادر وقلبي الصغير المتعب لايقوى أن يتحمل الخيانة أو أن يتحمل الجراح حين تأتي من الآخرين فكيف من أعز الناس.. أيها الحزن وداعا، صرت تعرف اسمي وعنواني وتفاصيل وجهي، وصرت تعرف داري وأوراقي وأشعاري وكل تفاصيل حياتي، فإياك أن تقترب مجددا، وإياك أن تجعلني أراك مارا في الطريق الذي أسلكه كل صباح وأعود منه كل مساء.. وداعا أيها الحزن فلقد كنت صديقي الوفي الوحيد الذي لم يفارقني لحظة منذ الطفولة، لكن آن الأوان أن نخون عهد الأصدقاء الذي قطعناة منذ زمن، آن الأوان أن نفترق إلى الأبد.. فوداعا أيها الحزن ووداعا أيتها الأحزان!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى